وزير الاستخبارات الإسرائيلي: إذا وصل «داعش» إلى الأردن فسنهب للمساعدة

مخاوف في تل أبيب من توتر أمني حقيقي على الحدود الشرقية

وزير الاستخبارات الإسرائيلي: إذا وصل «داعش» إلى الأردن فسنهب للمساعدة
TT

وزير الاستخبارات الإسرائيلي: إذا وصل «داعش» إلى الأردن فسنهب للمساعدة

وزير الاستخبارات الإسرائيلي: إذا وصل «داعش» إلى الأردن فسنهب للمساعدة

في ذروة التحركات الدولية ضد تنظيم داعش، وبعد تحذيرات متكررة من إمكانية وصول التنظيم إلى الأردن، عرضت إسرائيل رسميا على المملكة المساعدة في مواجهة التنظيم.
وقال وزير شؤون الاستخبارات يوفال شتاينتز إنه «إذا واجه الأردن خطرا حقيقيا بسبب زحف تنظيم داعش إلى أراضيه، وإذا طلب الأردن أي مساعدة، فإننا سنهب لمساعدته من دون تردد. (داعش) خطر على المنطقة كلها وليس فقط على إسرائيل».
وجاءت تصريحات شتاينتز على خلفية تشكيل الولايات المتحدة جبهة عالمية لمحاربة التنظيم الإرهابي. وثمة قلق في إسرائيل من خطر يمكن أن يشكله «داعش» من جهة الأردن، وطالما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن خطر التنظيم على إسرائيل قد يأتي من بوابة الشرق (الأردن). ومع تشكيل الحلف الأخير بقيادة الولايات المتحدة ارتفع منسوب القلق في إسرائيل.
وقال مصدر سياسي بارز في إسرائيل إنه «على خلفية برنامج العمليات الجديدة للحكومة الأميركية ضد (داعش)، فإنه يمكن للتنظيم أن يزعزع الاستقرار في المملكة الأردنية». وأضاف: «هذا يعني خلق توتر أمني حقيقي على حدود إسرائيل».
وأقر المسؤول الإسرائيلي بأن إسرائيل تستعد لمثل هذه الاحتمالات: «نحن في مرحلة الاستعداد»، رافضا الإجابة عن سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل تنوي العمل مع الأردن لمواجهة مثل هذا الاحتمال الآن أو في حال وقوعه.
وغير معروف إذا كانت إسرائيل تملك معلومات حقيقة حول إمكانية أن يهدد «داعش» أمن الأردن، أو أنها تريد ترويج هذه المعلومات من أجل التأكيد على أهمية وجودها في الضفة الغربية. وقال المسؤول إن «أحد جوانب الموضوع هو أن وجود إسرائيل العسكري في مناطق الضفة الغربية هو مصلحة أمنية مهمة».
وفي كل المفاوضات السابقة رفضت إسرائيل الانسحاب من الضفة الغربية بدواع أمنية بحتة.
ولم يقف الأمر عند عرض المساعدة على عمان، بل أظهرت تقارير إسرائيلية أن إسرائيل مستعدة للتحرك فورا إذا وصل «داعش» إلى الأردن. وقال شتاينتز نفسه: «لن نجعل الأردن يسقط».
ونقلت إسرائيل موقفها هذا إلى الولايات المتحدة، وقالت مصادر سياسية للقناة الثانية، إن تل أبيب أبلغت واشنطن أنها ستتحرك ضد «داعش» فورا إذا وصل إلى عمان. وأضافت: «قلنا لهم (الأميركيين) إن إسرائيل ستتحرك وفق كل إمكانياتها لإحباط أي نشاط في الأردن».
ولم تحدد تل أبيب طبيعة هذا التحرك الذي يمكن أن يكون مرفوضا من قبل المملكة نفسها التي تقول إنها قادرة على حماية حدودها.
وتثير وسائل إعلام إسرائيلية تساؤلات عما إذا كان الأردن قادرا على مجابهة «داعش» بمفرده، وأعاد نشر تصريحات لمسؤول أميركي طرح قبل أشهر إمكانية أن تكون عمان غير قادرة وحدها على مواجهة تهديد تنظيم داعش.
ورد شتاينتز على سؤال كهذا بقوله: «أعتقد أن الأردن قوي بما يكفي، ومع بعض الدعم الأميركي فسيجابه أولئك الذين يدقون أبوابه».
وحتى اليوم لم تنخرط إسرائيل في أي عمل عسكري مباشر ضد «داعش»، ولكنها اكتفت، بحسب تقارير سابقة، بتزويد الولايات المتحدة بصور أقمار صناعية.
وأكد مسؤول إسرائيلي أمس أن «إسرائيل لن تشارك في الحرب الفعلية ضد (داعش)». وبحسب المسؤول فإن مشاركة إسرائيل يمكن أن تضر بالتحالف الدولي، وتظهر الصراع ضد «داعش» كأنه يخدم تل أبيب.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.