المحافظون يستعيدون رئاسة المجلس البلدي في طهران

إيران تكشف منظومة جديدة لصواريخ أرض ـ جو ورادارات

المحافظون يستعيدون رئاسة المجلس البلدي في طهران
TT

المحافظون يستعيدون رئاسة المجلس البلدي في طهران

المحافظون يستعيدون رئاسة المجلس البلدي في طهران

استعاد المحافظون في إيران، أمس، رئاسة المجلس البلدي في طهران وهو بمثابة برلمان، ليحققوا بذلك نجاحا جديدا حيال الإصلاحيين الذين كانوا يتسلمون رئاسة المجلس منذ سنة.
وحصل مهدي جمران على 18 صوتا، أمام رئيس المجلس المنتهية ولايته، الإصلاحي أحمد مسجد جامعي الذي حصل على 13 صوتا.
وفي 2013، سيطر الإصلاحيون على المجلس البلدي، لكنهم فشلوا في إيصال مرشحهم محسن هاشمي النجل البكر للرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، إلى رئاسة بلدية طهران أمام رئيس البلدية المنتهية ولايته، المحافظ محمد باقر قاليباف.
وأعاد أعضاء المجلس البلدي انتخاب قاليباف على رأس البلدية للمرة الثالثة ولمدة أربع سنوات. وحل قاليباف في المرتبة الثانية في الانتخابات الرئاسية في يونيو (حزيران) 2013.
وبحصولهم على هذا المنصب، يعزز المحافظون موقعهم في العاصمة التي يبلغ عدد سكانها 8 ملايين نسمة. وكان جمران رئيسا للمجلس البلدي قبل مسجد جامعي. وقد شغل هذا المنصب 8 سنوات.
وينتخب أعضاء المجلس البلدي، وهو بمثابة برلمان يقر ميزانية العاصمة وينتخب رئيس البلدية، لولاية من 4 سنوات، لكن المسؤولين عن المجلس (الرئيس، ونائب الرئيس، والقياديون فيه) يعاد انتخابهم سنويا. ويأتي انتخاب جمران بعد أقل من أسبوعين على تصويت بسحب الثقة في مجلس الشورى الذي يسيطر عليه المحافظون من الوزير السابق للعلوم رضا فرجي دانا الذي ينتمي إلى الإصلاحيين، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
في غضون ذلك، كشفت إيران عن منظومة جديدة لصواريخ أرض - جو ونوعين من الرادارات التي تزيد القدرة الدفاعية للبلاد كما أوردت وسائل الإعلام الإيرانية. وصرح الجنرال فرزاد إسماعيلي قائد وحدة «خاتم الأنبياء» المكلفة بالدفاعات الجوية بأن «منظومة صواريخ تلاش3 (جهد3) قادرة على إصابة أهداف على علو وحتى على علو مرتفع جدا».
وأضاف: «إن منظومة تلاش1 مخصصة لعلو منخفض وتلاش2 لعلو متوسط» دون تقديم تفاصيل فنية. وأوضح أن إيران لم تعد تعتمد على منظومة صواريخ أرض - جو إس-300 التي كان يفترض أن يزودها بها الروس قبل وقف الشحنة بسبب البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل.
وتابع: «لم نعد نفكر بمنظومة إس-300 لأن لدينا الآن منظومات مضادة للصواريخ تسمح لنا بتعزيز دفاعنا الجوي وجعله منيعا». وفي عام 2007 أبرمت موسكو عقدا لشحنة صواريخ إس-300 قادرة على اعتراض طائرات أو صواريخ في الجو بقيمة 800 مليون دولار. لكن روسيا ألغت ذلك العقد في 2010 تطبيقا لقرار صادر عن الأمم المتحدة بشأن فرض عقوبات جديدة على طهران بسبب برنامجها النووي المثير للخلاف. وطالبت إيران بتعويضات عن إلغاء ذلك العقد. وقال الجنرال إسماعيل أيضا إن إيران أجرت تجربة على منظومتي رادارات أرش القادرة على رصد طائرات صغيرة دون طيار على مسافة 150 كلم وكيهان المخصصة لرصد صواريخ وطائرات دون طيار. وعرضت منظومة أخرى، أمس، قادرة على مراقبة الطائرات المدنية التي تحلق في المجال الجوي الإيراني. وقد طورت إيران في السنوات الأخيرة برنامجا بالستيا ضخما وآخر لإنتاج مختلف أنواع الطائرات دون طيار خاصة الطائرات الهجومية.
وعبرت الولايات المتحدة التي يرسو أسطولها الخامس في مياه الخليج ومقره في البحرين، مرات عدة عن قلقها من هذين البرنامجين.



أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
TT

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

مرة أخرى، وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال غرب باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام»، على حد قوله.

متظاهرون يتجمعون بالقرب من أشياء أضرمت فيها النيران في أحد الشوارع في جارانوالا بباكستان 16 أغسطس 2023 (رويترز)

منذ يوليو (تموز)، تفيد مصادر عدة بأن 212 شخصاً قُتلوا في إقليم كورام بسبب نزاعات قديمة على الأراضي كان يفترض بسلسلة من الاتفاقات برعاية وجهاء قبليين وسياسيين وعسكريين، أن تبت بها.

إلا أنه تم انتهاك هذه الاتفاقات على مر العقود مع عجز السلطات الفيدرالية وفي مقاطعة خيبر بختونخوا عن القضاء على العنف.

فقدت القوات الأمنية الباكستانية مئات من أفرادها خلال الأشهر الماضية في الموجة الإرهابية الجديدة (أ.ف.ب)

والأسوأ من ذلك أن الهجوم الذي أجج أعمال العنف في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) استهدف السلطات أيضاً، إذ إن نحو 10 مهاجمين أمطروا موكبي سيارات تنقل عائلات شيعية كانت بحماية الشرطة.

