كان شهر رمضان، والشمس حارقة، والثوار غير قادرين على اجتياز حواجز قوات القذافي في منطقة الوادي الأحمر، إلى الشرق قليلا من مدينة سرت التي كان يتحصن فيها العقيد الراحل. الوقت أغسطس (آب) من عام 2011. يقف ستيفن سوتلوف، الصحافي الأميركي الذي ذبحه عناصر ممن يسمون بـ«داعش» الأسبوع الماضي، بينما لم يكن في ذلك الوقت، يدرك، وهو يضحك ويكتب عن «الربيع العربي» في مصر، وليبيا، واليمن، أن مصيره سينتهي على شاشات التلفزيون عبر العالم في بدلة برتقالية والسكين على عنقه.
ظل سوتلوف، خريج جامعة «سنترال فلوريدا» الأميركية، مصرا على العمل بصفته مراسلا في منطقة الشرق الأوسط، متعاونا مع مجلة «تايم»، و«فوريين بوليسي»، ومطبوعات صحافية أميركية أخرى، وبين كل رحلة ورحلة، يأتي صوت والدته عبر الهاتف ومن وراء المحيط الأطلنطي، وهي تتوسل أن نقنع ابنها الحبيب للكف عن التردد على هذه البلاد الخطرة، بينما هو يستمع للمكالمة ويضحك قائلا إن والدته تبالغ، ويمسك الهاتف ويقول لها: «أنا الآن أسهر في ميدان التحرير بالقاهرة مع أصدقائي، أكلنا الكشري وندخن الشيشة».
وفي حديث سابق أجريته معه عن زيارته لمنزل عائلة أبو مصعب الزرقاوي الذي كان زعيما لتنظيم القاعدة بالعراق، قال سوتلوف: «نعم.. كان هذا من أهم الموضوعات.. وزرت من أجل هذا مدينة الزرقا التي ينتمي إليها الزرقاوي. أتذكر حين زرت عائلة الزرقاوي أن قام أحد الأطفال من أقاربه، وكان عمره نحو 6 سنوات، بقذفي بالحجارة حين علم أنني أميركي، بدأ بقذفي بالحجارة فجريت وقفزت داخل السيارة، وعرفت أن عائلة الزرقاوي كانت تكره الأميركيين ومن بينهم هذا الطفل أيضا. كان الزرقاوي عمه».
كان سوتلوف يدرس اللغة العربية في أحد المعاهد اليمنية قرب صنعاء، مستغلا هدوء المعارك بين الحوثيين والحكومة اليمنية عقب مفاوضات الصلح بعد «الحرب السادسة».. لكن حين تفجرت الأحداث في تونس في أواخر عام 2010، اضطر للانتقال على عجل من هناك لتغطية الثورة على الرئيس زين العابدين بن علي. ترك حقيبة ملابسه وكتبه، وهو أمر يتكرر معه دائما.. تركها وترك دراسة اللغة العربية وانتقل لتونس، على أمل أن يرجع منها سريعا لاستكمال حياته المؤقتة في اليمن، لكن الثورة انتقلت سريعا إلى مصر، فليبيا.
في حافلة أجرة صغيرة تنقل الصحافيين من السلوم إلى بنغازي كان الخوف هو العامل المشترك بين الجميع. من يضمن أن السائق لا يتبع قوات القذافي، أو أنه لن يسلمنا في أقرب نقطة تابعة للكتائب الموالية للنظام الذي كان يقاوم ضربات حلف الناتو من السماء وضربات المتمردين المسلحين على الأرض. وبدأ سوتلوف يجرب نتفا من اللغة العربية بلكنة يمنية، فطلب منه أحد الركاب، وكان صحافيا مصريا، الصمت، حتى لا يتسبب في إثارة الريبة في هذه البلاد المضطربة.
