«آيفون 6»: ماذا تعني دعوة «أبل»؟

«آيفون 6»: ماذا تعني دعوة «أبل»؟
TT

«آيفون 6»: ماذا تعني دعوة «أبل»؟

«آيفون 6»: ماذا تعني دعوة «أبل»؟

عندما يقف تيم كوك على المسرح في مركز فلينت في كوبرتينو في التاسع من سبتمبر (أيلول) للإعلان عن جهاز آيفون الجديد، سوف تكون ثلاثون عاما قد مرت منذ أعلن ستيف جوبز عن أول جهاز ماك في الموقع ذاته. تعود «أبل» إلى المكان الذي أطلق فيه مؤسسها شرارة ثورة. إنه ارتقاء واع بمستوى التوقعات.
بمجرد أن وصلت الدعوات إلى البريد الوارد، بدأت التكهنات بشأن ما تعنيه الدعوة؛ حيث يرى البعض على شعار «أبل» موجة تشير إلى التركيز على الصحة. ويعتقد آخرون أن ضغط الإصبع على زر، يؤكد على الهوية، أو ساعة شمسية تدل على الساعة. وهناك حقيقة أن تاريخ 9/9 يشير أيضا إلى رقمي 6 مقلوبين باللغة الإنجليزية، فيما يدل على إصدار نموذجين من آيفون 6. ولكن ربما يحمل التعليق كل ما تريد شركة أبل أن تقوله: «نتمنى لو كان بإمكاننا إخباركم بالمزيد». لا يوجد تشويق هذه المرة، على الرغم من تاريخ طويل من الدعوات الغامضة والبارعة لحضور مؤتمرات إصدارات «أبل» السابقة، وذلك حسبما أفادت صحيفة «التلغراف» البريطانية على موقعها اليوم (الجمعة).
تشير الشائعات إلى أن «أبل» سوف تعلن عن هاتف به خاصية التواصل قريب المدى (إن إف سي)، التي يمكن استخدامها في السداد بالإضافة إلى موديل ذي شاشة أكبر، وساعة آي- ووتش، التي سوف تستخدم في جميع الاحتمالات كجهاز تحكم عن بعد وجهاز لرصد اللياقة البدنية. ولكن في ظل كثرة الشائعات التي تبدو بعضها متضاربة، وانتظار طال عامين لساعة آي- ووتش، لم تعد «أبل» في حاجة كبيرة إلى إثارة المزيد من الفضول. وفي الدعوة من الواضح أن الشركة لديها قوة الإرادة التي جعلتها تقاوم إثارة الفضول. بل هم بالفعل لا يتمنون أن يكون بإمكانهم إخبارنا بالمزيد؛ حيث تستمتع «أبل» بعدم قول أي شيء.
هذه هي أول مرة تُرسل فيها مثل هذه الدعوة منذ تقاعد رئيسة العلاقات العامة كاتي كوتون، إذ يتطلع البعض إلى تغيير في اللهجة: لقد غادرت كوتون «أبل» قبل المؤتمر العالمي للمطورين في يونيو (حزيران)، وتلمس البعض أن الشركة التي تشتهر بتحفظها بدأت في الانفتاح قليلا. على الرغم من أن الدعوة لا تظهر أيا من ذلك فإنها تحاول بلا خجل أن تثير حماس جمهور متلهف بالفعل.
من المؤكد أن الشركة نجحت في ذلك. ولكن في عودتها إلى مركز فلينت، تأكدت «أبل» من أن الصحافيين وحاملي الأسهم والمستخدمين لن يقبلوا بأقل من منتج جديد رائد. في حالة أي علامة أخرى شهيرة، كان المرء سيظن أن جميع المواقع الأخرى محجوزة. في 9 سبتمبر (أيلول)، سوف يحتاج كوك إلى توضيح أن «أبل» مستعدة لدعم ثورة أخرى؛ سوف يسعد المنافسون الرئيسون أمثال سامسونغ باحتمال وقوع (أبل) في مثل هذه السقطة، ولكن الأكثر أهمية، هو أنهم يخشون على مواقعهم إذا نجحت (أبل). ومن بين الجميع، يتمنى هؤلاء الخصوم لو كانت الشركة أخبرت بالمزيد.



مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت مصر استعادة قطع أثرية من آيرلندا، تضمَّنت أواني فخارية ومومياء وقطعاً أخرى، عقب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدولة المذكورة.

وقالت وزارة الخارجية المصرية إنّ جهود استعادة القطع الأثرية من آيرلندا استمرّت طوال عام ونصف العام، وأوضحت في بيان، الجمعة، أنّ «القطع الأثرية التي استُردَّت من جامعة (كورك) الآيرلندية، هي مومياء مصرية وعدد من الأواني الفخارية والقطع الأثرية الأخرى، والجامعة أبدت تعاوناً كبيراً في تسهيل إجراءات إعادتها».

