تقييمات «غود ريدز» للرواية.. حقيقية ومتناقضة ومفارقاتها طريفة

الموقع يعد مكتبة إلكترونية وناديا للقراء والكتاب تحكمه ذائقات لا بوصلة لها

موقع «غود ريدز»  -  يافا تعد قهوة الصباح  -  حارس التبغ  -  دروز بلغراد  -  غلاف يوتوبيا   -  أصابع لوليتا  -  شريد المنازل
موقع «غود ريدز» - يافا تعد قهوة الصباح - حارس التبغ - دروز بلغراد - غلاف يوتوبيا - أصابع لوليتا - شريد المنازل
TT

تقييمات «غود ريدز» للرواية.. حقيقية ومتناقضة ومفارقاتها طريفة

موقع «غود ريدز»  -  يافا تعد قهوة الصباح  -  حارس التبغ  -  دروز بلغراد  -  غلاف يوتوبيا   -  أصابع لوليتا  -  شريد المنازل
موقع «غود ريدز» - يافا تعد قهوة الصباح - حارس التبغ - دروز بلغراد - غلاف يوتوبيا - أصابع لوليتا - شريد المنازل

يفتح موقع «غود ريدز» الذي تمتلكه شركة «أمازون» كموقع أرشفة اجتماعي وأطلق في يناير (كانون الثاني) 2007، نوافذ مهمة لتقييم الرواية، تتصف بالجدية والغرابة أيضا، وتثير الكثير من الأسئلة، وأحيانا بالتناقض والطرافة. هنا في ميدان فرسانه القراء وحدهم، تغيب المدارس والمناهج النقدية وتتقدم الذائقة وحدها لتقييم هذا النتاج الأدبي الأوسع انتشارا. تقييم محكوم بفكر وآيديولوجيا وثقافة وأحاسيس قارئ، وميوله السياسية وقيمه الأخلاقية أيضا. وهو بالإضافة إلى هذا، يقدم استفتاء مفتوحا على مدار الساعة للأعمال الروائية التي أنشأ مؤلفوها صفحات خاصة بها.
يدلي القراء المشاركون بآرائهم في روايات قرأوها، أو يخبرون عن رغبتهم في قراءتها، بشرائها أو من خلال استعارتها من صديق اقتناها. وهذا النوع من الإشارات أقرب إلى الافتراضي، ويقوم على طرح رغبات، على خلاف من انتهوا فعليا من القراءة وتركوا انطباعاتهم، رغم أن الافتراضي هذا يقدم مؤشرا أوليا على اتجاهات القارئ وما يخطط له عشاق الرواية.
يكتفي بعض القراء بتقييم العمل بمنحه من نجمة واحدة إلى 5 نجوم، (نجمة لما لا يروقه، ونجمتين لـ«مقبول»، و3 نجمات لتقدير جيد، و4 لجيد جدا، و5 نجمات لرواية ممتازة). ينشر الموقع المتوسط العام لدرجات التقييم أعلى الصفحة، ما يوفر للمؤلف صاحب الرواية فرصة الاطلاع على معدل جودة عمله، وإن ظل هذا نسبيا بالتأكيد، والتعرف أيضا، على نوعية قرائه وحتى على ميولهم. قراء آخرون يتركون تعقيبا سريعا، أو ملاحظة، والبعض يترك مراجعة نقدية، قد ترقى إلى مستوى نقدي متميز.
يحتفظ الكثير من القراء بأغلفة الكتب والروايات التي قرأوها، محولين صفحاتهم إلى مكتبة إلكترونية، تسمح باطلاع الآخرين من زوارها على كتب جديدة. ويسمح الموقع بتبادل الرسائل النصية حول ما تجري مناقشته على صفحة كاتب ما. وحتى مشاركته التقييم بإظهار الإعجاب بـ«لايك» لتقدير قارئ، كما في «فيسبوك»، أو بإضافة تعقيب على ما كتبه.
مفارقات «غود ريدز» كثيرة، خصوصا حين ترتهن ذائقة القارئ - وهو هنا في موقع ناقد أيضا - لميول سياسية أو آيديولوجية أو لأحكام دينية أو أخلاقية، أو حتى حسابات سياسية، تتجاوز ما هو فني، وتتجاهل تقنيات العمل ولغته وأسلوب الكاتب السردي.
هنا - على سبيل القراءة التطبيقية، 6 وجهات نظر نقدية أو تعقيبات، كتبها قراء اطلعوا على 6 أعمال روائية معروفة، (اقتبست التقديرات العامة التي منحت لها والتعليقات في ساعة محددة)، هي: «يافا تعدّ قهوة الصباح» لأنور حامد، و«أصابع لوليتا» لواسيني الأعرج، و«دروز بلغراد» لربيع جابر، و«شريد المنازل» لجبور الدويهي، و«السيدة من تل أبيب» لربعي المدهون، و«حارس التبغ» لعلي بدر، بواقع تقييمين لكل عمل: الأول إيجابي، والثاني سلبي. وجميعها يكشف عن تفاوت مذهل في ذائقة القراء، وتقديراتهم التي تكون صادمة أحيانا، تتدخل فيها المواقف الأخلاقية، أو الميول الدينية، أو السياسية، أو يحكمها تدني المستوى الثقافي، أو تخضع لاعتبارات آيديولوجية معينة. هذا لا ينفي في الجانب الآخر، وجود قراءات يتمتع أصحابها بحس نقدي متطور يفوق أحيانا ما يقدمه نقاد محترفون حول الأعمال الأدبية نفسها.

