{الحراك الجنوبي} يشن هجوما لاذعا على الرئيس السابق ويصفه بـ«مجرم حرب»

اللجان الشعبية ترفع حالة التأهب القصوى لمنع تمدد ميليشيات الحوثي في عدن

علي عبد الله صالح
علي عبد الله صالح
TT

{الحراك الجنوبي} يشن هجوما لاذعا على الرئيس السابق ويصفه بـ«مجرم حرب»

علي عبد الله صالح
علي عبد الله صالح

رفعت اللجان الشعبية بمحافظة عدن (كبرى المدن اليمنية الجنوبية)، من استعدادها لمواجهة أي مخاطر قد تحدث في ظل أنباء عن محاولة تمدد لميليشيات الحوثي باتجاه الجنوب، في حين هاجم الحراك الجنوبي الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، واصفا إياه بـ«مجرم حرب».
وقال القيادي في اللجان الشعبية حسين الوحيشي، الذي يشغل منصب رئيس العمليات في اللجان الشعبية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أول من أمس (السبت)، إنهم يجرون حاليا ترتيبات لانتشارهم في المنشآت المهمة، وعدد من المداخل بمحافظة عدن الساحلية، التي قدموا إليها الثلاثاء الماضي، بتنسيق مع اللواء محمود سالم الصبيحي، الذي كان يشغل منصب قائد المنطقة العسكرية الرابعة المتمركزة في محافظة عدن، وتم تعيينه مؤخرا، وزيرا للدفاع، حيث قال الوحيشي إنهم اجتمعوا مع اللواء الصبيحي، الأربعاء الماضي، واتفقوا على مساندة الجيش والأمن في حماية عدن من التمدد الحوثي، في ظل تخوف من تواطؤ عدد من الألوية العسكرية الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، مع جماعة الحوثي لتسهيل مهمتهم في السيطرة على عدد من المحافظات الجنوبية.
وتُعد اللجان الشعبية من أهم الجماعات المسلحة التي تقوم بمساندة الجيش في مهامه، حيث أنشأت في الآونة الأخيرة، بموجب قرار لوزير الدفاع اليمني السابق محمد ناصر أحمد، وبمباركة من الرئيس عبد ربه منصور هادي، وذلك لمواجهة تنظيم القاعدة الذي ينضوي تحت اسم «أنصار الشريعة»، في المحافظات الجنوبية، وبالأخص في محافظة أبين، مسقط رأس الرئيس هادي، التي ينتشر فيها عناصر التنظيم بشكل كبير.
وحول قرار هادي تعيين اللواء الصبيحي وزيرا للدفاع، ومدى تأثيره على عملهم، قال رئيس عمليات اللجان الشعبية بمحافظة عدن لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذا القرار سوف يضطرهم إلى تغيير خطتهم، بوصف مجيئهم إلى عدن وخطة انتشارهم كانت باتفاق مع قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الصبيحي والرئيس هادي، وهو الآن (في إشارة إلى الصبيحي) وزير للدفاع، ولذلك لا بد من إعداد خطة جديدة تتناسب مع التغيير الجديد».
يأتي ذلك في وقت أعلنت قيادات الحراك الجنوبي بمحافظة الضالع الجنوبية، التي تعد الممر الرئيسي إلى محافظة عدن من جهة الشمال، تشكيل لجان شعبية لمواجهة التمدد الحوثي الذي يقترب كثيرا نحو الجنوب، ويبعد كيلومترات فقط عن محافظة الضالع.
وقال قائد المقاومة الجنوبية الشيخ عيدروس قاسم الزبيدي، في اجتماع عقدوه، يوم الجمعة الماضي، إن «الأوضاع وتطورات الأحداث تتطلب من الجميع، دون استثناء، وضع أيدينا معا لمواجهة التحديات من التمدد الشيعي وتنظيم القاعدة، وأي خطر يهدد أمننا وحياتنا».
ودعا الزبيدي الحاضرين إلى توحيد الصفوف وتحمل المسؤولية لمواجهة المخاطر المحدثة في الجنوب «فجميعنا مسؤولون لتنظيم أنفسنا، وتشكيل لجان أمنية لحماية أمن واستقرار الضالع والمجتمع لمواجهة أي تمدد شيعي وأي خطر قاعدي».
وفي سياق آخر، شن الحراك اليمني الجنوبي هجوما لاذعا على الرئيس السابق علي عبد الله صالح، واصفا إياه بمجرم حرب، قائلين إن ثورة الجنوب وُلدت لتنتصر وتقيم دولة الجنوب العربي المستقلة، على الحدود الدولية.
يأتي ذلك على خلفية مهاجمة صالح للحراك الجنوبي، وتهديده بشن حرب جديدة للمطالبين بالانفصال، مؤكدا أن الوحدة اليمنية وجدت لتبقى، مهددا بالتصدي لكل دعوات استقلال الجنوب عن الشمال.
وقال الدكتور عبد الحميد شكري رئيس المجلس الوطني لتحرير واستقلال الجنوب لـ«الشرق الأوسط»: «ما يصدر اليوم من تصريحات من قبل مجرمي حرب احتلال الجنوب العربي في عام 1994م، وتهديدهم بقتال الجنوب، وأن الوحدة باقية، يأتي في إطار إعادة ما فقدته تلك القوى من شعبية في اليمن الشقيق، متناسين أنهم تحايلوا باسم الوحدة على احتلال الجنوب وتدميره وارتكاب الجرائم ضد شعبنا، التي لن يفلت منها المجرمون جميعهم، أينما كانوا».
وأضاف الدكتور عبد الحميد شكري، في سياق تصريحه لـ«الشرق الأوسط»، مخاطبا صالح بالقول: «نقول لهم إنكم محتلون للجنوب، وتهددون أنفسكم ليس إلا، أما شعب الجنوب العربي وحركته التحررية (الحراك الجنوبي)، وطليعتها (المجلس الوطني الأعلى للنضال السلمي لتحرير واستعادة دولة الجنوب)، سيحرر الجنوب وأنتم جميعكم مجرمو الحرب ومرتكبو الجرائم ضد الإنسانية، فأمامنا ستكون محكمة الجنايات الدولية، وستنالون جزاءكم».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».