وكان ابن شقيق علي غلام في هذا الموكب. وكان هذا الرجل البالغ 42 عاماً ينتظر منذ أيام فتح الطرق في كورام عند الحدود مع أفغانستان.

أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الطلاب أثناء مسيراتهم خلال مظاهرة للتنديد باغتصاب طالبة مزعوم في لاهور بباكستان 17 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

«لا ثقة مطلقاً بالدولة»

وكانت الطرق الرئيسية قد قُطعت بسبب تجدد القتال بالأسلحة الثقيلة والقذائف بين السنة والشيعة.

وفي غضون أربعين عاماً، خسر علي غلام شقيقه وابن شقيقه فيما جُرح ثلاثة من أشقائه أيضاً.

ويؤكد الرجل الشيعي البالغ 72 عاماً: «لم أعرف السلام يوماً وليس لدي أمل كبير لأولادي وأحفادي لأن لا ثقة لي مطلقاً بالدولة».

ويقول أكبر خان من لجنة حقوق الإنسان في باكستان إنه في السابق «كانت الدولة تساند مجالس الجيرغا وكانت هذه المجالس القبلية تنجح في تحقيق نتائج».

ويضيف: «لكن اليوم لم تعد الدولة تغطي تكلفة استدعائهم»، لأن المسؤولين السياسيين في إسلام آباد منغمسون في الاضطرابات السياسية «ولا يتعاملون بجدية مع أعمال العنف هذه».

قتل 8 أشخاص بينهم 5 عناصر أمن جراء اشتباكات مسلحة مع «إرهابيين» في 3 مناطق بإقليم خيبر بختونخوا شمال غربي باكستان الأسبوع الماضي (متداولة)

لكن في إقليم كورما الشاسع اعتمدت السلطات والقوى الأمنية موقفاً متأنياً. فالإقليم على غرار 6 أقاليم أخرى مجاورة، لم يُضم رسمياً إلى مقاطعة باكستانية إلا في عام 2018.

وكان قبل ذلك ضمن ما يسمى «مناطق قبلية تحت الإدارة الفيدرالية» وكان يحظى تالياً بوضع خاص وكانت المؤسسات الرسمية تترك مجالس الجيرغا تتصرف.

وفي حين كانت حركة «طالبان» الأفغانية تقوم بدور الوسيط في خضم العنف الطائفي في نهاية العقد الأول من الألفية، يؤكد سكان راهناً أن بعض القضاة يفضلون أن توافق مجالس جيرغا على أحكامهم لكي تحترم.

بن لادن - «طالبان»

يقول مالك عطاء الله خان، وهو من الوجهاء القبليين الذين وقعوا اتفاقاً في 2007 كان من شأنه إحلال السلام في كورام، إن «السلطات لا تتولى مسؤولياتها».

ويشير خصوصاً إلى مفارقة بأن كورام هو الإقليم الوحيد بين الأقاليم التي ضمت حديثاً، حيث «السجل العقاري مكتمل». لكنه يضيف: «رغم ذلك تستمر النزاعات على أراضٍ وغابات في 7 أو 8 مناطق».

ويرى أن في بلد يشكل السنة غالبية سكانه في حين يشكل الشيعة من 10 إلى 15 في المائة، «تحول جماعات دينية هذه الخلافات المحلية إلى نزاعات دينية».

فلا يكفي أن كورام تقع في منطقة نائية عند حدود باكستان وأفغانستان. فيجد هذا الإقليم نفسه أيضاً في قلب تشرذمات العالم الإسلامي بين ميليشيات شيعية مدعومة من طهران وجماعات سنية تلقى دعماً مالياً.

في عام 1979، أحدث الشيعة ثورتهم في إيران فيما دخل المجاهدون السنة في كابل في حرب مع الجيش السوفياتي الذي غزا البلاد، في حين اختار الديكتاتور الباكستاني ضياء الحق معسكر المتشددين السنة.

وقد تحول الكثير من هؤلاء إلى حركة «طالبان» في وقت لاحق لمواجهة إيران وإقامة «دولة إسلامية» وتوفير عناصر للتمرد المناهض للهند في كشمير.

«سننتقم له»

تقع كورام بمحاذاة كهوف أفغانية كان يختبئ فيها زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، وكانت حتى الآن معروفة، خصوصاً بأزهارها التي تتغنى بها قصائد الباشتون. ويقول خان: «إلا أنها استحالت الآن منصة لإرسال أسلحة إلى أفغانستان. كل عائلة كانت تملك ترسانة في منزلها».

لم يسلم أحد هذه الأسلحة إلى السلطات. في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) عندما أضرم شيعة النار في منازل ومتاجر في سوق سنية في باغان رداً على الهجوم على الموكب قبل يومين، سمع إطلاق النار من الطرفين.

وقد حاصرت النيران ابن عم سيد غني شاه في متجره.

ويروي شاه لوكالة الصحافة الفرنسية: «منعنا والديه من رؤية جثته لأنه كان يستحيل التعرف عليها. كيف عسانا نقيم السلام بعد ذلك؟ ما إن تسنح الفرصة سننتقم له».

أما فاطمة أحمد فقد فقدت كل أمل في 21 نوفمبر. فقد كان زوجها في طريقه لتسجيلها في كلية الطب في إسلام آباد بعدما ناضلت من أجل إقناع عائلتها بالسماح لها بمتابعة دروسها.

إلا أنه لم يعد. وتقول أرملته البالغة 21 عاماً إنها لا تريد «العيش بعد الآن من دونه». وتؤكد: «لم يقتلوا زوجي فحسب بل قتلوا كل أحلامي معه».