* «يافا تعد قهوة الصباح»، أنور حامد. التقدير العام: 3.54
منحت نبال قندس الرواية 5 نجوم (ممتاز)، وكتبت في 2 يوليو (تموز) 2013: «ما زلت أشعر أنني غارقة في دوامة يافا. أنفاسي ممتلئة برائحة البحر والبرتقال ونسيم يافا - أرض البرتقال الحزين. رواية تفوق حدود الروعة».
لكن القارئ أو القارئة كوينت، لم يمنح/ تمنح الرواية أكثر من نجمة واحدة (أي لم ترق له/ لها). وكتب/ كتبت: «أخذت الكتاب وبدأت أقرأه بلهفة. لكن ومنذ البداية، بدأت أدرك رويدا رويدا، أنني أقرأ تفاهة كبيرة بني مدخلها على تحشيش في مقبرة أموات طاهرة ليلا (بالمناسبة هذا المشهد هو أجمل ما في الرواية - التعليق لكاتب هذه السطور). الأساس الذي بنيت عليه هذه الرواية، من ناحية المستوى الأدبي للكاتب، وخلفيته التاريخية المستند عليهما، ضعيفان جدا جدا».

*«أصابع لوليتا»، واسيني الأعرج. التقييم العام: 3.54
القارئ محمد أرامن، أعطى «أصابع لوليتا» 5 نجوم (امتياز)، فكان سعيدا بقراءتها؛ «لأن واسيني الأعرج أهداني الرواية موقعة بخط يده». أما عن الرواية نفسها، فيقول: «أسرتني لغة الكتابة الساحرة، وتمنيتُ لو أجلت قراءتها حتى الشتاء فستصبح أشهى، هذا بالإضافة إلى الحديث عن باريس والأناقة الباريسية، العطر، المطر، وشارع الشانزلزيه (...) استطاع الكاتب أن يجمع بين الرومانسية والحب، التاريخ، الفن، الإنسانية، والبوليسية. (كذلك جمع) بين الشرق والغرب في كتاب واحد وهذا جميل. برأيي أن تسميتها بـ(أصابع لوليتا) لا يتناسب مع القصة والأحداث، والخاتمة أحزن من الحزن». أما نور باهر، فمنحت الرواية نجمتين من 5، أي مقبول. وكتبت: «لماذا يا واسيني؟ خرجَت روحي وأنا أحاول أن أنهيها. طويلة جدا بلا معنى لطولها. اللغة مدهشة وممتنعة، لكن الإطالة فيما لا طائل منه أشقاني».

