العبيدي يكشف عن استراتيجية شاملة لتدريب القوات العراقية عشية تحرير مصفى بيجي

وزير الدفاع العراقي: من راهن على فشل الجيش في معاركه سيولي مدحورا

متطوعون في الجيش العراقي يبدأون تدريباتهم العسكرية قرب الرمادي استعدادا لمحاربة تنظيم «داعش» في الأنبار (رويترز)
متطوعون في الجيش العراقي يبدأون تدريباتهم العسكرية قرب الرمادي استعدادا لمحاربة تنظيم «داعش» في الأنبار (رويترز)
TT

العبيدي يكشف عن استراتيجية شاملة لتدريب القوات العراقية عشية تحرير مصفى بيجي

متطوعون في الجيش العراقي يبدأون تدريباتهم العسكرية قرب الرمادي استعدادا لمحاربة تنظيم «داعش» في الأنبار (رويترز)
متطوعون في الجيش العراقي يبدأون تدريباتهم العسكرية قرب الرمادي استعدادا لمحاربة تنظيم «داعش» في الأنبار (رويترز)

أعلن وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي عن وضع استراتيجية لتدريب جميع تشكيلات الجيش في وقت أعلن فيه قائد عمليات صلاح الدين عن تحرير مصفاة بيجي بالكامل بعد نحو 5 شهور من احتلالها من قبل تنظيم «داعش» والتي يطلق عليها «قندهار». وقال العبيدي خلال كلمة له بتخرج دورة عسكرية تضم 3000 مقاتل من الفرقة الـ16 في مقر الكلية العسكرية بمدينة الناصرية (350 كلم جنوب بغداد) إن «وزارة الدفاع وضعت استراتيجية للتدريب تشمل جميع تشكيلات الجيش العراقي»، مؤكدا أن «الجيش عازم على استعادة جميع المناطق التي تقع تحت سيطرة الإرهابيين».
وأضاف العبيدي أن «تخرج لواءين في ذي قار يتزامن مع تخرج لواءين في ديالى ولواءين في واسط»، مشيرا إلى أن «الوزارة لن تدخر جهدا في تنفيذ استراتيجية التدريب المهمة». وشدد على أن «من راهن على فشل الجيش العراقي في معاركه سيولي مدحوراً»، مؤكدا أن «الجيش حقق انتصارات على الإرهاب وما زال يحقق انتصارات في كل ساعة وكل يوم».
ومن جانبه قال محافظ ذي قار يحيى محمد باقر الناصري في كلمة له خلال الاحتفال، إن «محافظة الناصرية قدمت خيرة أبنائها للدفاع عن العراق وما زالت على أهبة الاستعداد للدفاع عن المدن العراقية واسترجاعها من القتلة والإرهابيين»، مشيرا إلى أن «موقف المحافظة ثابت لدعم العملية السياسية في العراق». وأكد أن «المحافظة تفتخر بأن تكون ساحاتها عاملا مهما لدعم القوات الأمنية».
وفي هذا السياق أكد المتحدث السابق باسم وزارة الداخلية العراقية والخبير الأمني اللواء الركن عبد الكريم خلف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «لعملية المباشرة بالتدريب الشامل شقين الأول يتعلق بإعادة الهيكلة لنحو 4 فرق عسكرية أخرجت من الخدمة بالكامل بعد احتلال الموصل من قبل (داعش) وهذه الفرق تشكل تقريبا ثلث الجيش، حيث تبلغ نسبة الأضرار التي لحقت بها أكثر من 90 في المائة الأمر الذي يستلزم إعادة تأهيلها وهو ما يستغرق وقتا وجهدا وتقنيات». وأضاف اللواء الركن خلف «إما الشق الثاني فإنه يتعلق بالفرق العسكرية الأخرى لا سيما التشكيلات الجديدة والتي تحتاج إلى تدريب وتأهيل لكي تكون قادرة على مواجهة الإرهاب»، كاشفا عن «وجود إطار تخصصي للتدريب لبعض القطعات العسكرية والذي يشمل القتال داخل المدن والسبل الجديدة في مكافحة الإرهاب».
وبشأن ما إذا كان للمستشارين الأميركان دور في هذا المجال قال اللواء الركن خلف إن «وجود هؤلاء المستشارين وبأعداد جيدة له تأثير بالغ على عملية التدريب، حيث إنهم باشروا بتدريب فرق متخصصة وهو ما سوف يترك تأثيره الإيجابي خلال الفترة المقبلة». وردا على سؤال بشأن الأسباب التي أدت إلى تحقيق تفوق واضح لدى القوات العراقية لا سيما في معارك جرف الصخر وبيجي قال خلف إن «القيادة العسكرية العراقية السابقة لم تكن تمتلك الرؤية الواضحة، الأمر الذي ترتب عليه كل الانكسارات التي حصلت، بينما اليوم نجد أن هناك وضوحا في الرؤية يقوم على سلم أولويات وهو ما كان مفقودا بالكامل». وأشار إلى أن «التحول الهام في أداء القوات العسكرية العراقية بدأ بشكل فعلي قبل 25 يوما وبدأ بالتصاعد بينما كنا قبل هذا التاريخ نسمع عن انتصارات هنا أو هناك مرة في الفلوجة ومرة في جبال حمرين أو غيرها لكننا نكتشف في اليوم التالي أن (داعش) عادت وسيطرت على هذه المناطق وربما مناطق أخرى بينما الآن الأمر اختلف تماما، حيث بدأت مرحلة الاستحضارات الحقيقية لكل معركة وهناك الآن عمليات استحضارات للمواجهة في هيت والتي ستكون حقيقية».
وعن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا التحول يقول اللواء خلف إن «تعيين وزيرين للدفاع والداخلية هو العامل الحاسم فيما بات يحصل لأن هناك وحدة قرار ومسؤولية وهو ما ترتب عليه تطور في كل المجالات بدءا من عمليات التسليح والتدريب وسواها من الأمور العسكرية الأخرى».
على صعيد متصل أكد قائد عمليات محافظة صلاح الدين الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي أن القوات العراقية تمكنت من فك الحصار عن مصفى بيجي التي يسيطر عليها تنظيم «داعش». وقال الساعدي في تصريح صحافي أمس إن «هدف التقدم في بيجي القضاء على (داعش) وقطع طرق الإمداد له إلى جانب الحفاظ على سلامة طرق الإمداد الواصلة إليها ومكافحة المتفجرات المزروعة على جوانب الطرق». وأضاف: «يمكن لإعادة السيطرة على المدينة أن تمهد الطريق للقوات العراقية لشن عملية عسكرية لاستعادة مدينة تكريت الواقعة على بعد 40 كيلومتر إلى جنوبها». وأوضح الساعدي أن «قواته نفذت عملية تحرير مصفى بيجي بمساندة قوات الحشد الشعبي وقوات شرطة صلاح الدين»، مبينا أن «ما أخر دخول القوات للمصفى كثافة العبوات الناسفة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.