في بنغازي كان الهاجس أمام كثير من مراسلي الصحف الورقية العربية، يدور حول كيفية التوفيق بين أمرين، الأول: التدفق الإخباري اليومي الذي يملأ الإنترنت والفضائيات التلفزيونية عن الأحداث لحظة بلحظة، والثاني: محاولة الحصول على قصص مختلفة لم يسبق نشرها، وبينما كانت الطابعة الموجودة في مبنى محكمة بنغازي (مقر غرفة عمليات الثوار حينها) تخص العاملين في الغرفة شبه العسكرية، كانت أيضا تستغل لطباعة تقارير مراسل مجلة «تايم» عن الأحداث في ليبيا.
«إنه يكتب بطريقة يمكن التعلم منها»، هكذا يصيح المراسل المصري محاولا إقناع سالم المنفي، أحد مسؤولي غرفة العمليات في ذلك الوقت، من أجل طباعة المزيد من تقارير سوتلوف عن ليبيا، مثل قصته التي بناها على ظروف صاحب متجر في المدينة يكره القذافي، لكنه يتشكك في وجود مستقبل آمن لأولاده في حال سقوط نظام العقيد.
وكان سوتلوف يقوم بعملين متلازمين، الأول: متابعة ما يبث ويذاع، دون التورط في اجترار هذه الموضوعات التي أصبحت معلومة للعالم، والثاني: البحث عن زوايا جديدة لقصص إخبارية وإنسانية، ويحولها من حكايات على الهامش إلى قصص رئيسة، مثل التقاطه للتفاصيل الخاصة بتفجير مخازن الذخيرة في مطار بنغازي في ذلك الوقت. وهكذا أصبحت طريقة عمل سوتلوف مصدر إلهام لكثير من المراسلين الذين لم يكونوا قد تدربوا بعد على وسائل التغلب على التدفق الإخباري في عصر الإنترنت والفضائيات.
صحافيون يأتون ويمضون، بينما الاقتتال بين الليبيين لا يتوقف.. مراسلون يطلون برؤوسهم على خطوط الجبهات، ثم يرجعون سريعا خوفا من الرصاص المتطاير وقذائف الصواريخ، لكن سوتلوف، قصير القامة بجسده العريض المستدير، ولحيته الصفراء، ووجهه الطفولي، تجده يبتسم في صندوق واحدة من سيارات الدفع الرباعي وهي تنطلق ضمن رتل من أرتال المقاتلين إلى ما بعد مدينة إجدابيا؛ حيث الموت المحقق على أيدي قوات القذافي. كل رجل يمسك ببندقيته، وسوتلوف يمسك بـ«اللابتوب»؛ سلاحه الخاص به.
وتوغلت قوات «الثوار» إلى الأمام تحت الشمس الحارقة، بمعاونة كبيرة من قصف طائرات الناتو لكتائب القذافي. وبدأ شهر رمضان، وكان التراب الأحمر والنباتات الجافة والبارود، لها روائح نفاذة، وكان اليوم يبدو طويلا جدا دون طعام ولا ماء ولا تبغ. وكان سوتلوف لا يدخن، لكنه بين وقت وآخر يمكن أن يدخن سيجارة أو سيجارتين. ورغم ذلك صام مع المقاتلين 3 أيام، لكنه في اليوم الرابع، وكان يوما شديد الحرارة، غير رأيه.
ففي نحو الساعة الثانية ظهرا، أخذ سوتلوف قدرا صغيرا وحفنة من الأرز وقطعا من الطماطم والبصل، وقنينة زيت وزجاجتي مياه، وأخذ يمشي في الصحراء، إلى أن اختفى، وبعد ذلك بدأ الدخان ينبعث من أحد الأودية، وصاح أحد المقاتلين مازحا: «الأميركي يفطر.. كيف لم تتمكنوا من إدخاله الإسلام، إنه يحفظ سورة الفاتحة، وصام أول أيام رمضان، ويعرف قليلا من اللغة العربية، كان يمكن أن يهتدي».
