نايف العنزي: لوبيز مدرب ناجح والهجوم عليه غير مبرر و«غريب»

المدرب الوطني قال إنه يجب محاسبته على النتائج وليس الأداء والتكتيك

جانب من مباراة المنتخب السعودي الأخيرة أمام اليمن (تصوير: سعد العنزي)  -  العنزي امتدح عمل الإسباني لوبيز مع الأخضر
جانب من مباراة المنتخب السعودي الأخيرة أمام اليمن (تصوير: سعد العنزي) - العنزي امتدح عمل الإسباني لوبيز مع الأخضر
TT

نايف العنزي: لوبيز مدرب ناجح والهجوم عليه غير مبرر و«غريب»

جانب من مباراة المنتخب السعودي الأخيرة أمام اليمن (تصوير: سعد العنزي)  -  العنزي امتدح عمل الإسباني لوبيز مع الأخضر
جانب من مباراة المنتخب السعودي الأخيرة أمام اليمن (تصوير: سعد العنزي) - العنزي امتدح عمل الإسباني لوبيز مع الأخضر

خالف المدرب الوطني نايف العنزي توجهات معظم النقاد والمتابعين في الشارع الرياضي السعودي بشأن الإسباني لوبيز كارو مدرب المنتخب السعودي، وأكد أن ما قدمه المنتخب السعودي في دور المجموعات أمر مبهج، وقال: «رغم الانتقادات والحملة الجماهيرية الكبيرة ضد لوبيز فإنه نجح بكل صراحة وواصل تميزه ولم يخسر أي مباراة رسمية حتى اليوم».
وواصل العنزي حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «بغض النظر عن الانتقادات وآرائنا تجاهه، فهو لم يخسر حتى الآن، وهذا أمر يحسب له بكل تأكيد، والأهم النتائج».
وبشأن الانتقادات التي تقول بوجود عقم هجومي للأخضر مع مطالبات باللعب بمهاجمين وتغيير التكتيك الذي ينتهجه لوبيز حاليا، قال العنزي: «أرى أن يترك المدرب ليعمل ما يراه طالما أنه يحقق الأهم النتائج، فدائما يكون تقييمنا على نتائج المدربين وليس على عملهم باستثناء لوبيز هو الوحيد الذي أصبح الجميع يقيمه على عمله، وهذا فعلا أمر مثير للاستغراب طالما هو لا يخسر».
وعن بعض الأصوات التي تقول إن الفوز الذي يحققه المنتخب السعودي هو مجرد مجهود لاعبين ليس للإسباني لوبيز أي دور فيه، قال: «بمجهود اللاعبين أو بمجهود الإدارة أو حتى الجمهور فالأهم لنا هو تحقيق الفوز»، مضيفا: «ما زلت أضع علامة استفهام كبيرة لماذا نحاسب لوبيز على عمله ونتجاهل نتائجه الإيجابية».
وواصل العنزي حديثه: «هذا ليس تعاطفا مع لوبيز بقدر ما هي رؤية للحقيقة بواقعية وإنصاف، وخاصة أن المدرب لم يخسر حتى الآن أي مباراة، فهل أقول عن عمل المدرب إنه غير جيد وهو لم يخسر في المباريات الرسمية تحت إشرافه؟».
وأردف: «إذا فاز المنتخب قلنا مجهودات لاعبين وإذا خسر وجهنا سهام النقد نحوه وهذه تناقضات في الطرح بصراحة وأنا هنا أوجه اللوم لنفسي قبل الآخرين، أعتقد أن لوبيز يقدم ثقافة عدم الخسارة في الأخضر».
وقال العنزي: «لست مهتما بنتائج لوبيز في المباريات الودية، أو حتى اختياراته فهو مسؤول عنها ونحترمها وربما نحن نرى أن لاعبا بعينه هو الأفضل، وآخر يرى أنه لاعب مختلف، لكن الأهم أن المدرب يسير بخطى ثابتة ومميزة والسؤال: لو حقق المنتخب بطولة الخليج وهو مرشح لها ماذا سنقول عن لوبيز؟!».
وبين العنزي: «قد يتم الجلوس مع المدرب والحديث معه ومناقشته بعد نهاية كأس الخليج، وهذا أمر وارد، ولكن أن يتم تقييم عمله أثناء البطولة هو ما أثار استغرابي، خاصة حديث بعض المسؤولين، وهو أمر خاطئ بكل تأكيد، فالواجب ترك الخيار والعمل للمدرب ودعمه وبعدها يتم مناقشته».
وعن أسباب عدم الاقتناع بما يقدمه الإسباني لوبيز من السواد الأعظم من الشارع الرياضي في السعودية وهل يعود ذلك لنهج المدربين الإسبان بشكل عام من خلال اعتمادهم على خط الوسط واللعب بمهاجم واحد، قال العنزي: «لنكن أكثر إنصافا ونتذكر عندما أعلنت قرعة تصفيات كأس آسيا ووقع في مجموعتنا منتخبا العراق والصين وحديثنا عن صعوبتها ومدى قدرتنا على التأهل لنهائيات كأس آسيا 2015، لكن لوبيز حضر وقدم فريقا لا يخسر وهو حقيقة قدم لنا نقلة نوعية عن عهد الهولندي ريكارد ومن سبقه عندما كنا نخسر من كل منتخب وفي أغلب المباريات تحولنا اليوم لفريق لم يعد يخسر».