* «يوتوبيا»، أحمد خالد توفيق. التقدير العام: 3.96
أعطت نهى بسيوني لهذا العمل التقدير الكامل، 5 نجوم. وكتبت بتاريخ 28 سبتمبر (أيلول) 2014 ما يلي: «رواية سوداء، غير تقليدية بالمرة، مختلفة. بها طابع جديد لم أعهده من قبل. تحمل من الإثارة ما يجعلك تنهيها في بضع ساعات. معانيها جريئة بدرجة عالية. خيالية، لكن أحداثها بالنسبة لهذا الخيال الأسود واقعية جدا».
لكن مها رامية، ذهبت في الاتجاه المعاكس، وأعطت الرواية أدنى درجة، نجمة واحدة. وكتبت في 28 ديسمبر (كانون الأول) 2009 ما يلي: «حاولت في البداية، تجاهل بعض الألفاظ والتلميحات القوية (الخادشة للحياء)، لبعض تنبؤات د.أحمد عما سيحدث في المستقبل في هذه الرواية. وقلت حسنا، هو يحاول أن يوصل لنا بشاعة ما سيكون عليه المستقبل، إذا ما استمر الحاضر كما هو عليه، لكن وصلت لنقطة صار التجاهل معها صعبا، وصرت لا أرى أي استزادة من إكمال قراءتها لذا تركته. لأول مرة أكره شيئا للدكتور أحمد!».

* «دروز بلغراد: حكاية حنا يعقوب»، ربيع جابر. التقييم العام: 3.86
محمد جلال أعطى الرواية 5 نجوم (امتياز)، وكتب في 11 ديسمبر (كانون الأول) 2013 يقول: «رواية أرشحها بشدّة لكل عشاق فن الرواية العربية. من أروع ما قرأت، إن لم تكن الأروع على الإطلاق. كم أعشق أسلوب عرض الخواتيم، ومن ثمّ الخوض في التفاصيل. إنها بداية قراءاتي لهذا الكاتب المبدع، وحتما لن تكون الأخيرة. من أين أتيت بهذه البلاغة وهذا التصوير المبدع يا ربيع؟».
أما علا جدورة فأعطت الرواية نجمتين (مقبول)، وكتبت بتاريخ 3 فبراير 2012: «أحببت فكرة الرواية جدا، وبدأت أقرؤها باستمتاع حتى النصف تقريبا، ثم بدأ الملل. فيها تكرار بالأحداث وتفاصيل مملة ومطوّلة. أحسست بعدها، بشعور الإحباط والانزعاج، ولم أهدأ إلى أن وصلت إلى نهايتها. تمنيت لو تناول الكاتب ما جرى في بيروت من أحداث أيضا، بدلا من التركيز على حياة السجون والمعتقلات وما يجري فيها من مآس وعذاب».

* «شريد المنازل»، جبور الدويهي. التقيدير العام: 3.79
تقديرات هذه الرواية كثيرة، لكن التعليقات عليها قليلة. ياسر ثابت منح الرواية 4 نجوم، أي جيدة جدا.
وكتب: «رواية ممتازة وزاخرة بالتفاصيل المدهشة عن الحياة والحرب، والخوف من الآتي المعلق على حبل المصائر الغامضة. الفصل الثاني ممل بعض الشيء، لكن الرواية متماسكة وجميلة».
أدنى تقدير لهذه الرواية ورد على الصفحة من دون تعليق، كان نجمة، أي لم ترق للقارئ (إس إم إس إم). أما التعليقات، فكان أقلّها تقديرا 3 نجمات، ما يعني جيدة. وقد كتبت رامه سالم تقول في سبب ذلك: «رواية معقولة جدا، لكنها تفتقر إلى الجديد».

