رفيف الظل: العابرون من جنة الأشرعة

رفيف الظل: العابرون من جنة الأشرعة
TT

رفيف الظل: العابرون من جنة الأشرعة

رفيف الظل: العابرون من جنة الأشرعة

البساتينُ مخبأةٌ في تجاعيد النعاس،
ولولاها لما تقاطر البنُّ في ذاكرة الفنجان.
استقمْ أمام رجفة النوافذ،
اصدح عالياً لذلك الوادي السحيق،
واختر النارَ التي تجدلُ ضفائرها تحت قدميك.
معها، اهبط إلى الغيم وتناولْ قهوتك برفق.
ليست للقطف هذه الوردة،
إنها للقطيف العفيف،
فهل يا ترى قالوا لها؟
تعال إليها،
معتقةً برمال البتراء،
مخضبة بشفاه الجنوب البهي،
تعال إليها كما كنت دوماً،
مصطحباً صناديق البريد التي تبخترتْ بالزغارد.
تعال.
دعها تتذكر مستقبلها،
دعها في اختبار الوقت،
فالتجربة تمنحها الحب وعذابه.
فهي البريد والرسائل والأجنحة والريح.
تتذكر بأنها عذَّبتِ البحرَ،
وآوتْ إلى جبلٍ لم يعصمها من الملح،
وأنكَ لم تستوِ إلاّ على جيدها.
استل بقيَتها من غمدِ هربه كي يقتل الغربان التي وشمتْ مخبأه.
تلا تاريخَ الطرائد على نبض الجدران القرمزية المتواطئة،
فصد الدم الأبيض،
غسل به احمرار صوته،
وازرقاق سعاله،
ثم استعد للحديث.

* قال:
* كنت أنا الجاني، مررتُ بنقشها الجاف على هواء عمرتها اليانعة. حييتُ مقامها قبل أن أطوفَ بأحجارها، ثم سعيتُ لجبالها لأحشرجها بخشوع وداعي.
تهدج انتظاري إلى أن سالَ من هضبة مشيتها خدرٌ أغواني.
قطعتُ صلاتي، فنزفتْ حتى الصوت، ثم تدحرجتْ معها إلى القارعة.
وكانت تلك ساعة ارتطامنا بالحقيقة النائمة،
وأظننا استيقظنا على نداء ناي.

* لماذا تستيقظُ الحواس؟
* ألتلتهم أعوادَ النار التي نصبْناها فرحاً بالعابرين من جنة الأشرعة؟
يشحن حقائبه بالأحلام،
مستعجلا العودة إلى منابع الماء. لا ليله ليل ولا نهاره نهار. لحواسه طبيعة العطاء ولا يأخذ سوى شذرات الشوق المتهدل كأجنحة. انظروا إليه متاحاً لأكثر الأسفار غموضاً.
جريرتك ليست جناية، تضع وردتك قي كأسها، وهذا ضربٌ من تحريك الذات في الموضوع.
هل تسمّي حضورك المرعش اضطراب الرؤية، أم تجلّي رؤياك في حضرة المليكة؟



الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
TT

الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)

دعا الشاعر السوري أدونيس من منفاه في فرنسا الأربعاء إلى "تغيير المجتمع" في بلده وعدم الاكتفاء بتغيير النظام السياسي فيه بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.

وقال أدونيس (94 عاما) خلال مؤتمر صحافي في باريس قبيل تسلّمه جائزة أدبية "أودّ أولا أن أبدي تحفّظات: لقد غادرتُ سوريا منذ العام 1956. لذلك أنا لا أعرف سوريا إذا ما تحدّثنا بعمق". وأضاف "لقد كنت ضدّ، كنت دوما ضدّ هذا النظام" الذي سقط فجر الأحد عندما دخلت الفصائل المسلّحة المعارضة إلى دمشق بعد فرار الأسد إلى موسكو وانتهاء سنوات حكمه التي استمرت 24 عاما تخلّلتها منذ 2011 حرب أهلية طاحنة.

لكنّ أدونيس الذي يقيم قرب باريس تساءل خلال المؤتمر الصحافي عن حقيقة التغيير الذي سيحدث في سوريا الآن. وقال "أولئك الذين حلّوا محلّه (الأسد)، ماذا سيفعلون؟ المسألة ليست تغيير النظام، بل تغيير المجتمع". وأوضح أنّ التغيير المطلوب هو "تحرير المرأة. تأسيس المجتمع على الحقوق والحريات، وعلى الانفتاح، وعلى الاستقلال الداخلي".

واعتبر أدونيس أنّ "العرب - ليس العرب فحسب، لكنّني هنا أتحدّث عن العرب - لا يغيّرون المجتمع. إنّهم يغيّرون النظام والسلطة. إذا لم نغيّر المجتمع، فلن نحقّق شيئا. استبدال نظام بآخر هو مجرد أمر سطحي". وأدلى الشاعر السوري بتصريحه هذا على هامش تسلّمه جائزة عن مجمل أعماله المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية.

ونال أدونيس جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس وتحمل اسم شاعر كتب باللغتين الكتالونية والإسبانية.