الشبكة السورية لحقوق الإنسان: 4.7 مليون طفل لاجئ.. وتجنيد واعتقال واختفاء قسري

بمناسبة اليوم العالمي للطفل.. تقرير يرصد معاناة الأطفال السوريين

لاجئون سوريون في اليونان تظاهروا أمس مطالبين بحل لمسألة لجوئهم. وتعد اليونان من الموانئ الرئيسية التي تستقبل لاجئين متجهين لأوروبا (أ.ف.ب)
لاجئون سوريون في اليونان تظاهروا أمس مطالبين بحل لمسألة لجوئهم. وتعد اليونان من الموانئ الرئيسية التي تستقبل لاجئين متجهين لأوروبا (أ.ف.ب)
TT

الشبكة السورية لحقوق الإنسان: 4.7 مليون طفل لاجئ.. وتجنيد واعتقال واختفاء قسري

لاجئون سوريون في اليونان تظاهروا أمس مطالبين بحل لمسألة لجوئهم. وتعد اليونان من الموانئ الرئيسية التي تستقبل لاجئين متجهين لأوروبا (أ.ف.ب)
لاجئون سوريون في اليونان تظاهروا أمس مطالبين بحل لمسألة لجوئهم. وتعد اليونان من الموانئ الرئيسية التي تستقبل لاجئين متجهين لأوروبا (أ.ف.ب)

تحت عنوان «أطفال سوريا.. الحلم المفقود»، أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرها السنوي بمناسبة اليوم العالمي للطفل، وثقت فيه مقتل 17268 طفلا من قبل القوات الحكومية منذ مارس (آذار) 2011، بينهم 518 طفلا قتلوا برصاص قناص، و95 طفلا قضوا تحت التعذيب، بينما بلغ عدد المعتقلين منهم أكثر من 9500 طفل وأكثر من 1600 طفل مختف قسريا.
وأوضح التقرير أن نسبة الضحايا من الأطفال إلى المجموع الكلي للضحايا تفوق حاجز الـ7 في المائة، وهي نسبة مرتفعة جدا، وتشير إلى تعمد القوات الحكومية استهداف المدنيين.
بينما سجلت إصابة ما لا يقل عن 280 ألف طفل، وقدّرت أعداد الأطفال النازحين بأكثر من 4.7 مليون طفل، إضافة إلى 2.9 مليون طفل لاجئ، حرم أكثر من 1.3 مليون منهم من التعليم. ووثق التقرير تضرر ما لا يقل عن 3942 مدرسة؛ مما تسبب في حرمان مليوني طفل داخل سوريا من التعليم، وأشار التقرير إلى قيام القوات الحكومية بتجنيد مئات الأطفال في عمليات قتالية مباشرة وغير مباشرة.
وقدم التقرير إحصائية تشير إلى أن عدد الأطفال الذين قتلت القوات الحكومية آباءهم بلغ 18273 طفلا يتيما من ناحية الأب، أما عدد الأطفال الذين قتلت القوات الحكومية أمهاتهم فيقدر بـ4573 طفلا يتيما من ناحية الأم.
وذكر التقرير ارتكاب قوات تنظيم داعش لجرائم حرب عبر عمليات القصف العشوائي، والقتل، والتعذيب، والعنف الجنسي، والتجنيد الإجباري، وتحويل المدارس إلى مقرات، وقدر عدد الأطفال الذين قتلهم تنظيم داعش بما لا يقل عن 137 طفلا، أما عدد المعتقلين لدى التنظيم، فيبلغ ما لا يقل عن 455 طفلا، كما تم تجنيد المئات من الأطفال. وسجل التقرير قيام مجموعات المعارضة المسلحة الأخرى بقتل ما لا يقل عن 304 أطفال، واعتقال قرابة ألف طفل، واستخدم الأطفال في بعض الفعاليات العسكرية.
واستعرض التقرير انتهاكات القوات الكردية في المناطق التي تسيطر عليها، كالقتل خارج نطاق القانون، والتجنيد الإجباري؛ إذ قتلت القوات الكردية بحسب التقرير أكثر من 14 طفلا.
وأشار التقرير إلى ظاهرة الحرمان من الجنسية التي يعاني منها الأطفال المولودون في دول اللجوء، وتذكر إحصائيات الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن أكثر من 85 ألف طفل ولدوا في مخيمات اللجوء لم يحصل الكثير منهم على أوراق ثبوتية. وأكد التقرير أن تلك الانتهاكات خلفت آثارا نفسية فظيعة، بسبب الصدمات الناجمة عن فقدان الأهل والأصدقاء، وتدمير المنازل، والتشريد، والحرمان من التعليم، إضافة إلى مشاهدة الأطفال لأعمال العنف، وعمليات القتل، والإعدام، والرجم.
وقالت براء الآغا، مسؤولة قسم التقارير في الشبكة السورية لحقوق الإنسان: «لا أحد يمكن أن يتخيل ما سوف يكون عليه أطفال سوريا في المستقبل، نحن أمام ضياع جيل كامل، لا بد من البدء في إعادة تأهيلهم منذ الآن، وبشكل خاص الأطفال اليتامى وذوي الإعاقة، وحمايتهم من العمالة ومن الالتحاق بالتجنيد.. إنها مسؤولية تفوق قدرة المجتمع السوري وحده».
وطالب التقرير المجتمع الدولي بتخفيف وطأة الأزمة، عبر تنفيذ قرارات مجلس الأمن، بما فيها القرار (2139)، ووقف الهجمات العشوائية التي ما زالت مستمرة منذ 22 فبراير (شباط)، وحتى لحظة إعداد هذا التقرير التي راح ضحيتها ما لا يقل عن 1483 طفلا، بينهم 8 أطفال قتلوا خنقا بالغازات السامة.
وطالب التقرير بوجوب توسيع تقارير المفوضية السامية لحقوق الإنسان، فيما يتعلق بالانتهاكات بحق الأطفال داخل سوريا، واعتبر كافة الدول التي تساعد وتمد الحكومة السورية بالأموال والسلاح والميليشيات، متورطة بشكل كامل في الجرائم الواردة فيه، وكذلك الدول التي تدعم جماعات مسلحة ثبت تورطها في ارتكاب جرائم حرب.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.