خبراء عالميون: 140 مليار دولار «غير قانونية» تهدد الرياضة في العالم

مركز الأمن الرياضي يكشف عن 80 دولة تعاني من التلاعب في مبارياتها

بحسب مركز الأمن الرياضي الدولي فإن قرابة 80 دولة حول العالم تعاني من التلاعب في نتائج المباريات
بحسب مركز الأمن الرياضي الدولي فإن قرابة 80 دولة حول العالم تعاني من التلاعب في نتائج المباريات
TT

خبراء عالميون: 140 مليار دولار «غير قانونية» تهدد الرياضة في العالم

بحسب مركز الأمن الرياضي الدولي فإن قرابة 80 دولة حول العالم تعاني من التلاعب في نتائج المباريات
بحسب مركز الأمن الرياضي الدولي فإن قرابة 80 دولة حول العالم تعاني من التلاعب في نتائج المباريات

حذر مسؤولون وخبراء رياضيون عالميون من عمليات غسل أموال تجرى على صعيد واسع في مجال الرياضة وتصل قيمتها الإجمالية إلى 140 مليار دولار سنويا فضلا عن توسع دائرة الرهان في العالم بنحو 500 مليار يورو سنويا 80 في المائة منها تتم بشكل غير قانوني وهو ما يجعل الرياضة وتحديدا كرة القدم باعتبارها اللعبة الأشهر عالميا مهددة بالخطر.
وقال مايكل هيرشمان مؤسس منظمة الشفافية العالمية بأنهم مع بعض المراكز والمنظمات العالمية الرياضية أشبه بعيون حارسة للرياضة وأن الفساد المالي والإداري ينخر في جسد الرياضة بشكل مخيف وهو ما يتطلب جهودا دولية وحكومية على مستوى العالم لإيقاف هذا الشبح المخيف والمهدد لمعاني وأخلاقيات الرياضة.
وقال مايكل هيرشمان مؤسس منظمة الشفافية العالمية خلال مؤتمر لمركز الأمن الرياضي في لندن أمس: (إلى من تؤول الرياضة؟.. الشفافية في كرة القدم) منتقدا الأنظمة الكروية في العالم التي لا تتبع الشفافية كوسيلة في إدارتها للاتحادات الرياضية المختلفة.
واجتمع هيرشمان في الجلسة النقاشية مع باري هيرن رئيس الاتحاد العالمي للسنوكر وديفيد هاومان مدير عام الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات. وأدار الجلسة الصحافي العالمي الشهير ديفيد ويلش.
وانتقد هيرشمان الكثير من الاتحادات الدولية وقال لدينا لاعب كرة قدم ضرب زوجته وتم إيقافه مباراتين ولدينا لاعب تناول المنشطات وتم إيقافه لسنة واحدة، متسائلا: أين الشفافية وأين العدالة وما هي المفاهيم والمعايير التي يبنى عليها الثواب أو العقاب؟
وهاجم هيرشمان الاتحاد الدولي لكرة القدم مؤكدا أنه أساء للعبة في الكثير من قراراته مطالبا بنشر التحقيقات الخاصة بملفي مونديال 2018 و2022 وذلك لإعادة المصداقية للفيفا.
وفي ذات الشأن شدد باري هيرن رئيس نادي ليتون أورينت الإنجليزي سابقا على أن الرهان غير القانوني بمثابة خطر كبير على اللعبة وأنه لا يقارن بخطر تعاطي المنشطات كون الأخيرة تحارب رسميا.
ومن جانبه، أعد جوزيه راموس هورتا، حامل جائزة نوبل للسلام 1996 الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة رئيس مكتب الأمم المتحدة لبناء السلام سابقا رئيس وزراء تيمور الشرقية السابق الرياضة كوسيلة مهمة من وسائل بناء السلام في العالم لافتا إلى أهمية تضافر الجهود من أجل إبعاد الرياضة عن السجالات غير البناءة وحمايتها من الظواهر الخطيرة التي تهدد مستقبلها.
