تشيلسي الأوفر حظا للفوز باللقب الإنجليزي بصفقاته الناجحة والمبكرة

رغم تصدر مانشستر يونايتد قائمة الأندية الأكثر إنفاقا في سوق الانتقالات الصيفية

كوستا سجل 4 أهداف لتشيلسي في أول 3 مباريات ليؤكد أنه ورقة رابحة للفريق (أ.ف.ب)  -  فابريغاس إضافة مميزة لفريق المدرب مورينهو
كوستا سجل 4 أهداف لتشيلسي في أول 3 مباريات ليؤكد أنه ورقة رابحة للفريق (أ.ف.ب) - فابريغاس إضافة مميزة لفريق المدرب مورينهو
TT

تشيلسي الأوفر حظا للفوز باللقب الإنجليزي بصفقاته الناجحة والمبكرة

كوستا سجل 4 أهداف لتشيلسي في أول 3 مباريات ليؤكد أنه ورقة رابحة للفريق (أ.ف.ب)  -  فابريغاس إضافة مميزة لفريق المدرب مورينهو
كوستا سجل 4 أهداف لتشيلسي في أول 3 مباريات ليؤكد أنه ورقة رابحة للفريق (أ.ف.ب) - فابريغاس إضافة مميزة لفريق المدرب مورينهو

