أعلنت المعارضة السورية، أمس، تأييدها للشروط التركية للانضمام إلى التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في سوريا، ونيتها إنشاء منطقة عازلة على حدودها داخل الأراضي التركية، قائلة إن هذا المشروع «هو مطلب المعارضة، قبل أن يكون مطلب الأتراك»، بحسب ما أكد رئيس المجلس الوطني السوري وعضو الائتلاف جورج صبرا لـ«الشرق الأوسط».
وفي موازاة ذلك، رأى الناطق باسم الائتلاف الوطني السوري سالم المسلط أن «ما وصفته وسائل الإعلام بالشروط التي وضعتها تركيا للانضمام إلى التحالف الدولي هي في حقيقة الأمر ليست شروطاّ، بل احتياج أساسي يتطلبه واقع مكافحة الإرهاب في المنطقة».
وجاءت المواقف السورية تعليقا على اشتراط رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو وجود منطقة عازلة وآمنة وتدريب المعتدلين من السوريين والعراقيين لمواجهة الإرهاب، مقابل انضمام بلاده لقوات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في سوريا، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.
وأكد صبرا، لـ«الشرق الأوسط»، أن إنشاء المنطقة العازلة في سوريا «هو مشروعنا، ويقدم خدمة كبيرة للثورة السورية»، معلنا تأييد المعارضة السورية لهذا المشروع، قائلا إن شروط تحقيقه «باتت متوافرة». وقال صبرا إن إيجاد هذه المنطقة العازلة سيكون «أرضا للسوريين ومنطلقا لعمل الائتلاف والحكومة المؤقتة»، مشيرا إلى أن الائتلاف الوطني السوري والحكومة المؤقتة «يخططان منذ وقت للدخول إلى داخل الأراضي السورية والعمل هناك»، مشددا على أن «إيجاد منطقة آمنة للعمل سيؤكد قدرات المعارضة على إدارة البلاد». وأضاف «نريد أن نعمل من داخل أرضنا المحررة، ونتوسع منها إلى مناطق أخرى»، لافتا إلى أن المعارضة في ذلك تكون قد «وجهت رسالة إلى المجتمع الدولي والنظام السوري وحلفائه بأن المعارضة اكتسبت الخبرة على الأرض، وهي مهيأة لتسلم الحكم في سوريا، وتعمل من الداخل».
وكان رئيس الحكومة التركية قال في مقابلة مع قناة «سي إن إن» الأميركية إنه «يمكن أن نتدخل باستخدام قوات برية من التحالف الدولي لضرب تنظيم داعش في إطار استراتيجية شاملة تتضمن أيضا استهداف نظام الأسد». وقال جورج صبرا «إن موقف تركيا هو مطلبنا في الأساس، إذ تطرح مشروعا لمحاربة الإرهاب، ينسجم مع مطالب السوريين في الأساس»، مشددا على أن الإرهاب في سوريا «لا يختصر في (داعش) وحده، بل ينسحب على المنظمات الأخرى والنظام السوري وحلفائه من ميليشيات عراقية ولبنانية»، مؤكدا أن نظام الأسد «يمارس إرهاب الدولة، كما أنه المسؤول المباشر عن توليد الإرهاب».
وأشار صبرا إلى شق إنساني مرتبط بإنشاء منطقة عازلة، قائلا إن هذه المساحة داخل الأراضي السورية «هي جزء من المشاريع التي نطمح إليها كسوريين بهدف إعادة اللاجئين إلى بلدنا، وخلق منطقة آمنة لهم للعيش منعا لتعريضهم لمآسٍ إضافية». وأوضح أن الموقف التركي «يأتي ضمن موقف أنقرة الصريح لمحاربة الإرهاب عبر انضمامها للتحالف»، مشددا على ضرورة استكمال المشروع عبر تسليح المعارضة السورية المعتدلة والاعتماد عليها لمحاربة الإرهاب ميدانيا.
بدوره، اعتبر عضو الائتلاف السوري سمير النشار أن ما تطرحه تركيا اليوم وإن جاء متأخرا «فهو ما تطالب به المعارضة السورية منذ 4 سنوات قبل يتوسع (داعش) بهذا الشكل الخطير»، مشددا على وجوب أن تترافق الضربات لمواقع «داعش» مع ضربات تستهدف النظام تترافق مع عملية برية لفرض سيطرة ميدانية.
ولفت النشار، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن قسما كبيرا من السوريين يتساءلون لماذا اشترطت الولايات المتحدة تنحي (رئيس الحكومة العراقية السابق) نوري المالكي في العراق وإشراك السنة في الحكم، ولم تعتمد نفس المقاربة في سوريا؟ وقال «السنة في سوريا يشكلون 65 في المائة من تعداد السكان فيما هم لا يشكلون في العراق أكثر من 20 في المائة». ورأى أن الكرة «في ملعب واشنطن المطالبة بالإجابة عن الشروط التركية والتعاطي معها بإيجابية خصوصا أن الضربات التي يشنها التحالف الدولي ستبقى دون نتائج تُذكر في حال لم تترافق مع هجوم بري وإقامة منطقة حظر جوي، مما يؤمن عودة مئات آلاف اللاجئين إلى سوريا».
وفي السياق نفسه، أكد الناطق باسم الائتلاف سالم المسلط، في بيان، أن «معالجة الإرهاب بمعزل عن إرهاب الأسد لا جدوى منها، لأنّ وجود نظام الأسد هو المحرّض الحيوي والأساسي الذي أخرج مثل هذه التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، وسيساعد في حال بقائه على إنتاج تنظيمات متطرفة جديدة في المستقبل حتى ولو كانت تحت مسميات مختلفة». وشدد على أن «معالجة الإرهاب بالتقسيط لا يصب في صالح السوريين ويهدد دول الجوار والمنطقة بشكل مباشر».
المعارضة السورية تؤيد شروط أنقرة بإنشاء منطقة عازلة على الحدود
قياديون لـ {الشرق الأوسط}: المشروع مطلب سوري يقدم خدمة كبيرة للثورة
المعارضة السورية تؤيد شروط أنقرة بإنشاء منطقة عازلة على الحدود
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة