الصخب الذي صاحب افتتاح معرض باريس للسيارات انقشع ليكشف عن أبعاد ثلاثية للصراع الدائر بين الشركات.
الفئات الشعبية بحثت عن المبيعات وكيفية استعادة الأرباح في سوق أوروبية خاملة، والشركات الفرنسية ركزت على اقتصادات التشغيل وخفض الانبعاث الكربوني، ولكن الفئات الفاخرة بكل أنواعها ركزت على جاذبية التصميم من أجل الحفاظ على زخم النمو الذي صاحب الصناعة هذا العام.
ويبدو أن لمسات التصميم الفاخر هي التي جذبت الإعلام والجمهور في معرض باريس لهذا العام. ومن شأن التصميم أن يجذب أيضا الجماهير خارج المعرض في الشهور المقبلة لكي تعبر عن نفسها باقتناء سيارات لافتة، تنزل إلى شوارع مدن العالم بدءا من عام 2015 المقبل.
ولكن خلف الأضواء الساطعة وفي كواليس معرض باريس، ظهرت مخاوف الصناعة واضحة، حيث حذر مارتن ونتركورن، رئيس شركة فولكس فاغن الألمانية، وهي الشركة الأوروبية الأكبر والشركة الثالثة على المستوى العالمي، من أن إجراءات الحد من البث الكربوني في أوروبا من شأنها أن «تقتل» الصناعة الأوروبية. وأضاف أن أعضاء اللجنة المشرفة على وضع حدود البث الكربوني في المفوضية الأوروبية ذهبوا إلى أبعد من المعقول عندما اقترحوا خفضا إضافيا للانبعاثات بعد عام 2020.
وكانت صناعة السيارات اتفقت على متوسط بث كربوني لا يزيد على 95 غراما للكيلومتر الواحد، تلتزمه الشركات بحدود عام 2020، ولكن المفوضية الأوروبية صرحت بأن هذا الحد سيخفض مرة أخرى بعد نهاية العقد.
وقال ونتركورن إن كل غرام من الكربون تخفضه المفوضية يكلف الشركة 100 مليون يورو، وهو استثمار يدفع مقدما وبلا عائد مضمون. وقال إن الصناعة تحتاج بعض الوقت حتى تطور البدائل مثل السيارات الكهربائية أو الهجين التي تشحن بالتيار الكهربائي المنزلي.
ويخشى مسؤول السيارات الأوروبي من أن تؤثر هذه الإجراءات على قدرة الشركات الأوروبية على التنافس العالمي. وتطمح شركة فولكس فاغن إلى إنتاج 10 ملايين سيارة هذا العام وتنافس «تويوتا» و«جنرال موتورز» على المركز العالمي الأول في الإنتاج. وقدمت الشركة في معرض باريس سيارة رياضية تجريبية اسمها «إكس إل» يدفعها محرك بأسطوانتين فقط، مستعار من شركة دوكاتي، يوفر للسيارة قدرة 147 كيلوواط من الطاقة ويمكنه أن يدفع السيارة إلى سرعة قياسية تصل إلى 270 كيلومتر في الساعة.
وقدمت شركة هيونداي فئة «آي 20» الصغيرة في جيلها الجديد، بينما قدمت «سوزوكي» طراز فيتارا الجديد. وكانت أبرز مشاركة من «فورد» سيارة «موستانغ» الجديدة التي جرى تعديلها لكي توفر المقود على اليمين للمرة الأولى، وهي متوافرة بمحركين؛ الأول سعة 5 لترات والثاني سعة 2.3 لتر بشاحن توربو. وقد برزت «موستانغ» بين معروضات «فورد» الاقتصادية الأخرى كواحدة من السيارات الرياضية العريقة.
ولفتت سيارة «جاغوار» الجديدة «إكس إي» الأنظار وهي تعرض للجمهور للمرة الأولى، كما اكتسبت «ديسكفري» الجديدة من شركة لاند روفر بعض ملامح «إيفوك» وأعلنت تفوقها على سيارات القطاع الأخرى مثل «إكس 3» من «بي إم دبليو»، و«كيو 5» من «أودي»، بتوفير خيار الـ7 مقاعد داخلها. وستدخل «ديسكفري» الجديدة الأسواق في ربيع عام 2015.