وتمثّل القطع المُستعادة حقبة مهمّة من التاريخ المصري القديم، وجزءاً من التراث الثقافي المصري الذي يحظى باهتمام الجميع، ومن المقرَّر عرضها في المتاحف المصرية، وفق بيان «الخارجية».

وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، الدكتور محمد إسماعيل خالد، أنّ «استرداد هذه القطع جاء وفقاً للاتفاق الثنائي الموقَّع مؤخراً بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة (كورك) الآيرلندية»، مشيراً في بيان لوزارة السياحة والآثار، إلى أنّ الجامعة كانت قد حصلت عليها بين الأعوام 1920 و1930؛ ومن بينها تابوت خشبي ملوَّن بداخله بقايا مومياء ومجموعة من الأواني الكانوبية المصنوعة من الحجر الجيري بداخلها أحشاء المتوفّى.

القطع الأثرية المُستردّة تعود إلى حقب تاريخية مهمّة (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، كشف مدير الإدارة العامة لاسترداد الآثار، المُشرف على الإدارة المركزية للمنافذ الأثرية، شعبان عبد الجواد، عن أنّ «الأواني الكانوبية التي استُردَّت لكاهن يُدعى (با ور)، من الأسرة 22 من العصر المتأخر؛ كان يحمل ألقاباً من بينها (حارس حقول الإله). أما التابوت الخشبي فهو من العصر الصاوي لشخص يُدعى (حور)، وكان يحمل لقب (حامل اللوتس)؛ وتوجد بداخله بقايا مومياء وعدد من أسنانها»، وفق بيان الوزارة.

وأعلنت مصر، في وقت سابق، استرداد أكثر من 30 ألف قطعة أثرية من 2014 حتى أغسطس (آب) 2024، كما استُردَّت أخيراً 67 قطعة أثرية من ألمانيا. وكانت وزارة الخارجية قد أعلنت في يناير (كانون الثاني) 2023 استرداد 17 قطعة أثرية من الولايات المتحدة الأميركية، أبرزها «التابوت الأخضر».

في هذا السياق، يرى عالم الآثار المصري الدكتور حسين عبد البصير، أنّ «استعادة القطع الأثرية والمومياوات فرصة لإثراء بحثنا الأثري والتاريخي، إذ تساعدنا في الكشف عن جوانب جديدة من التاريخ المصري»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المقتنيات توفّر رؤى قيّمة حول أساليب الدفن والعادات الثقافية القديمة التي كانت جزءاً من الحياة اليومية للمصريين القدماء».

ويعدُّ عبد البصير هذه الاستردادات إسهاماً في تعزيز الهوية الوطنية، إذ تُساعد في الحفاظ على التراث الثقافي من أجل الأجيال القادمة، مؤكداً أنّ «وزارة الخارجية المصرية تلعب دوراً حيوياً في استرداد الآثار من خلال التفاوض مع الدول الأجنبية والتنسيق الدبلوماسي للوصول إلى حلول تفاوضية تُرضي الأطراف المعنيّة»، لافتاً إلى أنّ استرداد القطع يأتي بالتزامن مع زيارة الرئيس المصري إلى آيرلندا؛ مما يؤكد اهتمام الدولة على أعلى مستوياتها باسترداد آثار مصر المُهرَّبة من الخارج.

قطع متنوّعة من الآثار استردّتها مصر من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

«وتسهم الاتفاقات الثنائية التي تعقدها مصر مع الدول في استعادة الآثار؛ منها 5 اتفاقات لمكافحة تهريبها والاتجار في الآثار المسروقة مع سويسرا وكوبا وإيطاليا وبيرو وكينيا»، وفق عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، الخبير الآثاري الدكتور عبد الرحيم ريحان، الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «العلاقات القوية بين مصر وآيرلندا منذ تولّي الرئيس السيسي الحُكم أسهمت في استعادة هذه الآثار»، مشيراً إلى أنّ «مصر استعادت نحو 30 ألف قطعة أثرية منذ تولّيه الرئاسة، من الولايات المتحدة الأميركية، وإنجلترا، وفرنسا، وإسبانيا، وهولندا، وكندا، وألمانيا، وبلجيكا، وإيطاليا، وسويسرا، ونيوزيلندا، وقبرص، والإمارات، والكويت، والأردن».

ويتابع: «جاء ذلك بعد جهود حثيثة من إدارة الآثار المُستردة بالمجلس الأعلى للآثار، وبمتابعة مستمرّة لكل المزادات العلنية، وكل ما يُنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر وكالات الأنباء الدولية عن الآثار المصرية المنهوبة، وعن طريق مفاوضات مثمرة، بالتعاون بين وزارات السياحة والآثار والخارجية والداخلية في مصر».