وقال سوتلوف إنه كان يريد أن يكتب تقريرا صحافيا، وأنه لم يكن يمكنه كتابة ما يريد وهو يشعر بالجوع والعطش، وطلب من المقاتلين أن يغفروا له إفطاره في النهار، لكن عددا منهم رد عليه بمزيد من المزاح ما زالة الحرج، وقال أحدهم: حتى نحن لدينا من لا يستطيع القتال إلا إذا أفطر ودخن السجائر.
وضحكوا، وضحك معهم، ثم كتب تقريرا مطولا كشف فيه للعالم عن سر فشل المقاتلين في اجتياز منطقة الوادي الأحمر والبريقة طوال كل تلك الأسابيع.. «إنهم غير مدربين، هذا معلم في مدرسة لا يعرف أبسط قواعد صيانة سلاح كية 47 لدرجة أن السلاح انفجر في وجهه وشوهه تماما، وهذه مجموعة من سائقي الشاحنات الذين جاءوا للجبهة ويجربون منذ أيام إطلاق النيران من مدفع عيار 14.5، وفي كل مرة يخطئون الهدف ويفرون عائدين إلى إجدابيا».
وبدأ سوتلوف العمل بمنطقة الشرق الأوسط قبل 6 سنوات، وطاف في كثير من البلدان؛ حيث عمل أيضا معدا لبعض القنوات التلفزيونية الغربية.. وله هيئة رجل روسي، كما كان يتعامل معه السوريون للمرة الأولى، بسبب وجهه الأحمر المستدير ولحيته التي تضفي عليه ملامح سيبيرية. أما في ليبيا في ذلك الوقت، فقد انتقل في قارب من بنغازي إلى مصراتة الملتهبة، قبيل دخول الثوار مقر القذافي في طرابلس.
واختفى سوتلوف مجددا.. ربما سافر إلى اليمن أو إلى سوريا أو إلى الأراضي المحتلة، هذا خط سيره المعتاد، يكون حيث يكون النزاع والاقتتال والضحايا، هنا تنفتح شهيته ويجري وراء الناس العاديين ليعرف كيف يعيشون في هذا الجحيم. كنت في طرابلس الغرب، وفجأة ظهر مرة أخرى عبر اتصال هاتفي من بنغازي، كان الاتصال من أجل العمل؛ أن نجري تنسيقا للتحقيق في ملابسات تفجير القنصلية الأميركية في بنغازي في سبتمبر (أيلول) 2012، لم يكن أحد يعرف من هم المهاجمون، وما إذا كان الهجوم الذي قاموا به، وتسبب في مقتل السفير الأميركي في ليبيا و3 من زملائه، كان مخططا له أم عفويا، وفي بنغازي أخذنا نبحث عن الحراس الذين كانوا داخل القنصلية لحظة الهجوم عليها.
كان الحراس السبعة الذين كانوا داخل القنصلية لحظة الهجوم عليها قد جرى إخفاؤهم، ولم تستمع أي جهة تحقيق، بما فيها الـ«إف بي آي»، إليهم أو حتى التقوا بأي من هؤلاء الحراس، كان محققو «إف بي آي» في المبنى الذي يقع قرب الطريق الدائري للمدينة، وطلبوا من ضابط ليبي، أعتقد أنه كان يلقب بالمقدم «العومي»، تفتيشنا وتجريدنا من أجهزة التسجيل والتصوير وتركها في السيارة؛ أي على بعد 500 متر من مقر المبنى، وحين دخلنا عليهم كان سوتلوف غاضبا، وبدأ في التحدث معهم، إلا أنهم رفضوا إعطاءنا أي إفادات، ثم أخذ صوته يرتفع، وهو يتحدث بصفته أميركيا عن حق دافعي الضرائب في معرفة الحقيقة وما يدور، لكن رئيس المحققين كان يرد بكلمة واحدة يكررها مرة بعد مرة: «آسف.. آسف».
