كشفت الجولة الثالثة من الدوري الممتاز الإنجليزي عن استمرار عجز مانشستر يونايتد عن النهوض من كبوته في مطلع الموسم الحالي عندما سقط في فخ التعادل السلبي أمام مضيفه بيرنلي الصاعد إلى الدرجة الممتازة، فيما تلقى حامل اللقب مانشستر سيتي هزيمة مفاجئة في عقر داره أمام ستوك سيتي 0 - 1. بينما أثبت تشيلسي أنه يسير في السكة الصحيحة بعدما انتزع فوزا مثيرا على مضيفه إيفرتون وهزمه 6 - 3 على ملعب «غوديسون بارك»، ليحقق فوزه الثالث على التوالي ويتصدر الترتيب بمشاركة سوانزي المنتفض.
مانشستر يونايتد، الذي يأمل تحت بقيادة مدربه الجديد الهولندي لويس فان غال تعويض خيبة الموسم الماضي الذي خرج منه خالي الوفاض، لم يجد بعد ضالته؛ فبعد بداية سيئة بخسارته على ملعبه أمام سوانزي 1 - 2، ثم انتزاعه تعادلا صعبا مع سندرلاند 1 - 1. لم يستطع سوى جني نقطة واحدة بالتعادل مع بيرنلي المتواضع ليضع المراقبون علامات استفهام كثيرة حول قدرة الصفقات الجديدة على انتشال الفريق من عثرته، خاصة بعدما تعرض لهزيمة مخزية أمام إم كاي دونز من الدرجة الثالثة 0 - 4 في كأس رابطة الأندية المحترفة منتصف الأسبوع الماضي.
ويبحث فإن غال عن تقوية صفوفه وأنفق نحو 150 مليون جنيه إسترليني في فترة الانتقالات، لقلب تشكيلة «الشياطين الحمر» التي فشلت الموسم الماضي في التأهل إلى المسابقات الأوروبية بعد إنجازات المدرب الأسطوري السير أليكس فيرغسون، إذ ضم الأرجنتيني أنخل دي ماريا ومواطنه الظهير الدولي ماركوس روخو، ومدافع الوسط لأياكس أمستردام بطل هولندا دالي بليند بعد تألقه في مونديال 2014. وأخيرا، الكولومبي الهداف فالكاو من موناكو.
ورغم دفع فإن غال بدي ماريا، القادم بعد 3 أيام من وصوله من ريال مدريد بصفقة إنجليزية قياسية مقابل 59. 7 ملايين جنيه إسترليني وتقديم الجناح الأرجنتيني لأداء مقبولا خلال الـ70 دقيقة التي خاضها فإنه لم يستطع هز شباك بيرنلي، بل كاد الأخير يخطف الفوز مستغلا ضعف دفاع يونايتد، لكن العارضة وقفت بالمرصاد.
ويأمل فإن غال أن تمنحه فترة التوقف هذا الأسبوع، بسبب انشغال المنتخبات بجولات ودية دولية قبل انطلاق تصفيات أمم أوروبا، فرصة لإعادة ترتيب الفريق وانصهار الانسجام بين نجومه الجدد قبل استئناف المسابقة الإنجليزية التي لا هدف له سوى المنافسة على لقبها بعد أن فشل في التأهل لجميع المسابقات الأوروبية.
واعترف فان غال بأن التفكير في وصول مانشستر يونايتد لمنصة التتويج هذا الموسم شيء من قبيل المعجزات، وقال: «الفوز باللقب هذا الموسم سيكون معجزة، ولكن هذا لا يعني أن الأمر غير قابل للتحقيق». وأضاف: «أعتقد أن العائلة المالكة للنادي تتفهم ذلك، وإلا ما كنت لأقبل المهمة».
وأوضح المدرب الذي يرتبط بعقد لـ3 سنوات مع مانشستر، أن فوزه بلقب في أول موسم له مع بايرن ميونيخ كان بمثابة معجزة، لأن الفريق لم يكن في حالة ثبات عندما تولى المهمة في البداية، لكنه يرى أن الفوز بلقب الدوري مع برشلونة في أول موسم له كان منطقيا لأن الفريق كان يعيش حالة من الاستقرار تحت قيادة بوبي روبسون بعد أن حصد 3 ألقاب.
