انفجار سيارة يودي بحياة 13 في بغداد.. و«داعش» يقتل 200 شخص من عشيرة عراقية

محاربة التنظيم قد تكون لحظة اتفاق نادرة بين أميركا والصين

انفجار سيارة يودي بحياة 13 في بغداد.. و«داعش» يقتل 200 شخص من عشيرة عراقية
TT

انفجار سيارة يودي بحياة 13 في بغداد.. و«داعش» يقتل 200 شخص من عشيرة عراقية

انفجار سيارة يودي بحياة 13 في بغداد.. و«داعش» يقتل 200 شخص من عشيرة عراقية

قتل 13 شخصا وجرح 29 على الأقل اليوم (الاحد) في تفجير سيارة مفخخة استهدف خيمة عزاء حسينية جنوب غربي بغداد اليوم (الأحد)، بحسب ما افادت مصادر امنية وطبية.
وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة ان "13 شخصا قتلوا واصيب 29 بجروح في انفجار سيارة مفخخة على مقربة من خيمة لاحياء ذكرى شعائر محرم". وكانت حصيلة اولية اشارت الى مقتل عشرة اشخاص واصابة 23. ووقع الهجوم منتصف النهار على طريق رئيس في حي الاعلام جنوب غربي بغداد، بحسب المصدر نفسه.
واكد مصدر طبي في مستشفى اليرموك حصيلة الضحايا.
يأتي ذلك بالتزامن مع قتل عناصر تنظيم داعش خلال الأيام الماضية أكثر من مائتي شخص من عشيرة البونم التي حملت السلاح ضده في محافظة الأنبار في غرب العراق، بحسب ما أفادت مصادر أمنية ومحلية اليوم (الأحد).
وقال آمر فوج الطوارئ في ناحية البغدادي في الأنبار، العقيد شعبان العبيدي، إن «عدد الضحايا من عشيرة البونمر بلغ أكثر من مائتي شخص»، مشيرا إلى أن هؤلاء قتلوا على يد «داعش»، التنظيم المتطرف.
والجدير بالذكر أن محاربة «داعش» الدموي قد تكون لحظة اتفاق نادرة بين أميركا والصين، لأنها قد تكون النتيجة الأهم لتراجع انتقاد كل منهما سياسات مكافحة الإرهاب التي ينتهجها الآخر. ويناقش الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الصيني تشي جينبينغ القضية عندما يلتقيان على هامش قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي «أبيك» في بكين.
وسيكون التعاون في مجال تبادل معلومات أجهزة المخابرات صعبا. ولن تلزم الصين نفسها بالمشاركة بقوات أو بأسلحة. لكن خبراء ودبلوماسيين يقولون إن الاتفاق بشأن مشكلة «داعش» يمكن أن يؤتي ثماره السياسية في الوقت الذي تشن فيه الولايات المتحدة غارات جوية على المتشددين في العراق وسوريا وتواجه الصين إدانة لأساليبها الصارمة في منطقة شينجيانغ بغرب البلاد.
ومن جانبه، استضاف وزير الخارجية الأميركي جون كيري محادثات ليومين في بوسطن مع عضو مجلس الدولة الصيني يانغ جيه تشي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وخلالها اتفق الجانبان على ضرورة التعاون في مواجهة «داعش». وقال مبعوث غربي في بكين طلب عدم نشر اسمه «الاتفاق على محاربة الإرهاب فوز دبلوماسي سهل للبلدين».
ويقول مسؤولون أميركيون إن «داعش» يربح عشرات الملايين من الدولارات شهريا من خلال مبيعات النفط وغيرها من الأنشطة. وتهدد إدارة أوباما بفرض عقوبات على أي شخص يشتري النفط من المتشددين. لكن إمكانية مناقشة قادة البلدين ذلك في العلن محدودة. واحتمال تبادل معلومات أجهزة المخابرات بين واشنطن وبكين غير مؤكد في أحسن الأحوال.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.