فيما أكدت أجنيلا ميلو مدير دائرة الشباب والأخلاق والرياضة أن دور المركز الدولي للأمن الرياضي واضح وريادي في محاربة الظواهر السلبية التي تضر بالرياضة العالمية ومشيرة إلى أن التعاون بين المركز الدولي واليونيسكو يعود إلى عام 2012.
وقالت في كلمتها: نسعى من خلال شراكة مع الرياضة في أنحاء العالم وكمنظمة تابعة للأمم المتحدة ولديها تكليف هام وفي ضوء معاهداتنا الدولي لدينا مسؤوليتنا الخاصة في احترام نزاهة الرياضة بصفة خاصة علينا إعلان الحرب ضد التلاعب في نتائج المباريات.
أما كيمبرلي موريس رئيسة دائرة النزاهة بالاتحاد الدولي لكرة القدم فقد أعدت أن المؤتمر وضع معايير ومقاييس عالمية ليس فقط في التنظيم وإنما في الجهد الذي نقدره جميعا – بحسبها – المتعلق بمحاربة الظواهر السلبية في كرة القدم وبصفة خاصة التلاعب في نتائج المباريات. وتحدثت كيمبرلي في اليوم الأول للمؤتمر وقدمت عرضا لافتا مشفوعا بالأرقام حول نظام انتقالات اللاعبين في الفيفا وهو النظام المعروف بالـTMS.
ومن جهته، قال محمد حنزاب رئيس المركز الدولي للأمن الرياضي إن المركز بات يركز على المبادرات التي تمس واقع الرياضة العالمية المعرضة لخطر حقيقي ونحن نعمل بجد مع شركائنا من المنظمات الدولية وصولا إلى الهدف الأكبر وهو تشكيل جبهة عالمية متحدة تضم كل المنتسبين للرياضة وتضم الساسة والخبراء والمتخصصين للاتفاق حول مرجعية موحدة لمجابهة المخاطر الحقيقية التي تواجه الرياضة العالمية.
وقال حنزاب: عملنا بشفافية على مدار أكثر من عامين وسعادتي الحقيقية وهذه المصداقية والشفافية هي سبيلنا في استكمال المشوار للوصول إلى الرؤية التي وضعناها للمركز من البداية.
وبدا القيصر الألماني فرانتس بيكنباور حاضرا في مؤتمر مركز الأمن الرياضي وأكد أن تصويته على مونديال 2018 في روسيا و2022 في قطر سيظل سريا وقال: إنه يحترم قرار بلاتر بالترشح لولاية خامسة لرئاسة الفيفا من عدمه لأنه قرار شخصي مغضبا الإنجليز في عقر دارهم بالقول إنه من الصعب أن تفوز إنجلترا بكأس العالم.
وقال: صعب جدا أن تفوز إنجلترا بكأس العالم، ربما هناك ميزة للاعبين في بلدك أن يصلوا لكأس العالم وربما يكون هناك أمور كثيرة، لكنني أقول رغم ذلك إن المطلوب منكم الآن في مونديال 2018 أن تفوزوا.

وكان الأسطورة الألماني أبدى إعجابه بلاعبين مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش والهولندي آريين روبن.
وأضاف: «ميسي يستطيع أن يحاور بطريقة رائعة وتعجبني طريقته وهو يراوغ بالكرة.. رونالدو وإبراهيموفيتش يستطيعان أن يبرزا المهارات الرياضية وكذلك روبن في بايرن ميونيخ».
أما رئيس الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين فكشف عن عمليات تأخر رواتب اللاعبين في أوروبا بنسبة 55 في المائة مشددا على أن ذلك يعكس صورة الخطر الذي يهدد كرة القدم على الصعيد المالي.
وخرج المجتمعون في جلسات المؤتمر إلى أن 80 دولة على مستوى العالم تعاني من التلاعب بنتائج المباريات موضحا أن نحو 700 حالة تلاعب حدثت فقط في عام 2010 الماضي وكشفوا في ذات الوقت أن نحو 216 مليون يورو تذهب كعمولات لوكلاء اللاعبين في أوروبا فقط.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».