* «حارس التبغ»، علي بدر. التقدير العام 3.78
أعطى دايس محمد للرواية 5 نجوم، وكتب في 17 مارس (آذار) 2013: «من النادر ألا تتماهى مع شخوص علي بدر وتشعر تجاهها بتناقضات كثيرة. هو لا يحيّد مشاعرك ولا يحاول هذا الأمر، إنما يرغب في أن يجعلك جزءا من عمله الروائي. هذه هي قيمة الرواية، أن يصبح الإنسان القارئ جزءا من العمل الروائي، جزءا من الحالة الإنسانية المكتوب عنها.
بالإضافة إلى هذا، هو يحاول أن يخلق شخوصا حية قابلة للتصديق ومستعدة بنسبة عالية لأن تجعلك تفكّر بمدى واقعية هذه الشخوص، هل هي حقيقية؟ هل هي أسطورة؟ متى وأين وكيف؟ هل هذا الأمر واقعي فعلا؟».
أما القارئة نادية، فلم تكن راضية عن الرواية، وأعطتها نجمة واحدة. وكتبت في 19 ديسمبر 2012 بالإنجليزية تقول: «لم تقنعني الرواية - كانت منغمسة في النزعات الذاتية والغطرسة. حقيقة لم أتحمس لها. أكره فعلا أن أكتب مثل هذه المراجعة لأي كتاب، خصوصا عندما تكون كتابته قد استغرقت وقتا طويلا والكثير من الجهد».
أخيرا، يشار إلى أن موقع «غود ريدز»، تحوّل، خلال سنوات، إلى مكتبة إلكترونية عامة، تضم ملايين الكتب، واستقطب أكثر من 20 مليون مستخدم.



الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
TT

الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)

دعا الشاعر السوري أدونيس من منفاه في فرنسا الأربعاء إلى "تغيير المجتمع" في بلده وعدم الاكتفاء بتغيير النظام السياسي فيه بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.

وقال أدونيس (94 عاما) خلال مؤتمر صحافي في باريس قبيل تسلّمه جائزة أدبية "أودّ أولا أن أبدي تحفّظات: لقد غادرتُ سوريا منذ العام 1956. لذلك أنا لا أعرف سوريا إذا ما تحدّثنا بعمق". وأضاف "لقد كنت ضدّ، كنت دوما ضدّ هذا النظام" الذي سقط فجر الأحد عندما دخلت الفصائل المسلّحة المعارضة إلى دمشق بعد فرار الأسد إلى موسكو وانتهاء سنوات حكمه التي استمرت 24 عاما تخلّلتها منذ 2011 حرب أهلية طاحنة.

لكنّ أدونيس الذي يقيم قرب باريس تساءل خلال المؤتمر الصحافي عن حقيقة التغيير الذي سيحدث في سوريا الآن. وقال "أولئك الذين حلّوا محلّه (الأسد)، ماذا سيفعلون؟ المسألة ليست تغيير النظام، بل تغيير المجتمع". وأوضح أنّ التغيير المطلوب هو "تحرير المرأة. تأسيس المجتمع على الحقوق والحريات، وعلى الانفتاح، وعلى الاستقلال الداخلي".

واعتبر أدونيس أنّ "العرب - ليس العرب فحسب، لكنّني هنا أتحدّث عن العرب - لا يغيّرون المجتمع. إنّهم يغيّرون النظام والسلطة. إذا لم نغيّر المجتمع، فلن نحقّق شيئا. استبدال نظام بآخر هو مجرد أمر سطحي". وأدلى الشاعر السوري بتصريحه هذا على هامش تسلّمه جائزة عن مجمل أعماله المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية.

ونال أدونيس جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس وتحمل اسم شاعر كتب باللغتين الكتالونية والإسبانية.