وبعد 3 أيام من البحث في أزقة بنغازي وحواريها، اتصل سوتلوف: «أريدك فورا.. يوجد رجل جريح في منزل أسرته في ضاحية الهواري.. هو من حراس القنصلية، وأصيب وقت الهجوم عليها»، كان الأب يجلس عند رأس ابنه المصاب، حالة من الذعر تسيطر على الأسرة، وقال لنا الأب إنه توجد تعليمات بعدم التحدث للصحافيين أو المحققين إطلاقا، وبعد مساومات تمكنا من الحصول على أرقام هواتف اثنين من الحراس الذين تصدوا للهجوم على القنصلية مع ابنه.
وبعد مناورات أخرى وافق الحارسان اللذان اتصلنا بهما، على مقابلتنا في الليل على شاطئ قرية سياحية تقع إلى الغرب قليلا من بنغازي، ولم نتحدث، ونحن في السيارة، عن الرعب التي بدأنا نشعر به.. فربما نقع في فخ، ولا نعود من هذا المشوار، لأن حراس قنصلية أميركا، وهذه المفاجأة الغريبة، كانوا جميعا من كتيبة 17 فبراير (شباط) التي يقودها إسلاميون متشددون، وأعتقد أن سوتلوف بدأ يتحدث عن فريقه المفضل لكرة السلة في أميركا «ميامي هيت»، لطرد الخوف.
وجلسنا على الشاطئ ننتظر لمدة ساعة، وأخيرا ظهر 3 حراس، وليس اثنين فقط، وأمضينا أكثر من ساعتين نطرح الأسئلة الدقيقة عليهم ونتلقى الإجابات عن أوصاف المهاجمين والطريقة التي اقتحموا بها المبنى، وكيفية مقتل السفير، واختفى الحراس في الجانب الآخر في الظلام ناحية البحر، وتوجهت مع سوتلوف بحثا عن سيارة أجرة، وحين شعرنا أن هناك من يتعقب خطواتنا في شوارع بنغازي، حملنا حقائبنا وهربنا من المدينة. وانفردت «الشرق الأوسط» بنشر تلك الشهادات في حينه، ولا أعرف إن كان سوتلوف قد تمكن من نشر القصة في أي من الصحف الأميركية، لأن ما حصلنا عليه كان يبدو منه أنه يدين بشكل أو بآخر وزارة الخارجية الأميركية، التي كانت مسؤولة عن الاستجابة لطلبات تأمين مقار السفارات في الخارج.
ومرة أخرى يختفي سوتلوف دون أن تعرف إن كان في غرب منطقة الشرق الأوسط أم في شرقها، ويأتي صوت والدته من أميركا، عبر البحار والمحيطات، لتسأل: «أين طفلي.. انصحه بالعودة والعمل في أميركا. أنا أخاف عليه بشدة. قل له ذلك»، وبعد أسابيع يرن الهاتف: «أين أنت؟»، إنه هو، سوتلوف مجددا، وقد شد الرحال إلى القاهرة قادما من الأراضي المحتلة عبر الأردن، يفتح الإنترنت ويقول: «انظر.. هذه قصة صحافية نشرتها أخيرا عن تجريف إسرائيل لمزرعة زيتون عبد الله؟ ومن هو عبد الله؟ مواطن من رام الله يعيش على هذه المزرعة ولديه 3 أولاد وبنت وعمره 55 سنة ولديه جرار زراعي.. إلخ»، إنه يحفظ كل شيء عن ظهر قلب، «والآن هيا لنأكل كشري».