واعترف فإن غال: «المشكلة التي يعانيها في مانشستر هي أن الفريق غير متوازن، هناك 5 رؤوس حربة و6 صناع لعب، بينما ليس لدينا عدد كاف من المدافعين».
في المقابل وعلى ملعبه «الاتحاد» وأمام 45622 متفرجا، غالبيتهم من جماهيره، تلقى القطب الثاني لمدينة مانشستر فريق سيتي لطمة قوية بالسقوط أمام ستوك سيتي بهدف صريح.
وشارك المهاجم الأرجنتيني سيرخيو أغويرو لأول مرة أساسيا مع سيتي، فيما شهد ملعب الاتحاد عودة مدرب ستوك الويلزي مارك هيوز الذي أشرف على تدريب مانشستر سيتي من 2008 إلى 2009 وليثأر لإقالته بالخروج فائزا للمرة الأولى هذا الموسم.
وكان مانشستر سيتي، حامل اللقب، الموسم الماضي، أكد أنه عازم على الدفاع بقوة عن لقبه بعد عرضه اللافت في مواجهة وصيفه ليفربول وخروجه فائزا 3 - 1 في أول قمة حقيقية في البطولة هذا الموسم، لكنه سقط على أرضه بعد انتصارين في أول مفاجأة حقيقية هذا الموسم.
وأعرب التشيلي مانويل بيليغريني المدير الفني لفريق مانشستر سيتي عن خيبة أمله لخسارته الأولى هذا الموسم، وقال: «كنا ندرك أن لدينا مباراة صعبة أمام فريق يدافع جيدا بـ10 لاعبين أمام مرماه». وأضاف المدرب التشيلي: «كان العام الماضي يشبه إلى حد كبير ما حدث خلال هذه الجولة، كنا محظوظين بتسجيل هدف واحد لنفوز من خلاله بالمباراة، لم تسنح لنا فرص خطرة للتسجيل، كان لدينا فرصتان أو ثلاث، ولكننا لم نحرز أهدافا».
وأوضح بيليغريني: «بدأنا المباراة بأكثر اللاعبين كفاءة وإبداعا في الفريق بوجود يايا وسيلفا ونصري ويوفيتش وأغويرو، لقد حدث أمران، الأول هو أننا لم نظهر بمستوانا المعهود، والثاني أن ستوك أدى بشكل جيد للغاية».
وتعهد بيليغريني بعودة سيتي قويا من المرحلة المقبلة، حيث تنتظر الفريق مواجهة ساخنة مع آرسنال المتحفز أيضا للمنافسة.
وأثبتت المرحلة الثالثة أن تشيلسي المتجدد بقيادة المدرب القدير جوزيه مورينهو عازم على عدم التفريط في اللقب كما حدث الموسم الماضي عندما خسره في الأنفاس الأخيرة لصالح سيتي. وحقق تشيلسي فوزا مثيرا جدا على مضيفه إيفرتون وهزمه 6 - 3 على ملعب «غوديسون بارك» ليحقق فوزه الثالث على التوالي ويتصدر الترتيب.
وشارك مهاجم تشيلسي الجديد الإسباني دييغو كوستا، وكان أحد نجوم المباراة بعد أن وضع بصمة جديدة مع فريقه الجديد، إذ افتتح التسجيل مبكرا في الدقيقة الأولى بتسديدة أرضية من داخل المنطقة بعد تمريرة ذكية من النجم الإسباني الجديد أيضا بالفريق اللندني فابريغاس بعد 37 ثانية، ثم ختم كوستا المهرجان السداسي، مستغلا خطأ دفاعي في الثواني الأخيرة ومسجلا هدفه الثاني في المباراة والرابع في ثلاث مباريات لينفرد بصدارة الهدافين.
ورغم الفوز المثير، فإن مورينهو خرج غاضبا من دفاع فريقه وحذر من الأخطاء التي تسببت في هز شباكه 3 مرات.
