فارنا ثالث أكبر مدن بلغاريا.. غنية بالتاريخ وفقيرة بالترويج السياحي

على قائمة زيارات السعوديين الذين اكتشفوها أخيرا

فارنا ثالث أكبر مدن بلغاريا.. غنية بالتاريخ وفقيرة بالترويج السياحي
TT

فارنا ثالث أكبر مدن بلغاريا.. غنية بالتاريخ وفقيرة بالترويج السياحي

فارنا ثالث أكبر مدن بلغاريا.. غنية بالتاريخ وفقيرة بالترويج السياحي

لا تزال هناك أماكن تجذب السائح من مختلف أنحاء العالم، وفي الوقت ذاته يجهلها الكثير منهم، إما لبعدها الجغرافي أو لعدم الترويج لها من قبل مكاتب السفر والسياحة في تلك البلاد، ومن هذه الأماكن الساحرة على الكرة الأرضية وفي الشرق الأقصى من أوروبا وتحديدا الشمال الشرقي لبلغاريا وعلى ساحل البحر الأسود تقع مدينة فارنا ثالث أكبر مدن بلغاريا والأكبر على البحر، وبسبب أهميتها التاريخية والاقتصادية والثقافية غالبا ما تسمى «العاصمة البحرية لبلغاريا».
ويبقى الانطباع الأول لدى الزائر إلى هذه المدينة الصغيرة بمساحتها، والكبيرة بمحتواها الساحر، حينما يستقبلك شعبها المرح بالتبسم في معظم أوقاته، وخصوصا حينما يعلم أن الزائر غريب عن البلاد وجاء سائحا، فشعب فارنا الساحلي قريب إلى القلب، اجتماعي الطباع، سهل التعامل، ولربما فرضت عليه الطبيعة الساحرة والأجواء الجميلة طوال العام بدفئها وبرودتها أن يكون هو أول المستمتعين بها.

* تاريخ فارنا

* تأسست فارنا خلال القرن السادس قبل الميلاد على أيدي مهاجرين من آسيا الصغرى من مدينة ميليتوس، وكان اسمها حينذاك «أوديسوس»، وخلال فترة قصيرة تحولت المدينة إلى أحد أهم الموانئ والمراكز التجارية على سواحل البحر الأسود، وفي عام 15 ميلادي أصبحت أوديسوس جزءا من الإمبراطورية الرومانية، وفي عام 1201م ضمها الملك البلغاري كالويان (1168 – 1207) إلى بلغاريا ثم منحها للقائد دوبروتيتسا حاكم منطقة دوبروجا وذلك في عام 1366م، وظلت عاصمة له حتى استولى عليها العثمانيون في عام 1398م.
وفي عصر النهضة البلغارية في القرنين 18 و19 ازدهرت المدينة من جديد وتطورت كمركز ثقافي وتجاري إلى وقتنا الحاضر، لتحظى باهتمام الأوروبيين على وجه الخصوص والعالم بأسرة لما تحمله في طياتها من حقبه تاريخية على مختلف العصور.

معلومات عامة
تحتل فارنا مساحة 205 كيلومترات مربعة، وتبعد 470 كيلومترا عن شرق العاصمة البلغارية صوفيا، ومتوسط درجة الحرارة خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2 درجة مئوية أما خلال شهر يوليو (تموز) فهي 22 درجة مئوية ودرجة الحرارة المتوسطة لكل السنة 12 درجة مئوية؛ مما يجعل فارنا مناسبة لقضاء العطل والسياحة البحرية في الشهور الدافئة من السنة، ويبلغ تعداد سكان فارنا حاليا نحو 330 ألف نسمة.
وتعتبر فارنا مرفأ بلغاريا البحري الأهم على البحر الأسود، وتشكل نقطة عبور لعدد من السيّاح الراغبين في بلوغ حمّامات البحر الواقعة على طول ساحل البحر الأسود، كما تشتهر بصناعة السفن والأقمشة والمواد الغذائية، والعملة المحلية للبلاد هي «ليفا» ويعادل 1 ليفا (65 سنتا من الدولار).