وقال العنزي في هذا الجانب: «بأداء جيد أو لا، هو يحقق الأهم وهو النتائج، لا بد أن نسأل أنفسنا هل هو من باب الصدفة؟! هذا مستحيل، فلا يمكن إطلاقا أن يكون ذلك، الصدفة قد تحضر مرة أو مرتين ولكن ليس في 10 مباريات أو أكثر»، مضيفا: «في التصفيات المؤهلة لكأس آسيا لم نخسر طيلة المباريات، وهي ذهاب وإياب، بل حققنا 5 انتصارات، والآن في كأس الخليج نجحنا في التأهل لنصف النهائي».
وتابع العنزي: «في مواجهة قطر كان الحديث بأننا لن نفوز وتقدمنا، والمنتخب القطري هو من تعادل معنا، وفي في المباراة الثانية انتصرنا بنتيجة كبيرة وخرج حديث بأن الفوز جاء بسبب ضعف البحرين، وهذا أمر ليس مقبولا، فالبحرين دائما منتخب مزعج لنا في كأس الخليج ونحن بأحسن مستوياتنا كان يتسبب في تعطيلنا، وأعتقد أن مدافع منتخب البحرين لم يسجل بمرماه برغبته، بل سجل في شباكه بسبب كرة عرضية أجبرته على وضعها في مرماه لأنه مندفع بسبب الضغط الهجومي من لاعبي الأخضر».
واختتم العنزي حديثه عن مستقبل الإسباني لوبيز وتوقعاته للأخضر السعودي في كأس الخليج، حيث قال العنزي: «قبل بداية البطولة كان عندي شعور بأننا سنذهب بعيدا بسبب النقد الكبير تجاه المنتخب، وهذا يولد ضغط ومسؤولية أكبر على اللاعبين»، مضيفا: «أنا متفائل، ولكن كل شيء وارد وجميع المنتخبات قوية وصعبة».
واحتفل الأخضر بتأهل صعب لقبل النهائي والآن يريد السعوديون دعما أكبر لمنتخب بلادهم قبل مواصلة المشوار في كأس الخليج لكرة القدم.
وتعرض المنتخب السعودي لقدر كبير من الضغوط وهو يخوض المجموعة الأولى التي ربما لم يعتبرها أحد المجموعة الأصعب في النسخة الثانية والعشرين من البطولة الخليجية.
ويظل الفريق السعودي الحاصل على 3 ألقاب خليجية وفي كل مرة أحد المرشحين البارزين رغم بداية مشواره في البطولة بالتعادل 1 - 1 مع قطر بعد أداء مخيب شابه الكثير من القصور.
لكن كل شيء انفرج بالانتصار الكبير على البحرين بثلاثية نظيفة في الجولة الثانية حين حصل الفريق السعودي على هدية بحرينية بهدفين لمدافعيها عبد الله هزاع ومحمد حسين.
واكتملت الانتفاضة بهيمنة هجومية وروح قتالية وانتصار بهدف نظيف على اليمن الأربعاء الماضي ليضمن الفريق صدارة مجموعته ويستعيد الثقة التي غابت عنه في البداية.
وقال عبد الملك الخيبري لاعب الوسط السعودي: «المستوى المتطور للمنتخب من مباراة لأخرى هو الأهم. طموحنا الآن هو الوصول للنهائي وإسعاد جماهير الكرة السعودية».
وأضاف لاعب وسط الشباب: «نحن جاهزون لكل الفرق ومن يقابلنا سنكون على استعداد لمواجهته.. لا يهم من نقابل.. لكن ما يهمنا هو أن نصل للنهائي وأن نواصل سعينا لإسعاد الجماهير السعودية».
وغابت الجماهير السعودية الكبيرة التي يتمناها الخيبري بحضور لم يرقَ للحضور اليمني الذي ملأ نصف مدرجات استاد الملك فهد.
وحتى والفريق يتلاعب بالبحرين لم يكن الحضور مرضيا أيضا، وبدا وكأنه منتخب لا يحظى بالدعم وهو يلعب على أرضه.
وقال الإسباني خوان رامون لوبيز كارو مدرب السعودية في مؤتمر صحافي: «لبناء أي فريق تحتاج للدعم.. ونتمنى أن نحظى بالدعم في الفترة المقبلة».
وإن كان لوبيز كارو يقصد دعما لنفسه فيبدو أنه حصل عليه بعدما قال عبد الرزاق أبو داود المتحدث باسم الاتحاد السعودي لكرة القدم، إن المدرب الإسباني مستمر لنهاية كأس الخليج.. على الأقل.
لكن الفريق سيحتاج فيما تبقى من هذه البطولة لدعم أكبر من جماهيره التي قد تستفيد من الغياب المتوقع لليمنيين الذين أصبح فريقهم المغامر خارج البطولة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».