«الأجواء المشحونة» تبعد الخبير الإيطالي عن لجنة الحكام السعودية

عمر المهنا لقضاة الملاعب: الاعتذار عن قيادة المباريات ليس عيبا

الخبير الإيطالي روسيتي رفض العمل في لجنة الحكام السعودية بسبب الأجواء المشحونة في الملاعب
الخبير الإيطالي روسيتي رفض العمل في لجنة الحكام السعودية بسبب الأجواء المشحونة في الملاعب
TT

«الأجواء المشحونة» تبعد الخبير الإيطالي عن لجنة الحكام السعودية

الخبير الإيطالي روسيتي رفض العمل في لجنة الحكام السعودية بسبب الأجواء المشحونة في الملاعب
الخبير الإيطالي روسيتي رفض العمل في لجنة الحكام السعودية بسبب الأجواء المشحونة في الملاعب

كثف الاتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة أحمد عيد، تحركاته من أجل التعاقد مع خبير أجنبي لتولي مهمة دائرة التحكيم السعودي بعد أن تعثرت المفاوضات مع الخبير الإيطالي روسيتي، الذي بعث خطاب اعتذار عن تولي المهمة لظروف وصفها بالخاصة.
وقال مصدر مسؤول بلجنة الحكام - رفض ذكر اسمه – لـ«الشرق الأوسط»، إن «الخبير الإيطالي فاجأ الاتحاد السعودي بالاعتذار، خصوصا أنه قدم رؤية متكاملة وخطة لتطوير التحكيم السعودي، وقام لأكثر من مرة بزيارة السعودية والاجتماع مع المسؤولين في اتحاد الكرة برئاسة أحمد عيد، كما اجتمع مع رئيس لجنة الحكام عمر المهنا وطلب مهلة للتفكير حتى الأول من يوليو (تموز)، ثم طلب تأجيل المهلة إلى حين فراغه من كأس العالم الماضية في البرازيل، إلا أنه في نهاية المطاف قدم اعتذاره لما عده ظروفا عائلية خاصة تحتم وجوده في بلاده».
ومع أن الأنباء المتواترة تشير إلى أن الجو الرياضي المشحون جدا في السعودية فضلا عن الاحتقان الجماهيري كان من أبرز الأسباب لعدم قبوله العرض السعودي، إلا أن المصدر المسؤول بين أنه تراجع بشكل مفاجئ ولم يوضح أسبابا أخرى سوى أن ظروفه العائلية الخاصة تمنعه من الحضور للسعودية أو حتى العمل بعيدا عن إيطاليا عدا في المهمات الدولية كونه خبيرا ومحاضرا تحكيميا دوليا.
ومع أن الخبير الأميركي إيسي باهار كان ضمن الخيارات المطروحة، وهو من الأسماء التي تعاونت مع الاتحاد السعودي منذ سنوات، إلا أنه اعتذر كذلك قبل الدخول حتى في التفاصيل المالية والمميزات التي سيحصل عليها في حال توقيعه العقد، دون إبداء أي أسباب واضحة.
وكلف الاتحاد السعودي رئيس لجنة الحكام عمر المهنا بتولي مهمة البحث عن خبير تحكيمي لرئاسة دائرة التحكيم السعودي، حيث سيبقى الخبير تحت مظلة لجنة الحكام الرئيسة، حيث إن التعاقد معه تنفيذا لمطالبة الاتحاد الدولي وكذلك الآسيوي بوجود مدير دائرة تحكيم في كل اتحاد أهلي، خصوصا في الدول التي تطبق الاحتراف.
وعلى صعيد متصل، كشفت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» عن أن الحكم الدولي فهد المرداسي قدم شكوى رسمية ضد عدد من منسوبي الوسط الرياضي، خصوصا الإعلاميين، نتيجة تعرضهم له بالإساءات بعد قيادته مباراة السوبر بين الشباب والنصر، حيث اقتصرت شكوته حتى الآن على لجنة الانضباط تعقبها شكاوى لوزارة الإعلام، على اعتبار أن الإساءات تعرض لها في مواقع التواصل الاجتماعي، وقد تصل الأمور إلى التقدم بشكوى للمحاكم القضائية الرسمية.
وقالت المصادر إن المرداسي استشار المقربين منه في لجنة الحكام وأكدوا له ضرورة سلك المسار الرسمي بداية من لجنة الانضباط وعدم التسرع بالشكوى للقضاء ضد من أساؤوا له.
فيما استبعد مصدر مسؤول في لجنة الحكام أن يبعد المرداسي نهائيا عن مباريات النصر؛ لأن ذلك سيكون قبولا بطلب إدارة النصر، وهذا سيفتح أبوابا كثيرة على لجنة الحكام، لكنه سيبعد في عدد من المباريات حماية له من التعرض للإساءة والتشكيك في النزاهة، وأنه لا يمكن لأي ناد أن يفرض أسماء على لجنة الحكام؛ لأن هذا لا يمكن أن يحصل في أي دولة بالعالم.