* سياحة لا تنتهي

* اليوم فارنا مدينة عصرية ذات نشاط سياحي ثقافي غني على مدار العام، فسياح هذه المدينة الساحرة تختلف اهتماماتهم من شخص إلى آخر، الأمر الذي يصل بنا إلى أن نقول إنها تتبنى كل الأذواق ومختلف الأعمار والصحبة سواء على المستوى العائلي أو الأفراد، فهناك الطبيعة الساحرة التي تبدأ برؤيتها قبل هبوط الطائرة لترى بقعة شاسعة بألوان مختلفة يغلب عليها اللون الأخضر والأصفر والأحمر والقرمزي وغيرها بحسب المنطقة.
يغلب على السياح الذهاب إلى المنتجعات البحرية لقضاء إجازتهم على سواحل فارنا الذهبية والغنية، ويمكن للسائح على الشاطئ ممارسة الكثير من الرياضات المائية كالتزلج على الماء، والغوص، وقيادة الدراجات المائية، والقيام برحلات بالزوارق البحرية، وكرة الطائرة الشاطئية؛ حيث تكثر المنتجعات الساحلية التي تقدم مختلف الخدمات، والتي تزدهر بالزوار مع بداية شهر يوليو (تموز) حتى أغسطس (آب)، وتقل تدريجيا في بقية أشهر السنة.
أما الزائرون إلى تلك الشواطئ والراغبون بالاستشفاء، فتعتبر فارنا منتجعا مهما لسياحة الاستشفاء، فيها يمكن الجمع بين قضاء العطلة على البحر وتلقي الرعاية الصحية والاستجمام، إضافة إلى الحمامات البحرية المركزية على الشاطئ، التي شيد بعضها في بدايات القرن الـ20 وتضم مستشفى، ومركزا للعلاج بالطين، وعددا من المطاعم.

* السائح العربي في فارنا

* اعتبر وليد العبد القادر، مدير عام شركة عطلات الأحلام للسفر والسياحة في السعودية، أن فارنا «من البلدان الخصبة بالنسبة للسائح العربي بشكل عام والخليجي بشكل خاص، باعتبار أن الوجهة إليها غير واضحة لدى الكثير من الراغبين في قضاء إجازاتهم، خصوصا الصيفية»، مبينا أن «الالتفات إليها كمدينة سياحية جاء متأخرا (بعد عام 1990 تقريبا) عندما تحولت إلى ديمقراطية، وتدريجيا حتى انضمت إلى الاتحاد الأوروبي عام 2007».
ويعد السائح العربي إلى بلغاريا بشكل عام، وفارنا على الخصوص، «من الذين توجهوا إليها بشكل فردي واجتهاد ذاتي من الباحثين عن اكتشاف المناطق الجديدة التي يعتبر السفر بالنسبة لهم هواية»، بحسب العبد القادر، لافتا إلى أنه «لا يوجد ترويج إلى هذه المدينة من قبل المكاتب السياحية الموجودة في الخليج التي اعتاد مشغلو تلك المكاتب على الترويج للمدن السياحية المعروفة، عدا دولة الكويت التي تعتبر هي النسبة الأكبر من حيث زائري هذه المدينة»، مضيفا أن «فارنا من أقرب المدن إلى الخليج للراغبين في زيارة أوروبا والأقرب إلى من هم في شمال أفريقيا».
وأكد العبد القادر أن «فترة الـ5 سنوات الماضية بدأت المكاتب السياحية في السعودية إلى اكتشاف مناطق جديدة لتوسيع نطاق مبيعاتها وللأعداد الكبيرة من الراغبين في السفر من السعوديين إلى خارج البلاد»، لافتا إلى أن «فارنا هي أحد هذه الوجهات الجديدة التي بدأ الترويج عنها في السعودية لتلاقي قبولا غير مسبوق، وخصوصا من قبل العائلات الذين وجدوا في هذه المدينة الساحرة مطلبهم، سواء من الترفيه العائلي وبأسعار متوسطة أو حتى من خلال الأطعمة التي هيا تعتبر قريبة جدا من الأطباق التركية مع اختلاف بعض المذاق».