رغم تصدر نادي مانشستر يونايتد قائمة الأندية الأكثر إنفاقا في سوق الانتقالات الصيفية، حيث دفع نحو 150 مليون جنيه إسترليني لشراء لاعبين جدد، منهم لاعب ريال مدريد الإسباني أنخيل دي ماريا الأرجنتيني الجنسية، الذي سجل سعرا قياسيا في الدوري الإنجليزي قدره 59.7 مليون جنيه إسترليني، فإن المراقبين يرون أن تشيلسي هو النادي الأكثر توفيقا في إبرام صفقاته وأيضا الأوفر حظا لحصد لقب هذا الموسم.
وكان تشيلسي دون أي شك الأكثر نشاطا بين منافسيه في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث تحرك مبكرا في سوق الانتقالات الصيفية وأنفق نحو 95 مليون يورو لتعزيز صفوفه للموسم الجديد بهدف محاولة انتزاع اللقب من مانشستر سيتي، وكان الإسباني - البرازيلي دييغو كوستا أكبر صفقاته، بعدما أنفق 38 مليون يورو لضمه من أتليتكو مدريد، كما أعاد فريق المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو الإسباني الآخر سيسك فابريغاس إلى العاصمة البريطانية بضمه من برشلونة مقابل 33 مليون يورو.
كما عاد العاجي المخضرم ديدييه دروغبا إلى الفريق دون مقابل بعد انتهاء عقده مع غلاطة سراي التركي، وعزز الفريق دفاعه بالبرازيلي فيليبي لويس من أتليتكو مدريد مقابل 20 مليون يورو، حيث سيلعب إلى جانب رفيق الدرب الحارس البلجيكي تيبو كورتوا الذي أعاده مورينهو إلى الفريق بعد انتهاء فترة إعارته لبطل الدوري الإسباني، بينما ضم المهاجم الفرنسي لويك ريمي من كوينز بارك رينجرز في صفقة متأخرة بعد قرار إعارة الإسباني فرناندو توريس إلى ميلان الإيطالي.
منذ أن وصل المدير الفني الهولندي لويس فان غال إلى أولد ترافورد مدربا جديدا لفريق مانشستر يونايتد، وهو حديث الساعة في ما يتعلق بما سيحققه الموسم المقبل، إلا أن مورينهو، المساعد السابق للهولندي فان غال، تحرك مبكرا وقام بحشد قوي لتدعيم تشيلسي بنجوم من العيار الثقيل، وفقا للأرقام والإحصائيات، تجعله هو المرشح الأبرز للمنافسة على لقب الدوري.
واحتل مورينهو المركز الثالث في مسابقة الدوري بالنسخة الأخيرة، ووصل إلى الدور نصف النهائي في بطولة دوري أبطال أوروبا، إلا أن البداية التي أظهرها الفريق خلال هذا الموسم تبشر بأنه عازم على المنافسة بقوة لحصد اللقب بعد إحراز 9 نقاط كاملة من المباريات الثلاث التي خاضها في مسابقة الدوري. ورغم الإمكانيات الكبيرة التي ظهر بها دييغو كوستا في الموسم الماضي مع ناديه السابق أتليتكو مدريد، فقد أثبت أنه قادر على أن يكون أكثر براعة وجاهزية في إنجلترا أكثر مما كان عليه في إسبانيا. فالعمل الجاد الذي امتاز به كوستا وأداؤه المليء بالحماس وقدرته على التسجيل من وضعيات مختلفة، جعل منه اللاعب الذي افتقده نادي تشيلسي الموسم الماضي في مكان رأس الحربة. وبعد اعتماد تشيلسي في خط المقدمة على خدمات اللاعب البلجيكي إدين هازارد في أغلب الأحيان رغم كونه جناحا أيسر، فإن قدوم كوستا لفريق مورينهو أعطى بعدا جديدا كرأس حربة قادر على إنهاء الهجمات بحسم، وقد أثبت ذلك بأهدافه الأربعة في المباريات الثلاث الأولى بالدوري هذا الموسم.
ومع أنه يمثل خطورة فعالة على المرمى، فإن كوستا يمتلك قدرة أيضا على سحب المدافعين للخروج من مواقعهم لخلق فرص لزملائه المنطلقين مثل هازارد أو أوسكار أو راميريس. ووفقا لوجود هذه العناصر المتجانسة سيكون من الصعب تنفيذ المنافسين خطة «وقوف الحوائط» الدفاعية ضد الزحف الهجومي لتشيلسي التي عانى منها الفريق اللندني في بعض الأحيان الموسم الماضي، لذا فهو يعمل لتفادي تعثره أمام فرق مثل سندرلاند وأستون فيلا وكريستال بالاس، حتى لا يفلت منه اللقب بسهولة.
إن إخفاقات الموسم الماضي لم تكن سوى بسبب أخطاء ارتكبها هدافون غير مؤثرين على المرمى. وبدا أن تشكيلة مورينهو (1/3/2/4) كانت غير متوازنة في بعض الأحيان، بالإضافة إلى أن لاعبي خط الوسط بالفريق الأزرق لم يكونوا في أفضل حالاتهم في تلك الخطة إلى أن عاد نيمانيا ماتيتش. ومما دل على هذا هو تغيير موقع البرازيلي ديفيد لويز (الذي غادر الفريق منتقلا إلى سان جيرمان)، من مركزه في قلب الدفاع إلى خط الوسط في المباريات الكبرى.