السيارات السوبر
ولا يخلو معرض دولي مثل باريس من بعض السيارات السوبر التي تجذب الأنظار، وكانت سيارة «رولزرويس» (فانتوم متروبوليتان)، وهي مجموعة خاصة تتكون من 20 سيارة فقط، من أغلى السيارات المعروضة في باريس، ولمن يسأل عن الثمن يقال له: «إذا كنت تسأل عن الثمن فهذه السيارة ليست لك». وكانت من أبرز نجوم باريس هذا العام:
- فيراري «458 سبيسالي إيه»: وهي مجموعة خاصة تقدمها الشركة الإيطالية ضمن فئة 458 التي حازت عدة جوائز دولية. ولن تنتج الشركة منها سوى 499 سيارة لهواة سيارات «فيراري». وهي أقوى «فيراري» مكشوفة أنتجت حتى الآن، وتحمل سقفا من الألمنيوم يمكن طيه في 14 ثانية. وتنطلق السيارة بقدرة 605 أحصنة وعزم دوران يبلغ 540 نيوتن/ متر، وهي تنطلق إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في 3 ثوان فقط. المقاعد مصنوعة من مواد كربونية ومكسوة بمواد تمنع العرق وتوفر المزيد من الراحة في سيارة عالية الأداء.
- مازيراتي «غيبلي»: في العام المئوي للشركة وبعد نجاح المجموعة الخاصة التي قدمتها الشركة في 100 سيارة فقط من طراز «كواتروبورتي زيغنا»، تتعاون الشركة الإيطالية مع بيت الأزياء والموضة الإيطالي «أرمنغيلدو زيغنا» لكي تقدم هذه الفئة التجريبية الخاصة من «غيبلي - زيغنا». وتولت شركة الأزياء الإيطالية تجهيز السيارة داخليا ووضع لمساتها الأنيقة على «غيبلي»، وهي أيضا التي اختارت لون السيارة الفريد أطلقت عليه اسم «أزورو استرو» وهو من 3 طبقات يتراوح بين الأزرق والرمادي وفقا لشدة الضوء عليه. واستخدمت الشركة الكسوة الحريرية لبطانة الأبواب مع المواد الكربونية للقطع الصلبة. ويدفع السيارة محرك غيبلي المعتاد وهو بـ6 أسطوانات وشاحن توربو مزدوج، يوفر للسيارة قدرة 410 أحصنة، ويدفع المحرك العجلات الـ4 بنظام كواترو عبر ناقل حركة أوتوماتيكي. وتحقق السيارة سرعة 100 كيلومتر في الساعة في 4.8 ثانية مع سرعة قصوى تصل إلى 284 كيلومتر في الساعة.
- بنتلي «مولسان سبيد»: هذه السيارة تعيد تعريف أسرع سيارة صالون فاخرة في العالم، وهي مخصصة للمشتري الثري الذي يريد أن يقود سيارته بنفسه. وهو يمتلك في «مولسان سبيد» قدرة 530 حصانا مع عزم دوران جبار يصل إلى 1100 نيوتن/ متر. ويحقق هذه القدرة محرك سعته 6.75 لتر بـ8 أسطوانات يزيد في كفاءة التشغيل عن سابقه بنسبة 13 في المائة. وتنطلق السيارة إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في 4.9 ثانية وإلى سرعة قصوى تصل إلى 305 أميال في الساعة. وتعني زيادة كفاءة السيارة أن مداها زاد بخزان الوقود المعتاد بنحو 80 كيلومترا إضافية، وهي مصممة للتوافق مع أعلى معايير نظافة التشغيل الأوروبية «يورو - 6». وفي الداخل، تبدو كسوة المقاعد المعتادة من الشركة بالحياكة على خطوط تشبه تقاطعات الماس مع تطريز لعلامة «بنتلي» على ظهر المقاعد. ويختار المشتري من بين 24 لونا مختلفا من الجلود و10 ألوان للأخشاب المصقولة، منها 7 خيارات لها تكلفة إضافية.
وتحمل السيارة قرصا صلبا للذاكرة الإلكترونية سعته 60 غيغابايت يمكن الاحتفاظ عليه بالأفلام والموسيقى التي يفضلها مالك السيارة. وتبلغ قوة نظام الموسيقى فائق النوعية من طراز «نايم» 2200 واط وهو يوفر تجربة سماع نقية عبر 14 سماعة موزعة في أرجاء السيارة.
معرض باريس الدولي للسيارات لم يخفِ القلق من الأعباء المالية لإجراءات الحد من الانبعاث الكربوني
لغة التصميم كانت الأبرز له في عام 2014
معرض باريس الدولي للسيارات لم يخفِ القلق من الأعباء المالية لإجراءات الحد من الانبعاث الكربوني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة