تحذير من تدهور الأوضاع في ديالى بسبب عمليات القتل والخطف والابتزاز

نائب برلماني عن المحافظة لـ («الشرق الأوسط»): المافيات هي التي تحكم

تحذير من تدهور الأوضاع في ديالى بسبب عمليات القتل والخطف والابتزاز
TT

تحذير من تدهور الأوضاع في ديالى بسبب عمليات القتل والخطف والابتزاز

تحذير من تدهور الأوضاع في ديالى بسبب عمليات القتل والخطف والابتزاز

في الوقت الذي نفى فيه وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان تورط قوات الحشد الشعبي في قضية خطف وابتزاز المواطنين في محافظة ديالى (56 كلم شرق بغداد)، فإنه أقر بوجود خلل في الوضع الأمني هناك بدأت تستغله العصابات لابتزاز المواطنين. من جهته، رفض رئيس البرلمان سليم الجبوري إعادة تجربة الصحوات من دون مشروع ضمانات، بسبب ما تعرض له عناصرها من ظلم وإقصاء، والحكم على بعضهم بالإعدام.
وقال الغبان في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس البرلمان سليم الجبوري ووزير الدفاع خالد العبيدي، في بغداد، أمس، إن «التحديات الأمنية موجودة في جميع محافظات العراق، ولا تقتصر على محافظة ديالى»، مبينا أن «هذه التحديات تتطلب منا وحدة الصف، من أجل إعادة فرض الأمن والأمان في جميع مناطق العراق».
وأضاف الغبان أن «الفصائل المشتركة في الحشد الشعبي تعمل تحت إطار الدولة، وتسلم لها قواطع العمليات والمسؤوليات بعد تحرير المناطق من سيطرة (داعش)، ولا علاقة لها بخطف وابتزاز المواطنين»، مشيرا إلى أن «هناك من يستغل الوضع الاستثنائي للبلد، ويستغل مسمى الحشد الشعبي والتنقل بعجلات غير مرقمة، ويقومون بعمليات خطف أو خرق للقانون».
وأكد وزير الداخلية: «نحن لا نسمح بمثل هكذا ممارسات، وقمنا بتوجيه القوات الأمنية بأن تواجه هذه العصابات بقوة وعدم التجاوز على القانون وأن يكون السلاح بيد الدولة حصرا»، لافتا إلى أن «الوزارة طلبت من العشائر في جميع المحافظات أن يكون لها دور في إسناد القوات الأمنية بهذا المجال من أجل فرض القانون وتفويت الفرصة على تلك العصابات».
من جهته، حذر رعد الدهلكي عضو البرلمان العراقي عن كتلة «ديالى هويتنا»، التي يتزعمها رئيس البرلمان سليم الجبوري والمنضوية في تحالف القوى العراقية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» من أنه «ما لم توضع حلول للانفلات الأمني في ديالى، الذي قوامه عمليات خطف واغتيال واعتقالات عشوائي وعمليات ابتزاز، فإن من سيحكم ديالى خلال الشهور المقبلة هي حكومة المافيا لا حكومة الدولة العراقية».
وأضاف الدهلكي أن «كل مدن ديالى وقراها تعيش عملية تخبط أمني واضح، إلى الحد الذي وصلت فيه الحالة إلى أن معتقلين يخرجون من السجون بحماية القوات الأمنية للذهاب إلى المحاكم، فتتصدى لهم الميليشيات في وضح النهار وبالقرب من السيطرات الأمنية، وتقوم بخطفهم بل وقتلهم في الشارع»، كاشفا أن «3 نساء ذهبن يوم أمس (أول من أمس) إلى دائرة الجوازات في بعقوبة لغرض إخراج جوازات سفر لهن، فخرج لهن مسلحون وسط الشارع واختطفوهن وقتلوهن. يضاف ذلك إلى عمليات الابتزاز بعد عمليات الخطف من أجل دفع الفدية مرة والمساومة مرة أخرى».
واتهم الدهلكي القائمين على نقاط التفتيش المنتشرة في عموم المحافظة بأن «مهمتهم ليست حماية المواطنين، بل حماية الخاطفين». وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت هناك إجراءات جادة من قبل الحكومة، قال الدهلكي إن «كل ما نحصل عليه من قبل الحكومة هو الوعود فقط، ولو كانت هناك إجراءات جادة لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه اليوم».
بدوره، قال رئيس البرلمان في المؤتمر الصحافي الذي عُقد إثر اجتماع لتقييم الوضع في محافظة ديالى بحضور عدد من المستشارين الأميركيين وشيوخ العشائر، إنه «لا نريد إطلاقا إعادة تجربة الصحوات المؤلمة عندما بدأ فريق يواجه (القاعدة)، وبعد جلائها بشكل كلي وجد نفسه بعد حين مكشوف الظهر لا يستطيع أن يواجه التحديات التي تواجهه، كتغلغل بعض المجاميع في الأجهزة الأمنية من الدولة، واستطاعت أن تستخدم الدولة ضد من كانوا يواجهون تنظيم القاعدة». وأكد الجبوري أن «الكثير من الشخصيات التي واجهت (القاعدة) مصيرها اليوم السجن بتهمة الإرهاب، وتواجه قدرها في أحكام قد تصل في بعض الأحيان إلى الإعدام»، مبينا أن «المجتمع السني شاخص أمام تجربة كيفية مواجهة (داعش) أو المجاميع الإرهابية». وتابع الجبوري أن «السؤال الذي يطرح: هل نعيد مرة أخرى تجربة الصحوات، فيُستخدم البعض في لحظة معينة لمجرد أنه واجه المجاميع الإرهابية، وبعد ذلك يُترك هكذا؟ أم أن هناك مشروعا نهاياته معلومة للسنة والشيعة في مواجهة الإرهاب ومصير الذين يواجهون الإرهاب مصير معلوم، بمعنى نرتبط بالدولة أو لا نرتبط؟ هل ندعم في فترة مؤقتة لمواجهة (داعش) أم بشكل مستمر؟». وأشار الجبوري إلى أن «على الحكومة والجهات التنفيذية والمسؤولين أن يدركوا أن التنوع نقطة قوة يمكن استثمارها في ديالى، وليس نقطة ينبغي التخوف منها».
وعلى صعيد تجربة الصحوات التي تم تشكيلها خلال السنوات الماضية، يقول رئيس لجنة المصالحة الوطنية في الدورة البرلمانية السابقة قيس الشذر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «تجربة الصحوات تم التعامل معها بوصفها جزءا من عملية المصالحة الوطنية، لا سيما عندما انخرطت بعض الفصائل المسلحة التي ألقت سلاحها وأصبحت هي من يقاتل تنظيم القاعدة، فإن الذي حصل هو إهمالها تماما، ولم يتم تنفيذ القرارات الصادرة عن الحكومة».
وأضاف الشذر أن «امرأ ديوانيا صدر عن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي يقضي بتعيين ما نسبته 80 في المائة من الصحوات، وإحالة 20 في المائة المتبقين إلى التقاعد، لم يجر تطبيقه من قبل كثير من الوزارات والجهات التنفيذية، وهو الأمر الذي أدى بالصحوات إلى أن تكون بين مطرقة الحكومة وسندان (القاعدة) و(داعش) فيما بعد»، مؤكدا أن «محافظة ديالى ومثلها الأنبار نموذج صارخ لهذا التناقض بين وعود استيعاب الصحوات وعدم حصول أي إجراء على أرض الواقع».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.