من جانبه، نفى الخبير التحكيمي الدولي والمحاضر بالاتحاد الآسيوي عبد الرحمن الدلوار، أن يكون قد قيم أداء الحكم المرداسي بعد نهاية مباراة السوبر أو أشاد بقدراته خلال المباراة، مؤكدا أنه لم يتابع المباراة حتى يقيم الحكم، كما أنه ناقد حصري لإحدى الفضائيات الرياضية القطرية ولا يمكنه التدخل في تقييم الحكام ما لم يكن ذلك بطلب رسمي من الجهة التي يعمل تحت مظلتها، مبينا لـ«الشرق الأوسط» أن كل ما ذكر بهذا الشأن تلفيقات على لسانه.
من جهة أخرى، دعا رئيس لجنة الحكام بالاتحاد السعودي لكرة القدم، عمر المهنا، في ختام المعسكر الإعدادي الذي أقيم في تركيا، أي حكم لديه ظروف، إلى الاعتذار ولن يتغير عليه أي شيء، فالنجاح يأتي من خلال التحدي مع النفس، «وعلينا أن نكون بعيدين عن الضغوط النفسية»، كما كشف عن أنه خلال الموسم هذا ستكون هناك اختبارات في اللياقة مفاجئة.
وقدم المهنا شكره للحكام من خلال تفاعلهم وتحملهم البرنامج المعد لهذا المعسكر، مضيفا «النجاح يأتي من خلال الأداء في إدارة المباريات، وأتمنى أن يكون الحرص في النجاح نابعا منكم أنتم كأفراد التحكيم، لذا أرجو منكم جميعا الاهتمام بالتمارين اللياقية، كما أننا نسعى لأن يوجد مدرب مختص بجانب الأخ خالد الدوسري للإشراف على اللجان، لافتا إلى أنه سيكون هناك عقاب وإيقافات، لكن لن نعلن، وهذا ما يتبعه الاتحاد الدولي لكرة القدم، مشيرا إلى أن الاجتماع سيكون كل أسبوعين، وإذا دعت الحاجة سيكون بعد نهاية أي جولة، مؤكدا أن ثقة الاتحاد السعودي بكم كبيرة، وثقة اللجنة أكبر، فأنتم نجوم، وأتمنى ألا تتأثروا بما يطرح أو بما تواجهونه من ضغوط، فليكن النجاح ردا لنا على من يشكك في قدرة الحكم السعودي، ويجب أن نعمل يدا واحدة، ومتى ما أردنا النجاح، وفي الختام أشكر الطاقم الفني والإداري في هذا المعسكر على العمل الكبير الذي قدم.
وينتظر أن يواجه الحكام تحديا كبيرا خلال قيادتهم مباريات الجولة الأولى التي ستنطلق اليوم الأربعاء، حيث أدوا تدريبات لياقية قبل سفرهم من أجل المباريات، وكان هناك أربعة حكام لم يؤدوا اختبارات اللياقة، وهم: فهد العريني ونواف العتيبي وراشد السهلي وخالد السناني؛ لإصابتهم أثناء إجراء الاختبارات، وستمنحهم اللجنة فرصة الاختبار في الأسبوع المقبل، علما أن أي حكم لا يتجاوز الاختبار سيتعرض للإيقاف ولن يقود أي مباراة في هذا الموسم حتى يتجاوز الاختبار.
وكان المعسكر الذي استمر 13 يوما، اختتم أمس الثلاثاء بمشاركة 49 حكما للساحة ومساعدا من أصل 51 حكما للساحة ومساعدا.
وكانت بعثة معسكر الحكام وصلت فجر اليوم الأربعاء إلى السعودية وتحديدا لمطار الملك خالد بالعاصمة الرياض، وأقيم المعسكر تحت إشراف عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم، ورئيس لجنة الحكام الرئيسة لكرة القدم عمر المهنا.
وقد تخلف عن المعسكر الحكمان الدوليان عبد الرحمن الأحمري وناصر المظفر لظروفهما الخاصة، وقد شاركا في المعسكر الداخلي للحكام الذي أقيم في الرياض، وشارك في المعسكر عدد من المحاضرين الدوليين، حيث تولى المحاضر الدولي الأرجنتيني أليخون التمارين اللياقية وأشرف على الاختبارات اللياقية للحكام، كما شارك المحاضر الدولي الماليزي صبح الدين والإنجليزي ري في إلقاء المحاضرات بجانب التمارين العملية.
وجرى تكريم الحكام أصحاب المراكز الأولى، وهم: الدولي فهد العمري بالمركز الأول، وخلف زيد بالمركز الثاني، والدولي عبد الرحيم الشمري بالمركز الثالث، كما كرم الحكم الشاب أحمد الرميخاني بناء على منافسته للحكام الدوليين تقديرا من اللجنة لجهده، ثم تم تكريم المجموعة السابعة لأفضليتها في الاختبارات التي أجريت في القانون وحالات الفيديو والتسلل، والمكونة من: الدولي فهد العمري، والدولي عبد العزيز الفنيطل، وفيحان السهلي، وخالد الطريس، وماجد سرور، وماجد الشمراني، وأحمد الرميخاني، بعدها جرى توزيع الشهادات على جميع الحكام.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».