احتجاجات إسلام آباد تتحول إلى اشتباكات عنيفة.. وقائد الجيش يجتمع برئيس الوزراء

الجيش الباكستاني يخلي مبنى التلفزيون من المحتجين

احتجاجات إسلام آباد تتحول إلى اشتباكات عنيفة.. وقائد الجيش يجتمع برئيس الوزراء
TT

احتجاجات إسلام آباد تتحول إلى اشتباكات عنيفة.. وقائد الجيش يجتمع برئيس الوزراء

احتجاجات إسلام آباد تتحول إلى اشتباكات عنيفة.. وقائد الجيش يجتمع برئيس الوزراء

اندلعت اشتباكات بين محتجين والشرطة في قلب العاصمة الباكستانية اسلام آباد اليوم (الاثنين)، بعد تحول احتجاجات تطالب منذ أسابيع باستقالة رئيس الوزراء نواز شريف الى أعمال عنف في مطلع الاسبوع.
وعلى الرغم من الامطار الغزيرة، حاول حشد من المحتجين اقتحام صفوف الشرطة للوصول الى مقر إقامة رئيس الوزراء، صباح اليوم، مما دفع بالشرطة الى اطلاق الغاز المسيل للدموع.
وبدأت الاحتجاجات التي يقودها لاعب الكريكيت السابق الشهير عمران خان، ورجل الدين طاهر القادري الشهر الماضي، وشهدت مواجهات عنيفة يوم السبت أسفرت عن مقتل ثلاثة على الاقل في اشتباكات مع الشرطة.
ويرفض شريف -الذي وصل الى سدة الحكم بعد أول انتقال ديمقراطي للسلطة في البلاد العام الماضي- الاستقالة.
ومن المقرر ان يلقي شريف كلمة أمام مجلسي البرلمان، في محاولة على ما يبدو لإظهار انه يحكم قبضته على السلطة في البلاد.
ويرفض خان اجراء مفاوضات مع شريف، ويقول انه لن يلغي الاحتجاجات حتى يستقيل رئيس الوزراء، وطالب أنصاره بمواصلة الصمود.
وفي تحذير للشرطة، قال الجيش ان اللجوء لمزيد من القوة لإنهاء الأزمة السياسية المتصاعدة لن يؤدي الا لتفاقم الوضع. ولكنه طالب ايضا بحل الأزمة من خلال المفاوضات، في رسالة واضحة لزعيمي الاحتجاج.
من جانبه، ذكر مصدر عسكري أن قائد الجيش الباكستاني راحيل شريف اجتمع مع رئيس الوزراء نواز شريف اليوم، في حين احتشد جمع من المحتجين أمام مقر الحكومة مطالبين باستقالة رئيس الوزراء.
وكان قائد الجيش -الذي لا تربطه صلة قرابة برئيس الوزراء- حث الحكومة وزعماء المعارضة على حل الأزمة بالحوار، وحذر من اللجوء للقوة لإنهاء المظاهرات.
على صعيد متصل، قال مسؤولون في باكستان إن جنود الجيش أخلوا مبنى التلفزيون الرسمي من المحتجين، ما أتاح إعادة البث
بعدما قطع المحتجون الإرسال.
وأعلن وزير الإعلام برفيز رشيد، اليوم، إنه "جرت إعادة البث من التلفزيون الباكستاني"؛ وذلك بعد نصف ساعة من اقتحام المحتجين للبوابة الرئيسة للمبنى والدخول ونهب المعدات ووقف الإرسال لمدة قصيرة.
من جهته، قال مدير التلفزيون الباكستاني آثار فاروق، إن محتجين مسلحين بالهراوات حطموا المعدات في غرقة الأخبار المركزية ومكتب التحكم الرئيس. ولم ترد تقارير حول إصابة أي شخص خلال الحادث.



إندونيسيون ضحايا «عبودية حديثة» بعد وقوعهم في فخ شبكات جرائم إلكترونية

صورة عامة للعاصمة جاكرتا (أرشيفية - رويترز)
صورة عامة للعاصمة جاكرتا (أرشيفية - رويترز)
TT

إندونيسيون ضحايا «عبودية حديثة» بعد وقوعهم في فخ شبكات جرائم إلكترونية

صورة عامة للعاصمة جاكرتا (أرشيفية - رويترز)
صورة عامة للعاصمة جاكرتا (أرشيفية - رويترز)

كان بودي، وهو بائع فاكهة إندونيسي، يبحث عن مستقبل أفضل عندما استجاب لعرض عمل في مجال تكنولوجيا المعلومات في كمبوديا، لكنّه وجد نفسه في النهاية أسير شبكة إجرامية تقوم بعمليات احتيال رابحة عبر الإنترنت.

يقول الشاب البالغ 26 عاماً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، مفضلاً عدم ذكر كنيته: «عندما وصلت إلى كمبوديا، طُلب مني أن أقرأ سيناريو، لكن في الواقع كنت أعد لعمليات احتيال».

داخل مبنى محاط بأسلاك شائكة وتحت مراقبة حراس مسلّحين، كانت أيام بودي طويلة جداً، إذ كان يقضي 14 ساعة متواصلة خلف شاشة، تتخللها تهديدات وأرق ليلي.

وبعد ستة أسابيع، لم يحصل سوى على 390 دولاراً، بينما كان وُعد براتب يبلغ 800 دولار.