* فعاليات ومهرجانات فارنا

* إن تمازج الطبيعة الخلابة مع المعالم التاريخية والدينية في هذه المنطقة يجعلها مناسبة للسياحة الثقافية والدينية والبيئية على حد سواء، فمنذ عام 2009 يقام في «دير ألادجة» عرض صوتي - مرئي بعنوان «أساطير من دير ألادجة» يمثل موقع جذب سياحي جديد لزوار فارنا، يتم الاحتفال بعيد مدينة فارنا 15 أغسطس (آب).
وتشتهر مدينة فارنا البلغارية بمهرجاناتها واحتفالاتها الثقافية المنوّعة، إنها مدينة مرادفة لألف نشاط مثير للاكتشاف! فمهما كانت ميولكم، سوف تجدون في فارنا حتما ما يلائمكم، خصوصا في مجال الطبيعة والتسوّق والحضارة والآثار والمطاعم الجيدة والسهرات الليلية والرحلات سيرا على الأقدام والاسترخاء والنشاطات المرتبطة بتدليك الجسم.
وفيها صالتان من أحدث الصالات المتعددة الاستخدام في بلغاريا، هما قصر الثقافة والرياضة التي تقيم الكثير من الفعاليات، منها: مهرجان المسرح الدولي «صيف فارنا»، مهرجان الإثنيات، مهرجان موسيقى الجاز الدولي «صيف فارنا»، مهرجان الفلكلور الدولي - فارنا، مهرجان السينما الدولي «الحب جنون»، المهرجان الدولي لفن الدمى «الدلفين الذهبي»، صالون التصوير الفوتوغرافي الدولي، مهرجان السينما البلغارية «الوردة الذهبية»، وغيرها.
ومن المواقع السياحية الجديرة بالاهتمام حوض الأسماك الذي يعتبر مركزا للتعريف بالأنواع الحيوانية والنباتية المتواجدة في حوض البحر الأسود، وهو المتحف الوحيد في البلاد الذي يعرض تنوع الحياة البحرية، كما تستطيع العائلات وأطفالها السياح التمتع باستعراض مبهر للدلافين في «دلفيناريوم فارنا»؛ حيث يقدم الاستعراض بـ4 لغات: البلغارية، والروسية، والألمانية، والإنكليزية، ويشمل ألعابا بهلوانية، وموسيقى، وغناء، ورقصات، وألعابا، مع الجمهور مدتها 40 دقيقة.

* روح المغامرة التي لا تنتهي

* وفي منطقة فارنا هنالك إمكانية لممارسة الصيد البري والبحري؛ حيث يوجد 6 مساحات مخصصة في الغابات و3 عقارات خاصة للصيد، وتحوي مجتمعة 8 أكواخ لتجمع الصيادين، وتتميز رحلات السفاري داخل الغابات وبين جداول المياه بمتعة غير مسبوقة لمن يحب المغامرة والعيش لمدة ساعات داخل الغابات الخضراء والتعرف على أشجارها والحيوانات التي تعيش فيها، لتعيش معها متعة الصيد الحي.
وبعد الانتهاء من رحلة سفاري يأخذك فريق سفاري إلى أحد الأكواخ في منطقة مرتفعة من الغابة لتعيش أجواء ريفية منذ الوهلة الأولى لتتناول وجبة غداء يعدها رجل وزوجته وهم في العقد السابع من العمر، لتبدأ الزوجة باستقبال الضيوف القادمين لزيارتها بتقليد متعارف عليه بتقديم رغيف من الخبز يقتطع كل داخل إلى المنزل قطعة صغيرة ويضعها في بعض البهارات ويتناولها ثم يدخل المنزل، ومعها تبدأ حكاية بألذ الأطباق من المشويات الطازجة في أجواء هادئة مصحوبة بموسيقى للفلكلور البلغاري.

* الوصول إلى فارنا

* يعد الوصول إلى فارنا المدينة الساحرة من أسهل الطرق باعتبارها من أكبر مراكز المواصلات في بلغاريا بسبب مينائها الحديث وعقدة السكك الحديدية ومطارها الدولي الذي يربط المدينة بـ35 دولة وأكثر من 100 مدينة في العالم بشكل مباشر، وهي تعتبر من ضمن الاتحاد الأوروبي الذي انضمت إليه في الأول من يناير (كانون الثاني) عام 2007، وأصبحت بلغاريا عضوا كامل الحقوق في الاتحاد الأوروبي، وتتبع السياسة العامة لتأشيرات الدخول في الاتحاد الأوروبي وفقا لمعاهدة الانضمام؛ أي إن من لديه تأشيرة «شنغن» يستطيع أن يدخلها أو الحصول مباشرة على تأشيرة من إحدى السفارات أو القنصليات الخاصة.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».