اجتماع الرباط يتبنى خطة لوقف انتهاكات إسرائيل للمسجد الأقصى

توجيه رسائل إلى أعضاء مجلس الأمن واللجنة الرباعية

اجتماع الرباط يتبنى خطة لوقف انتهاكات إسرائيل للمسجد الأقصى
TT

اجتماع الرباط يتبنى خطة لوقف انتهاكات إسرائيل للمسجد الأقصى

اجتماع الرباط يتبنى خطة لوقف انتهاكات إسرائيل للمسجد الأقصى

قرر أعضاء الفريق الوزاري المعني بخطة التحرك الإسلامية لصالح القدس وفلسطين، أمس، تبني خطة عمل للتحرك لدى مجلس الأمن والدول الكبرى من أجل حثها على التدخل لوقف الاعتداءات غير المسبوقة التي يتعرض لها المسجد الأقصى على يد قوات الأمن الإسرائيلية.
وكانت إسرائيل قد أغلقت في 30 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي المسجد الأقصى. ومنعت المسلمين من الصلاة فيه، في إطار خطة لتقسيمه والسماح لليهود بالصلاة فيه.
ومن المقرر أن يشرع في تنفيذ الخطة منتصف الشهر المقبل، بعد أن قرر أول اجتماع للفريق الوزاري، الذي عقد أمس في الرباط، والمكون من ثماني دول، تشكيل 3 فرق اتصال وزارية للغرض ذاته. وفي هذا السياق قال صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية المغربي، الذي ترأس بلاده الفريق الوزاري المنبثق عن منظمة التعاون الإسلامي، إن الدول الأعضاء في المنظمة ستدعو مجلس الأمن إلى تحمل مسؤوليته من أجل الضغط على إسرائيل لضمان حقوق الشعب الفلسطيني، مضيفا أن الهدف من هذا التحرك هو إرجاع الهيبة للقانون الدولي الذي طالما انتهك من قبل إسرائيل من دون أي مساءلة.
وأوضح مزوار، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقد عقب الاجتماع، أن انشغال الدول الكبرى بمحاربة الإرهاب «لا ينبغي أن ينسيها أن من أهم مسببات الظاهرة هو الظلم واليأس الذي يشعر به الفلسطينيون والمسلمون عموما جراء تدنيس مقدساتهم الدينية في القدس الشريف»، مشيرا إلى أنه سيجري أيضا التعريف بالإجراءات المقترحة من قبل منظمة التعاون الإسلامي بشأن حل الدولتين، وضمان أجواء إيجابية للتفاوض.
وقال إياد مدني، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إن أعضاء الوفد الوزاري سيوجهون رسائل إلى كل من له صلة بالقضية الفلسطينية، بدءا من الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الذين يتحملون مسؤولية قانونية وسياسية وأخلاقية بشأن ما تتعرض له مقدسات المسلمين، وأضاف أن هذه الخطوة ستكون معززة بتحرك مواز لدى الدول التي تملك حق النقض وأعضاء اللجنة الرباعية.
من جهته، قال رياض المالكي، وزير الخارجية الفلسطيني، إن الاجتماع أسس لمرحلة جديدة من التحرك الإسلامي لدعم قضية فلسطين، وإنه سيجري من خلاله توجيه رسائل إلى المجتمع الدولي الذي يتحمل المسؤولية فيما يحدث في القدس من انتهاكات، كما سيوجه رسالة إلى إسرائيل، مفادها أنها لن تواجه منذ اليوم الفلسطينيين وحدهم، بل العرب والمسلمين قاطبة.
ووصف ناصر جودة، وزير الخارجية الأردني، خطة التحرك بأنها لا تدخل ضمن العمل الدبلوماسي التقليدي، بل عبارة عن تحرك غير مألوف سيوظف مختلف الإمكانيات المتاحة، من إعلام، وزيارات، ولقاءات، وأنشطة تبرز للمجتمع الدولي خطورة ما يتعرض له الأقصى.
وكان أعضاء الفريق الوزاري قد أبرزوا خلال افتتاح أشغال الاجتماع خطورة الوضع في القدس المحتلة، حيث قال مدني إن إسرائيل تملك برنامجا زمنيا وخطة سياسية ودينية وإعلامية وأمنية تنفذها، بهدف تكريس الوجود اليهودي داخل وفي محيط المسجد الأقصى، والوصول إلى تشكيل غالبية يهودية في المدينة وعزلها عن محيطها الفلسطيني.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.