وفي السنوات الأخيرة، اجتذب آلاف الإندونيسيين بعروض عمل مغرية في بلدان مختلفة بجنوب شرقي آسيا، ليقعوا في نهاية المطاف في فخ شبكات متخصصة في عمليات الاحتيال عبر الإنترنت.

أُنقذ عدد كبير منهم وأُعيدوا إلى وطنهم، لكنّ العشرات لا يزالون يعانون في مصانع الاحتيال السيبراني، ويُجبرون على البحث في مواقع وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقاتها عن ضحايا.

تروي ناندا، وهي عاملة في كشك للأطعمة، كيف سافر زوجها إلى تايلاند في منتصف عام 2022 بعد إفلاس صاحب عمله، وانتهز فرصة كسب 20 مليون روبية (1255 دولاراً) شهرياً في وظيفة بمجال تكنولوجيا المعلومات نصحه بها أحد الأصدقاء.

لكن عندما وصل إلى بانكوك، اصطحبه ماليزي عبر الحدود إلى بورما المجاورة، مع خمسة آخرين، باتجاه بلدة هبا لو، حيث أُجبر على العمل أكثر من 15 ساعة يومياً، تحت التهديد بالضرب إذا نام على لوحة المفاتيح.

وتضيف المرأة البالغة 46 عاماً: «لقد تعرض للصعق بالكهرباء والضرب، لكنه لم يخبرني بالتفاصيل، حتى لا أفكر بالأمر كثيراً».

ثم تم «بيع» زوجها ونقله إلى موقع آخر، لكنه تمكن من نقل بعض المعلومات بشأن ظروفه إلى زوجته، خلال الدقائق المعدودة التي يُسمح له فيها باستخدام جواله، فيما يصادره منه مشغلوه طوال الوقت المتبقي.

غالباً ما تكون عمليات التواصل النادرة، وأحياناً بكلمات مشفرة، الأدلة الوحيدة التي تساعد مجموعات الناشطين والسلطات على تحديد المواقع قبل إطلاق عمليات الإنقاذ.

«أمر غير إنساني على الإطلاق»

بين عام 2020 وسبتمبر (أيلول) 2024 أعادت جاكرتا أكثر من 4700 إندونيسي أُجبروا على إجراء عمليات احتيال عبر الإنترنت من ثماني دول، بينها كمبوديا وبورما ولاوس وفيتنام، بحسب بيانات وزارة الخارجية.

لكن أكثر من 90 إندونيسياً ما زالوا أسرى لدى هذه الشبكات في منطقة مياوادي في بورما، على ما يقول مدير حماية المواطنين في وزارة الخارجية جودها نوغراها، مشيراً إلى أنّ هذا العدد قد يكون أعلى.

وتؤكد إندونيسية لا يزال زوجها عالقاً في بورما أنها توسلت إلى السلطات للمساعدة، لكنّ النتيجة لم تكن فعّالة.

وتقول المرأة البالغة 40 عاماً، التي طلبت إبقاء هويتها طي الكتمان: «إنه أمر غير إنساني على الإطلاق... العمل لمدة 16 إلى 20 ساعة يومياً من دون أجر... والخضوع بشكل متواصل للترهيب والعقوبات».

ويقول جودا: «ثمة ظروف عدة... من شأنها التأثير على سرعة معالجة الملفات»، مشيراً خصوصاً إلى شبكات مياوادي في بورما، حيث يدور نزاع في المنطقة يزيد من صعوبة عمليات الإنقاذ والإعادة إلى الوطن.

ولم تتمكن الوكالة من التواصل مع المجلس العسكري البورمي أو المتحدث باسم جيش كارين الوطني، وهي ميليشيا تسيطر على المنطقة المحيطة بهبا لو، بالقرب من مياوادي.

وتشير كمبوديا من جانبها إلى أنها ملتزمة باتخاذ إجراءات ضد هؤلاء المحتالين، لكنها تحض أيضاً إندونيسيا والدول الأخرى على إطلاق حملات توعية بشأن هذه المخاطر.

وتقول تشو بون إنغ، نائبة رئيس اللجنة الوطنية الكمبودية للتنمية، في حديث إلى الوكالة: «لا تنتظروا حتى وقوع مشكلة لتوجيه أصابع الاتهام إلى هذا البلد أو ذاك. هذا ليس بحلّ على الإطلاق».

وتضيف: «لن نسمح بانتشار مواقع الجرائم الإلكترونية هذه»، عادّة أن التعاون الدولي ضروري لوقف هذه المجموعات، لأنّ «المجرمين ليسوا جاهلين: ينتقلون من مكان إلى آخر بعد ارتكاب أنشطتهم الإجرامية».

«جحيم»

تقول هانيندا كريستي، العضو في منظمة «بيراندا ميغران» غير الحكومية التي تتلقى باستمرار اتصالات استغاثة من إندونيسيين عالقين في فخ هذه الشبكات: «الأمر أشبه بعبودية حديثة».

وتمكّن بودي من الفرار بعد نقله إلى موقع آخر في بلدة بويبيت الحدودية الكمبودية.

لكنه لا يزال يذكر عمليات الاحتيال التي أُجبر على ارتكابه. ويقول: «سيظل الشعور بالذنب يطاردني طوال حياتي».