ويتحلى أي فريق يتولى مورينيو تدريبه بانضباط دفاعي، ولذلك شعر المدرب البرتغالي بالإحباط من دخول 3 أهداف في مرمى ناديه رغم الفوز الكبير في النهاية، وقال: «أعلم أن إيفرتون يملك قوة هجومية، لكن دخول 3 أهداف في مرمانا يعد بالشيء الكبير. يمكنني تحديد الأخطاء التي أسفرت عن الأهداف وعن المسؤولين في ذلك».
وأضاف: «تحلينا بالخطورة في الهجوم، خاصة في الهجمات المرتدة، ولذلك فعند القدوم إلى هذا الملعب والخروج بالنقاط الثلاث يجب أن يشعر المرء بالسعادة. بكل تأكيد، لعبنا بشكل رائع طالما نجحنا في تسجيل 6 أهداف في هذا الملعب».
وتابع: «أريد أن نتغير بالفعل فيما يتعلق باللعب بشكل أفضل وبتسجيل المزيد من الأهداف، لكني لا أريد في المقابل أن يدخل مرمانا هذا العدد. أتحمل مسؤولية معرفة الأخطاء التي أسفرت عن الأهداف الثلاثة التي دخلت مرمانا».
وقال مورينهو: «بعيدا عن الأخطاء الدفاعية، فإن الشيء الذي لم يعجبني في المباراة هو محاولة بعض لاعبي إيفرتون خلق المشاكل مع (كوستا). لا أعتقد أن هذا هو أسلوب كرة القدم الإنجليزية».
في المقابل، لم يشعر روبرتو مارتينيز، مدرب إيفرتون، بالرضا أيضا عن الأداء الدفاعي لفريقه بكل تأكيد وقال: «لا أعتقد أن الكثير من الفرق ستنجح في تسجيل ثلاثة أهداف في مرمى تشيلسي هذا الموسم. الأهداف كانت متتالية بين الفريقين ولم يكن دفاعنا على المستوى المطلوب».
وأضاف: «في كل مرة، كانت تصل الكرة نحو منطقة الجزاء الخاصة بنا كنا نشعر بخطورة أن تنتهي في مرمانا. دخل مرمانا 10 أهداف في أول 3 مباريات، وهذا ليس معتادا بالنسبة لإيفرتون على الإطلاق».
وجمع إيفرتون نقطتين فقط من أول 3 مباريات له في الدوري.
وقدم ليفربول أداء جذابا يعد من أفضل ما شهدته هذه الجولة، حيث تغلب على توتنهام هوتسبير 3 - 0 في عقر دار الأخير باستاد «وايت هارت لين»، واستعاد توازنه بعد الخسارة أمام سيتي في الجولة الثانية.
وحرم ليفربول الذي أشرك مهاجمه الجديد الإيطالي ماريو بالوتيللي منافسه توتنهام من المحافظة على سجله المثالي في انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز. وبهذه النتيجة، تساوى ليفربول مع توتنهام برصيد 6 نقاط لكل منهما.
وشهدت بقية نتائج المرحلة الثالثة فوز سوانزي سيتي على وست بروميتش إلبيون 3 - 0، محققا الفوز الثالث على التوالي بعد الأول أمام مانشستر يونايتد 2 - 1 والثاني على بيرنلي 1 - 0، ليرفع رصيده إلى 9 نقاط، مشاركا تشيلسي الصدارة. وفي مباراة مثيرة أخرى، تعادل نيوكاسل مع ضيفه كريستال بالاس 3 - 3. وحقق كوينز بارك رينجرز فوزه الأول على حساب ضيفه سندرلاند 1 - 0، وسوثهامبتون على مضيفه وستهام 3 - 1، وتعادل ليستر سيتي مع آرسنال 1 - 1.
تشيلسي على الطريق الصحيح.. وسوانزي مفاجأة البطولة
صدمة لقطبي مانشستر في المرحلة الثالثة.. وانتفاضة رائعة لليفربول
تشيلسي على الطريق الصحيح.. وسوانزي مفاجأة البطولة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة