بعد ساعات من الصفقة القياسية التي أبرمها مانشستر يونايتد الإنجليزي بضم اللاعب الأرجنتيني الدولي أنخل دي ماريا، مني الفريق العريق بواحدة من أسوأ الهزائم في تاريخه وسقط أمام فريق من دوري الدرجة الثالثة بإنجلترا ليودع بطولة كأس رابطة الأندية المحترفة (كأس كابيتال وان). ومع الخسارة الثقيلة صفر/4 أمام ميلتون كينز دونز في الدور الثاني لكأس كابيتال وان، بدأت الاستفسارات وعلامات الاستفهام تحيط بالفريق الكبير وقدرة دي ماريا على حل مشكلات هذا الفريق الذي يعاني منذ أن رحل المدرب الاسكوتلندي الكبير سير أليكس فيرغسون عن منصب المدير الفني في منتصف 2013.
واستقدم مانشستر يونايتد اللاعب الأرجنتيني الموهوب ليساهم في إعادة بناء الفريق تحت قيادة المدرب الهولندي لويس فان غال المدير الفني الحالي للفريق ولكن المؤكد أن مانشستر يونايتد يعاني من مشكلات كثيرة لا يستطيع دي ماريا حلها وهو ما أظهرته المباراة أمام ميلتون كينز دونز. وقال فان غال إن دي ماريا لن يقدم حلا فوريا لمشكلات مانشستر، وشرح فان غال: «أعتقد أن دي ماريا يمكنه المساهمة وهذا مهم للغاية لكن لا يجب علينا أن نتوقع تغيير أمورنا بداية من الغد». وأضاف «يجب عليه التكيف مع الثقافة في إنجلترا وثقافة الدوري الإنجليزي الممتاز وفلسفة مانشستر يونايتد». وتابع «سيساهم بقوة في طريقتنا في اللعب. إنه لاعب مبدع. يمكنني تغيير طريقة اللعب مع وجود دي ماريا. يمكنه اللعب كجناح وفي خط الوسط أيضا».
وانتقل دي ماريا من ريال مدريد الإسباني إلى مانشستر يونايتد مقابل 7.59 مليون جنيه إسترليني (7.98 مليون دولار) ليصبح أغلى لاعب في تاريخ مانشستر يونايتد والدوري الإنجليزي. وذكرت صحيفة «الصن» الإنجليزية أن اليوم الذي تعاقد فيه فان غال مع دي ماريا شهد مذبحة للفريق بالهزيمة صفر/4 أمام ميلتون كينز دونز. والمؤكد أن الهزيمة في هذه المباراة لم تكن السيناريو الأمثل لاستقبال دي ماريا في مانشستر. ولكن المؤكد أيضا أن دي ماريا يستطيع إصلاح بعض الأمور في فريق مانشستر يونايتد إذا ظهر بنفس المستوى الذي أنهى به الموسم الماضي مع الريال.
وخرج مانشستر يونايتد في الموسم الماضي صفر اليدين من جميع البطولات التي خاضها كما فشل في إنهاء الموسم بمركز يؤهله للمشاركة في أي من بطولتي الأندية الأوروبية هذا الموسم حيث قدم الفريق عروضا مهتزة ونتائج سيئة على مدار الموسم تحت قيادة المدرب الاسكوتلندي ديفيد مويز. والآن، أصبحت الجماهير بحاجة ماسة إلى نجم مثل دي ماريا على أمل إعادة الابتسامة إلى استاد «أولد ترافورد» بعدما اختفت هذه الابتسامة إلا نادرا منذ رحيل فيرغسون عن تدريب الفريق. وأشارت «الصن» إلى أن دي ماريا سيتقاضى 200 ألف استرليني راتبا أسبوعيا وهو أكثر من أربعة أضعاف إجمالي رواتب جميع اللاعبين في فريق ميلتون كينز دونز.
وخلال المباريات الرسمية الثلاث التي خاضها الفريق في الموسم الحالي، خسر مانشستر يونايتد مباراتين وتعادل في مباراة واحدة. وقال فان غال «من الصعب للغاية أن تدرب في الدوري الإنجليزي وأن تبدأ مسيرتك في المسابقة بالهزيمة على ملعبك ثم تتعادل وبعدها تخسر وتخرج من مباراة في الكأس.. بالنسبة للمشجعين، أمر صعب للغاية أن يستمروا على ثقتهم في أسلوب لويس فان غال». وأضاف «ولكن عليهم الاستمرار في الثقة لأنني هنا لبناء فريق جديد. هذه العملية تتطلب وقتا. أعرف تماما ما أفعله». وأشاد فان غال برد فعل جماهير يونايتد المخلصة في مباراة سوانزي وطالبهم بالاستمرار في الصبر على الفريق أثناء محاولته إعادة بناء الصفوف.
وأنفق فان غال 130 مليون إسترليني هذا الصيف لتدعيم صفوف الفريق بعدد من اللاعبين لكنه لم يحقق أي نجاح في المباريات الرسمية الثلاث التي خاضها مع الفريق حتى الآن. وسقط مانشستر يونايتد في الدور الثاني لكأس كابيتال وأن للمرة الأولى منذ 1995. وذكرت «الصن» في تعليقها على الخروج من الدور الثاني والهزيمة برباعية نظيفة أنها الهزيمة الأسوأ والإهانة الأكبر لمانشستر يونايتد. وأوضحت الصحيفة «خبر محزن لجميع اللاعبين العظماء الذي ارتدوا قميص هذا الفريق». كما وصفت صحيفة «تلغراف» الهزيمة بأنها «مباراة العار». وفي الوقت الذي سيضيف فيه دي ماريا الإبداع إلى الخط الأمامي في ظل معاناة واضحة فإن التعاقد مع الجناح الأرجنتيني لن يحل المشكلات التي ظهرت في الدفاع وخط الوسط. كما يبدو يونايتد في حاجة ملحة للاعب في قلب خط الوسط يمكنه السيطرة على مجريات اللعب وجاء التعاقد مع اندير هيريرا ليعتقد كثيرون أنها خطوة في الاتجاه الصحيح لكن هذا ليس الحل لعلاج معاناة الفريق في هذا المركز.
ورحل الثلاثي المكون من نيمانيا فيديتش وباتريس إيفرا وريو فرديناند وهم من أكثر المدافعين خبرة عن يونايتد بعد نهاية الموسم الماضي ويبدو حاليا أن الفريق يفتقد القيادة والتنظيم في الخط الخلفي. وعلى الرغم من انضمام ماركوس روخو ولوك شو فإنه من المستبعد أن يتمتع أحدهما بنفس مكانة من رحلوا عن الفريق مؤخرا. والشيء المؤكد الآن أن مانشستر يونايتد ما زالت لديه الفرصة لتدعيم صفوفه بمزيد من اللاعبين حتى غلق باب الانتقالات الصيفية يوم الأحد المقبل وينتظر أن تكون الأولوية لضم مدافع ولاعب وسط مدافع.
ولا يزال اد وودورد صانع صفقات مانشستر يونايتد يعاني من الضغوط لسد الثغرات التي ظهرت في صفوف الفريق مع بداية الموسم الحالي رغم التعاقد مع دي ماريا. وتشعر الجماهير بأن يونايتد لم يفعل ما يكفي في سوق الانتقالات لتعويض الفشل في تدعيم الصفوف الموسم الماضي وهو ما أدى لتوجيه انتقادات إلى وودورد نائب رئيس النادي.
وألقت الجماهير باللوم على المدرب السابق ديفيد مويز في العروض الضعيفة للفريق الموسم الماضي عندما احتل المركز السابع في الدوري ليفقد منصبه بعد ذلك كما واجه وودورد انتقادات المشجعين أيضا بسبب الفشل في إتمام صفقات بارزة. وارتبطت أسماء غاريث بيل وكريستيانو رونالدو وسيسك فابريغاس بيونايتد العام الماضي لكن لم ينجح الفريق في ضم أي منهم رغم تعهدات وودورد بأن النادي يستطيع إتمام صفقة قياسية عالمية إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك.
وجاء التعاقد مع دي ماريا ليؤكد يونايتد أنه لا يزال ضمن أكبر أندية العالم رغم غيابه عن دوري أبطال أوروبا هذا الموسم. لكن وودورد الذي تولى منصبه بعد استقالة ديفيد جيل العام الماضي أمامه أقل من أسبوع على نهاية فترة الانتقالات لكي يوضح للجماهير قدرته على ضم اللاعبين الذين يحتاجهم المدرب فان غال من أجل إعادة يونايتد إلى مكانته المرموقة. وقال فان غال «الجماهير يجب أن تثق في فلسفتنا. نحن نبني فريقا لا يمكن صناعته في شهر أو حتى في عام واحد».
وأضاف «هزيمة الثلاثاء محزنة للغاية لكن أتمنى أن تستمر الجماهير في ثقتها بالنادي وفي فلسفتنا لأنها تستغرق وقتا». وتابع «نعلم تماما ما نفعله. خسرنا في كأس الرابطة لذلك الليلة كلفتنا فرصة المنافسة على لقب وهذا يثير الإحباط».
وستكون المباراة المقبلة ليونايتد أمام بيرنلي الصاعد حديثا في الدوري الإنجليزي غدا.
فان غال: دي ماريا لن يقدم حلولا فورية لمشكلات مانشستر يونايتد
اللاعب بدأ مسيرته في «أولد ترافورد» وسط أجواء كارثية.. وصفقته لا ترضي طموح الجماهير الغاضبة
فان غال: دي ماريا لن يقدم حلولا فورية لمشكلات مانشستر يونايتد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة