50 مليار جهاز متصل بالإنترنت خلال 5 أعوام

مع تطوير ملايين المبتكرات الذكية

سكوت مكريغر الرئيس التنفيذي لشركة «برودكوم»
سكوت مكريغر الرئيس التنفيذي لشركة «برودكوم»
TT

50 مليار جهاز متصل بالإنترنت خلال 5 أعوام

سكوت مكريغر الرئيس التنفيذي لشركة «برودكوم»
سكوت مكريغر الرئيس التنفيذي لشركة «برودكوم»

يطور قطاع التقنية من قدراته المبهرة للوصول إلى أكبر حجم ممكن من المنتجات الذكية، إذ يقدر عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت بعد 5 سنوات بـ50 مليار جهاز، ناهيك بمراكز البيانات التي تحتوي على ملايين الأجهزة الخادمة ومليارات الهواتف الجوالة وأجهزة الألعاب الإلكترونية والكومبيوترات الشخصية، وغيرها من الأشياء التي تحتوي على دارات إلكترونية مدمجة.

* ملايين المبتكرات
ويريد «سكوت مكريغر»، الرئيس التنفيذي لشركة «برودكوم» (Broadcom) المتخصصة بصناعات الرقائق الإلكترونية التي تستهدف قطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية، دخول الشركة في جميع المجالات المذكورة، وتوزيع ذكاء الآلات في كل مكان لتغيير آليات العمل والابتكار بشكل غير مسبوق. وعمل «سكوت مكريغر» الحاصل على شهادات بعلم النفس وعلوم الكومبيوتر في شركات مختلفة، مثل «زيروكس» و«فيليبس» و«مايكروسوفت»، وساهم بتطوير الإصدار الأول لنظام التشغيل «ويندوز».
وفي مقابلة مع «نيويورك تايمز» يرى مكريغر أن الأمور قد اختلفت في هذا القطاع منذ عام 1985، إذ كانت توجد 10 أنواع مختلفة من وحدات معالجة البيانات، مقارنة بآلاف الوحدات الآن التي تستخدم في أسواق مختلفة. ويمكن حاليا تطوير مصباح أو ساعة يدعم شبكات «واي فاي» اللاسلكية وبيع 100 مليون وحدة منها، مثلا. وتستطيع أحدث دارات الشركة التي تحتوي على 7.2 مليار ترانزستور التعامل مع بيانات عروض فيديو تعادل مشاهدة مليون منزل لفيلم في الوقت نفسه. وتستهدف هذه الشريحة مراكز البيانات التي تحتوي على ملايين الأجهزة الخادمة، وستصل فوائد هذه الشريحة إلى المستخدمين خلال عام عندما يبدأون بمشاهدة عروض الفيديو عالية الدقة المخزنة سحابيا على شاشات هواتفهم الجوالة.
وطورت الشركة وحدة تحتوي على مجسات لقياس السرعة وميلان الجهاز في الهواء وتحديد الشمال المغناطيسي وقياس نسبة الرطوبة ودرجة الحرارة، وبسعر 20 دولارا أميركيا فقط. وتسمح هذه الوحدة للمستخدمين ببناء أجهزة مبتكرة يمكن ارتداؤها (الملبوسات التقنية) تستطيع التحدث مع تطبيقات على الأجهزة التي تعمل بنظامي التشغيل «آي أو إس» و«آندرويد».
ومن الاستخدامات المستقبلية التي تتصورها الشركة تطوير نظم دفع تعتمد على مستويات أمنية عالية، مثل نبرة صوت المستخدم وحتى الحمض النووي الخاص به والذي يستحيل تزويره. ولا يتصور مكريغر أن المستقبل سيكون مقتصرا على مجرد زرع شرائح إلكترونية تمد المستخدم بالقصص الأدبية لجميع الأجيال وبجميع اللغات، بل بربط البيانات المختلفة التي يحصل عليها المستخدم من مصادر متعددة، بسرعة ودقة متناهيتين.
إلا أن وقوع هذه الدارات في الأيدي الخاطئة قد يكون سيئا، إذا شهد مؤخرا تطوير كاميرا في الصين تتعرف على وجه كل شخص في حشد كبير وبشكل فوري، الأمر الذي يعني تسجيل البيانات الخاصة بالسكان وأماكن وجودهم وتنقلهم وتحليل تلك البيانات بسرعة مع ازدياد قدرات المعالجات.



الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».