منظمات تونسية ودولية تشيد بالانتخابات الرئاسية «السليمة»

30 ألف مراقب تابعوا مجريات عملية الاقتراع

منظمات تونسية ودولية تشيد بالانتخابات الرئاسية «السليمة»
TT

منظمات تونسية ودولية تشيد بالانتخابات الرئاسية «السليمة»

منظمات تونسية ودولية تشيد بالانتخابات الرئاسية «السليمة»

أجمعت معظم المنظمات الحقوقية الأجنبية والمحلية المتابعة والمراقبة للانتخابات الرئاسية التونسية، على أن العملية الانتخابية جرت في ظروف ملائمة وجيدة وأن ما حصل من مناوشات محدودة ببعض مراكز الاقتراع لا يعتبر اختلالات مؤثرة على نتائج الانتخابات في تونس.
وعقدت بعثة المراقبين الأجانب من «مركز كارتر» أمس مؤتمرا صحافيا في مركز الاقتراع بـ«المدرسة الإعدادية النصر 1» وسط العاصمة تونس، حيث قالت ماري آن بيتر، رئيسة البعثة، إن عملية الاقتراع في الانتخابات الرئاسية جرت «بشكل جيد وبطريقة مهنية».
وأضافت بحضور الناشطة الحقوقية الأميركية هينا جيلاني وأودري غلوفر السفيرة الأميركية السابقة لدى تونس، أن التقارير الأولية للبعثة تشير إلى أن العملية الانتخابية جرت «بطريقة جيدة وسلمية ومهنية».
ونفت بعثة «مركز كارتر» تسجيل البعثة أي إخلالات. وعبرت عن نجاح الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في ضمان مناخ انتخابي سليم بقولها: «لقد نجحت هيئة الانتخابات في تجاوز الأخطاء السابقة، خصوصا على المستوى التقني».
وذكرت بالمناسبة نفسها أن بعثة مركز كارتر لمراقبة الانتخابات «بعثة محايدة»، وحددت دورها الأساسي في مراقبة سير الانتخابات والوقوف على مدى التزام تونس المعايير الدولية لإجراء تلك الانتخابات.
وفي السياق نفسه، قالت آمنة القلال، رئيسة مكتب منظمة هيومان رايتس ووتش في تونس، لـ«الشرق الأوسط»، إن متابعي العملية الانتخابية «قد سجلوا بعض أعمال عنف»، خاصة في منطقة الكرم الغربي (الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية) وفي مدينة نابل (60 كلم شمال شرقي تونس)، ولكن أعمال العنف تلك كانت على حد تعبيرها «محدودة ولن تكون مؤثرة في النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية».
وعلى صعيد متصل، عقد أعضاء شبكة «مراقبون»، وهي منظمة حقوقية تونسية مستقلة، مؤتمرا صحافيا قدموا خلاله الملاحظات التي جرى رصدها إبان الساعات الأولى بعد انطلاق العملية الانتخابية.
وقال رفيق الحلواني رئيس الشبكة، إن نحو 96 في المائة من أعضاء الشبكة سمح لهم بمراقبة العملية الانتخابية. وأشار إلى أن 91 في المائة من المكاتب فتحت أبوابها في التوقيت المحدد، أي الساعة الثامنة صباحا وبحضور 4 أعضاء من مكاتب الاقتراع، كما أن 7 في المائة من المكاتب فتحت بحضور 3 أعضاء، وواحد في المائة من المكاتب فتح بحضور عضو واحد، والنسبة نفسها، أي واحد في المائة، من المكاتب فتحت بحضور أكثر من 5 أعضاء.
وأكدت شبكة «مراقبون»، أن 99 في المائة من المكاتب فتحت وجميع المواد الانتخابية متوافرة بالكامل، كما أكدت أن جميع الصناديق الانتخابية مؤمنة.
وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات مكنت نحو 30 ألف مراقب محلي ودولي من مراقبة الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم أمس. وأرسلت الجامعة العربية وفدا مكونا من 25 مراقبا سيتولى بدوره متابعة مراحل العملية الانتخابية كافة. أما على المستوى المحلي، فإن عدة منظمات حقوقية أعلنت متابعتها للانتخابات الرئاسية من بينها الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال) والرابطة التونسية لحقوق الإنسان.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.