انفجاران يستهدفان سفارتي الإمارات ومصر بالعاصمة الليبية

مسؤول إماراتي حذر من استمرار «حالة الفوضى» التي تعيشها طرابلس

انفجاران يستهدفان سفارتي الإمارات ومصر بالعاصمة الليبية
TT

انفجاران يستهدفان سفارتي الإمارات ومصر بالعاصمة الليبية

انفجاران يستهدفان سفارتي الإمارات ومصر بالعاصمة الليبية

انفجرت سيارتان مفخختان، اليوم (الخميس)، بالقرب من سفارتي مصر والإمارات العربية المتحدة المغلقتين في العاصمة الليبية طرابلس، التي يسيطر عليها مسلحون من مليشيات متشددة.
وأعلنت وكالة الأنباء الليبية الرسمية (لانا)، أن اثنين من حراس السفارة المصرية أصيبا بجروح طفيفة.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية، إن سيارة مفخخة كانت مركونة في موقف قريب من سفارة مصر في حي الضهرا (شمال العاصمة)، قبل أن تنفجر وتتسبب في تحطم زجاج المبنى وإلحاق أضرار بالسيارات المتوقفة بالقرب منه.
وبعد دقائق انفجرت سيارة مفخخة ثانية أمام سفارة الإمارات العربية المتحدة في حي قرقارش، ولم يسفر التفجير عن إصابات.
لكن في الإمارات، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول طلب حجب هويته، قوله إن سفارة بلاده في طرابلس استهدفت "بانفجار كبير" في وقت مبكر من صباح اليوم. مشيرا إلى أن ثلاثة أشخاص غير إماراتيين يتولون الأمن، جرحوا في الخارج.
وكانت سفارة مصر في طرابلس قد أغلقت في فبراير (شباط) الماضي، بينما أغلقت سفارة الإمارات في مايو (أيار).
ورأى مسؤول إماراتي أن الانفجارين اللذين استهدفا سفارتي الإمارات ومصر يؤكدان انتشار "حالة الفوضى"، محذرا من عواقب استمرار سيطرة الميليشيات المتشددة على العاصمة الليبية.
وقال المسؤول، الذي طلب حجب هويته، إن "الوضع المضطرب الذي نشهده سيذهب إلى مزيد من التدهور، إذا ما استمرت الميليشيات المتطرفة بالسيطرة على العاصمة الليبية".
واعتبر المسؤول الإماراتي أن هذا التطور في ليبيا يظهر ضرورة التوصل إلى حل سياسي يدعم المؤسسات الشرعية في ليبيا، لاسيما البرلمان المعترف به من قبل المجتمع الدولي.
على صعيد آخر، قالت وزارة الخارجية الايطالية، اليوم (الخميس)، انه تم الافراج عن مهندس انشاء ايطالي خطف في ليبيا في يوليو (تموز) الماضي.
وخطف ماركو فاليزا في الخامس من يوليو كما خطف معه عاملان من مقدونيا والبوسنة من بلدة زوارة الليبية.
وأفرج عن العاملين الاثنين الآخرين بعد أيام معدودة من خطفهما.
وقالت وزارة الخارجية الايطالية في بيان، ان فاليزا في طريقه الى الوطن، ولم تقدم تفاصيل عن كيفية الافراج عنه.
وشهدت ليبيا تصاعدا في عمليات خطف الدبلوماسيين والأجانب والليبيين مع وجود حكومتين وبرلمانين غير قادرين على السيطرة على الفصائل المسلحة؛ التي ساعدت في الاطاحة بمعمر القذافي عام 2011.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.