ومع وصول فابريغاس تم حل تلك المشكلة، ودفع مورينهو إلى العودة إلى طريقة 3/3/4 التي شهدت سيطرته على كرة القدم الإنجليزية خلال فترته الأولى في ملعب ستامفورد بريدج. ورغم أنه يجيد في كل مراكز خط الوسط فمن الواضح أن فابريغاس سيستمر في لعب الدور الذي كان يؤديه في برشلونة، صانع لعب مهاجم من الخلف (وهمي غير مراقب) إلى حد بعيد.
وعزز وجود فابريغاس أن يعود تشيلسي للخطة التي تعتمد على ثلاثة لاعبين في خط الوسط، بوجود نجم آرسنال السابق أمام ماتيتش وخلف أوسكار، مما يعطي الفريق اللندني ميزة هجومية إضافية من خلال تمريراته المتنوعة.
ومع هيمنة هازارد على مركز الجناح الأيسر في الوقت الذي يبحث فيه مورينهو عن مساهمة أكبر هذه المرة، سيكون الجانب الأيمن محلا للمنافسة بين البرازيلي ويليان والألماني أندريه شورله، بعد الأداء القوي الذي قدمه الأخير في كأس العالم، بإظهار خطورته المباشرة على المرمى.
وبوجود أصحاب الخبرة مثل جون تيري الذي أظهر خلال تحضيرات الموسم الجديد أنه الأسرع استيعابا للخطة الجديدة من أي لاعب آخر بإحرازه ثلاثة أهداف في مباراتين وديتين، عاد ركيزة الدفاع بعد موسم أو اثنين من تذبذب مستواه ليؤكد أنه لا سبيل للاستغناء عن خدماته، وبالفعل عاد ليستعيد تألقه ومركزه كأرقى قلب دفاع في خطة معلمه مورينهو. كما أصبح من جديد اللاعب الأكثر أهمية في نادي تشيلسي نظرا لأنه يتمتع بصفات قيادية لم تضعف أبدا، وقدرته على لعب الكرة بقدميه، وقدراته العالية على المشاركة في الضربات الثابتة في حالتي الدفاع والهجوم.
وبالوقوف على تلك المزايا، وكيف انتهى الأمر بمنتخب إنجلترا في مونديال البرازيل، ندرك قيمة غياب لاعب من هذا العيار عن التشكيلة الدولية. إن الاختلاف بين العروض التي قدمها غاري كاهيل بقميص تشيلسي والمنتخب الإنجليزي هذا العام لهو خير دليل على الدور الذي يلعبه جون تيري.
وبانضمام فيليبي لويس إلى تشيلسي مع زميله دييغو كوستا من أتليتكو، منح مورينهو هدية جديدة في الخط الخلفي، ليتحول سيزار أزبيليكويتا إلى مركزه الطبيعي ظهيرا أيمن، تاركا المنافسة بين كاهيل وبرانيسلاف إيفانوفيتش على مكان بجوار تيري.
وعقب عودة البلجيكي تيبو كورتوا، الذي يعده الكثيرون أفضل حارس مرمى في أوروبا، من فترة إعارة قضاها في نادي أتليتكو مدريد، ثار الجدل للمرة الأولى منذ عشر سنوات بشأن اللاعبين الأساسيين في تشيلسي، خاصة أن الحارس المفضل دائما بيتر تشيك أصبح مجبرا على البقاء على مقاعد البدلاء، وقد يجد طريقه لمغادرة النادي. وفي حين كانت أندية مانشستر يونايتد وليفربول وآرسنال حديث الساعة في سوق الانطلاقات حتى الدقائق الأخيرة على خلفية الحصول على خدمات الكثير من النجوم، كان نادي تشيلسي قد استقر وثبت تشكيلته بهدوء ليكون المرشح الأقوى للفوز بلقب الدوري هذا الموسم.
لكن مما لا شك فيه أن تصدر الدوري الإنجليزي للمشهد في سوق الانتقالات ووصول إجمالي نفقات فرق الدوري العشرين إلى 835 مليون جنيه إسترليني (1.1 مليار دولار) لشراء لاعبين بزيادة بنسبة 30 في المائة عن نفقات الموسم الماضي، يؤكد أن البطولة ما زالت تحتفظ بقدرتها التسويقية الكبيرة بين دول العالم. وذكرت مؤسسة «ديلويت» للاستشارات المالية أن إنفاق الأندية الإنجليزية ارتبط بزيادة الإيرادات التي يحصل عليها كل ناد كجزء من اتفاقيات حقوق البث التلفزيوني لبث المباريات. وقال دان جونز، المشارك في هذه المؤسسة «ما زلنا نرى تنامي الموارد التي تتمتع بها أندية الدوري الممتاز الإنجليزي نتيجة تحسن اتفاقيات البث وترجمة ذلك في صورة استثمار في اللاعبين». وكان متوسط دخل كل ناد في الموسم الماضي قد زاد على 25 مليون جنيه إسترليني، وهو ما زاد عما حصلت عليه في العام السابق.
وقال جونز إنه «مع تحسن وضع أندية الدوري الممتاز وزيادة قدرتها على تحمل تكاليف شراء اللاعبين والاحتفاظ بهم مقارنة بأي وقت مضى، فإن التحدي الرئيس ما زال يتمثل في القدرة على متابعة الطموحات بطريقة مقبولة».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».