الطعمة لـ («الشرق الأوسط»): المجتمع الدولي يبحث عن الحلول الجزئية للأزمة السورية

داود أوغلو أبلغه أمس ضرورة الاستعداد لـ«كفاح طويل» وبطاقات مؤقتة وأذونات عمل للسوريين في تركيا

الطعمة لـ («الشرق الأوسط»): المجتمع الدولي  يبحث عن الحلول الجزئية للأزمة السورية
TT

الطعمة لـ («الشرق الأوسط»): المجتمع الدولي يبحث عن الحلول الجزئية للأزمة السورية

الطعمة لـ («الشرق الأوسط»): المجتمع الدولي  يبحث عن الحلول الجزئية للأزمة السورية

تستعد أنقرة لإعطاء نحو 1.7 مليون لاجئ سوري بطاقات هوية مؤقتة تسمح لهم بالعمل على الأراضي التركية بالإضافة إلى مميزات أخرى، بينما أعلن رئيس الحكومة المؤقتة التي أنشأتها المعارضة السورية، أحمد الطعمة، لـ«الشرق الأوسط»، أن المجتمع الدولي يبحث عن «حلول جزئية» للأزمة السورية، داعيا إلى دعم الكتائب المسلحة السورية «من دون تمييز بينها، ومن دون استثناء الكتائب الإسلامية التي وقعت ميثاق الشرف أخيرا».
واجتمع ، أمس، مع رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، موضحا لـ«الشرق الأوسط» بعد اللقاء، أن هذه الزيارة تأتي ضمن اللقاءات التي يقوم بها من أجل توفير الدعم السياسي والمادي للشعب السوري من خلال الحكومة السورية المؤقتة. التقى الطعمة أيضا خلال الأيام السابقة مع رئيس الوزراء القطري الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني.
وقال الطعمة إنه أبلغ رئيس الوزراء التركي، أن المجتمع الدولي يفكر بحلول جزئية وليست حلولا كاملة لما يجري في سوريا، «ونحن نعمل على حل شامل معكم»، داعيا إلى «دعم كافة الكتائب المقاتلة في سوريا دون تمييز بينها، ودون استبعاد للكتائب الإسلامية منها، وخصوصا تلك التي أصدرت ميثاق الشرف»، كما أكد على «العمل بشكل حثيث لتوحيد القوى العسكرية»، وأوضح الطعمة أن المنطقة الآمنة «هي مطلب استراتيجي لنا كما هي مطلب لتركيا ويمكن أن تكون الخطوة الأولى في إطار حل سياسي متكامل».
وأعلن الطعمة أنه يعمل على وضع تشكيلته الحكومية بشكل حثيث لتقديمها في اجتماع الائتلاف المقبل، مشيرا إلى أن مباحثاته في هذا الشأن إيجابية جدا، وقال: «نحن نعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية بالتعاون والتشاور مع قيادة الائتلاف، والحكومة سوف يكون لها أثر إيجابي لتوحيد عمل الائتلاف»، وأعلن أنه يسعى «إلى أكبر دعم خبراتي ولوجستي للحكومة المؤقتة من الحكومة التركية لما تتمتع به من سجل حافل بالإنجازات».
ونقل الطعمة عن داود أوغلو تأكيده «على دعم تركيا المتواصل للشعب السوري وللائتلاف والحكومة السورية المؤقتة»، وتأكيده أن «الحكومة التركية ما زالت تبذل مساعي متواصلة لإقناع الأطراف ذات الصلة بضرورة إقامة المنطقة الآمنة، وأهمية أن تقوم الحكومة السورية المؤقتة الجديدة بعملها على الأراضي السورية»، مشيرا إلى أن داود أوغلو أبلغه أن «تركيا ستساعد بكل ما تستطيع للائتلاف والحكومة المؤقتة لخدمة وإغاثة الشعب السوري»، كما نقل عنه دعوته لـ«أن نجهز أنفسنا لكفاح طويل وأن نضع الآليات والوسائل للوصول إلى النتائج المرجوة»، وأعرب رئيس الحكومة التركية عن أمله أن تتشكل الحكومة المؤقتة في الاجتماع المقبل للائتلاف، لأن هذا سوف ينعكس إيجابيا للخدمات المقدمة للشعب السوري وسيدعم المقاتلين على الأرض، مؤكدا أنه يتطلع إلى الاجتماع بالحكومة المؤقتة بعد نيلها الثقة.
وكان وزير العمل والضمان الاجتماعي التركي، فاروق تشيليك، أعلن أمام البرلمان التركي، أول من أمس، أنه «سيتم منح السوريين الموجدين في تركيا إذن عمل في القطاعات التي فيها نقص باليد العاملة، وإن الأجرة ستكون وفق حدود الحد الأدنى الذي يتم تطبيقه للمواطنين الأتراك»، وقال في خطاب أدلى به في اجتماع دراسة الميزانيات في الهيئة العامة للبرلمان التركي: «سيتم منح السوريين، إذن، العمل بشكل متناسق؛ بحيث لا يضر النظام المحلي في تركيا، ولن تكون الأجرة أقل من الحد الأدنى الذي يتم منحه لمواطنينا، ويتم الآن انتظار قرار مجلس الوزراء الذي سيضع التفاصيل الدقيقة للملف»، وأكد تشيليك أن القرار سيطبق في مدن كثيرة وليس فقط في المدن الحدودية، قائلا إن «السوريين ليسوا ضيوفا مغادرين بعد فترة قصيرة في الفترة الراهنة»، وقال الوزير إنه سيتم «رسم مخطط دقيق لكي لا يضر القرار القوة العاملة في تركيا، وأن القرار يستلزم 4 أو 5 أيام ليجهز بالكامل، وأنه من الممكن أن ينتهي في اجتماع مجلس الوزراء القادم أو الأسبوع الذي يليه»؛ حيث سيقوم المجلس بدراسة القرار والزيادة عليه أو النقصان، وأكد تشيليك أيضا أنه «إذا كان للسوري جواز سفر وإذن إقامة، فإنه لن يواجه أي صعوبات في هذا الصدد، وسيتم منحه إذن العمل».



الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)

ندّد الأردن، اليوم (الأحد)، بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبراً أنه «انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار»، يهدد «بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع» الفلسطيني.

ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية عن الناطق باسمها، سفيان القضاة، قوله إن «قرار الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع»، مشدداً على «ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك».

من جانبها، عدّت قطر التي ساهمت في جهود الوساطة لإبرام الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، أن تعليق الدولة العبرية إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر هو «انتهاك صارخ» للاتفاق. وندّدت وزارة الخارجية القطرية في بيان بالقرار الإسرائيلي، مؤكدة أنها «تعدّه انتهاكاً صارخاً لاتفاق الهدنة والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية». وشدّدت على رفض الدوحة «القاطع استخدام الغذاء كسلاح حرب، وتجويع المدنيين»، داعية «المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع».

وسلمت حركة «حماس» 33 رهينة لإسرائيل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي فلسطيني وانسحبت من بعض المواقع في قطاع غزة. وكان من المقرر أن تشهد المرحلة الثانية بدء مفاوضات الإفراج عن الرهائن المتبقين، وعددهم 59، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل تماماً من القطاع وإنهاء الحرب، بموجب الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني). وصمد الاتفاق على مدى الأسابيع الستة الماضية، على الرغم من اتهام كل طرف للآخر بانتهاك الاتفاق. وأدّت الحرب الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وتشريد كل سكان القطاع تقريباً وتحويل معظمه إلى أنقاض. واندلعت الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم شنّته «حماس» على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.