وبسبب «الكشري» دخل سوتلوف في كثير من المشكلات في القاهرة، ففي الأيام الأولى لثورة 25 يناير 2011؛ حيث كانت اللجان الشعبية تحرس شوارع العاصمة بالسكاكين والسيوف، اتصل وقال إنه يريد أن نخرج لأكلة كشري، واعتقدت أنني أقنعته بأن الوضع خطير في الشوارع، وأن عليه أن يبقى؛ حيث هو في الليل؛ حيث كان يقيم وقتها في فندق ماريوت على نيل ضاحية الزمالك؛ لكن حين نظرت من النافذة لأعرف مصدر الجلبة في الخارج، وجدته وسط أكثر من 30 شابا يشهرون حوله السكاكين التي تلمع تحت الضوء، وقال أحدهم: هل تعرف هذا الجاسوس الإسرائيلي؟ فنزلت مسرعا، وأجريت اتصالا بقوات الجيش، التي جاءت وتسلمته مني بعد أن فحصت جواز سفره الأميركي وعمله كصحافي، وأعادته إلى الفندق.
وفي أواخر عام 2012 اتصل سوتلوف من الولايات المتحدة، لقد نسي حقائب ملابسه مرة أخرى، لكن في القاهرة هذه المرة، في فندق يقع في منطقة معروف بوسط القاهرة، مع العلم أنه لم يستعد ملابسه التي كان قد تركها في اليمن في أواخر عام 2010 حتى مقتله الأسبوع الماضي، وفي آخر مرة جاء فيها إلى القاهرة، بداية صيف العام الماضي، رسم لي طريق دخول الصحافيين إلى سوريا، عبر الحدود التركية، في حراسة الجيش الحر المعارض للرئيس بشار الأسد.
قال: «الصحافي صاحب رسالة، لا يعمل من وراء مكتب، بل يعمل من على الأرض.. تعال معنا لتكتب قصصا عن المقاتلين الإخوان، والسلفيين، والعلويين، والأكراد، والخليط المتصارع في تلك البلاد..»، لكن ارتباطات العمل في القاهرة كانت تحول دون ذلك وقتها، إلى أن جاءت الأخبار، في أغسطس العام الماضي، عن اختفائه هناك، ليظهر اسمه أخيرا ثاني صحافي أميركي يجري إعدامه على يد مقاتلي تنظيم «داعش»، بعد ذبح زميله جيمس فولي، انتقاما من الضربات الجوية الأميركية على مواقع التنظيم في العراق.
وظهر في شريط نشره تنظيم «داعش» يوم الثلاثاء الماضي سوتلوف راكعا على ركبتيه ومرتديا قميصا برتقاليا وإلى جانبه مسلح ملثم يحمل سكينا، وفي الشريط يدين المسلح الملثم الهجمات الأميركية على «الدولة الإسلامية» ويقطع عنق سوتلوف، ثم يعرض رهينة آخر بريطانيا متوعدا بقتله.
وجرى دفن سوتلوف قرب كنيسة تقع في ضواحي مدينة ميامي بولاية فلوريدا الأميركية، وقد بلغ من العمر 31 سنة.. كان مرحا محبا لتدبير المقالب والنكات، ومحبا للحياة والناس أيا كانت دياناتهم أو معتقداتهم أو آرائهم السياسية. وقالت والدته: «أفتخر بابني.. لقد بقي متمسكا بمبادئه إلى النهاية»، بينما استنكر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قطع رأس سوتلوف، وقال: «إننا ساخطون للمعلومات الواردة من العراق بشأن جرائم رهيبة يرتكبها تنظيم (داعش) بحق مدنيين بمن في ذلك الذبح المروع لصحافي آخر».
الصحافي سوتلوف تابع قصص العالم العربي من مصر واليمن وليبيا.. إلى سوريا حيث أصبح محور الأخبار
روى لـ «الشرق الأوسط»: حبه للعالم العربي وزيارته منزل أبو مصعب الزرقاوي
الصحافي سوتلوف تابع قصص العالم العربي من مصر واليمن وليبيا.. إلى سوريا حيث أصبح محور الأخبار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة