رحب وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل اليوم (الثلاثاء) بتسمية رئيس وزراء جديد في العراق خلفا لنوري المالكي.
وبخصوص تكليف حيدر العبادي بتشكيل حكومة عراقية جديدة، قال الامير سعود الفيصل بالانجليزية ردا على سؤال "انه خبر سار تلقيته للتو".
وفي موضوع غزة، كشف الأمير سعود الفيصل، أن العمل جار بين السعودية ومجموعة من المانحين لتوفير نصف مليار دولار لإعادة إعمار قطاع غزة، إثر العدوان الإسرائيلي الغاشم، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة تحرك الفلسطينيين لتوحيد صفوفهم الداخلية، مشيرا إلى أن المبادرة المصرية ستمكن من إنهاء الأزمة ووقف العدوان الإسرائيلي وتحقيق التهدئة.
جاء ذلك خلال انعقاد الاجتماع الطارئ الثاني الموسع للجنة التنفيذية في منظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية اليوم (الثلاثاء)، حول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة برئاسة الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رئيس الدورة الحادية والأربعين لمجلس وزراء خارجية المنظمة، وبحضور الدكتور رامي الحمدالله رئيس الوزراء الفلسطيني، وعدد كبير من الوزراء؛ وذلك في مقر الأمانة العامة للمنظمة بجدة.
وقال الأمير سعود الفيصل في كلمة له خلال افتتاح الاجتماع "إن علينا ونحن نقف موقف الداعم والمؤيد مع الإخوة الفلسطينيين في صراعهم من أجل البقاء أمام قوة احتلال غاشمة تفلت من القانون الدولي والمبادئ الانسانية، أن نسعى مع الإخوة لنضمن وحدتهم، وليكون الوطن وليس الفصيل هو مربطهم، وأن يكون الحق الفلسطيني لا الأجندات السياسية هي مأربهم".
واستطرد الفيصل بالإشارة إلى المبادرة المصرية والجهود الخيرة التي قامت بها قيادة جمهورية مصر العربية لإنهاء هذه الأزمة ووقف العدوان الإسرائيلي، لافتا إلى أن الجهود ستمكن من تحقيق التهدئة في القطاع. وأضاف "أن وقوفنا صفا واحدا خلف حقوق الشعـب الفلسطيني سيجعل العالم يدرك تماماً أنه ليس بوسع إسرائيل أن تستمر في عدوانها على الفلسطينيين دون أن تدفع الثمن، وأن على إسرائيل أن تدرك أن السلام هو الخيار الأوحد لبقائهـا".
وتضمنت كلمة الفيصل "إسرائيل كما نرى لم تتورع، ولن تتورع عن الذهاب إلى أي مدى، ودون حساب لنظام أو قانون أو شرعية أو إنسانية، لتحقيق أغراضها وأهدافها، وليس لها من هدف سوى استئصال الوجود الفلسطيني"، مشددا على "إنه من المهم أن لا نعفي أنفسنا من تحمل المسؤولية، أين روح الأمة الإسلامية، لماذا نحن على ما نحن عليه من ضعف في الشوكة، وتردد في الإرادة، ما الذي جرى ويجري لنا وكيف نصلح دواخلنا حتى نقف أمام التحديات التي تواجهنا دون وهن أو ضعف يعترينا من داخلنا".
وتساءل الفيصل "هل كان في مقدور إسرائيل القيام بالعدوان تلو العدوان لو كانت الأمة الإسلامية على قلب رجل واحد"، مشيرا إلى "أن ما يحيط بفلسطين من موج متلاطم من الصراع والاقتتال والخلافات ويمتد ليصل لمناطق إسلامية، على امتداد العالم هو واحد من مصادر تراجعنا".
وقال وزير الخارجية "كما أن علينا ونحن نقف موقف الداعم والمؤيد مع الإخوة الفلسطينيين في صراعهم من أجل البقاء أمام قوة احتلال غاشمة تفلت من القانون الدولي والمبادئ الانسانية، علينا أن نسعى مع الإخوة لنضمن وحدتهم، وليكون الوطن وليس الفصيل هو مربطهم، وأن يكون الحق الفلسطيني لا الأجندات السياسية هي مأربهم، ولا بد هنا من الإشارة إلى المبادرة المصرية والجهود الخيرة التي قامت بها قيادة جمهورية مصر العربية لإنهاء هذه الأزمة ووقف العدوان الإسرائيلي وتحقيق التهدئة؛ تلك الجهود التي تستحق الإشادة والتقدير".
وأكد الفيصل أن السعودية لم تدخر جهدا في دعم القضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية؛ وهي مواقف ثابتة ومعروفة للجميع، حيث أولت حكومة السعودية اهتماما خاصا بوصفها قضية العرب والمسلمين الأولى وعنصرا رئيسا في سياستها الخارجية ولم تتخاذل أو تتقاعس يوماً عن نصرتها بل نذرت نفسها لخدمتها.
وأضاف الفيصل أن بلاده لا زالت تواصل جهودها في المحافل الدولية، وخاصة في الأمم المتحدة والاتصال بالأطراف الفاعلة في مجلس الأمن من أجل وقف سفك الدماء وتقديم الدعم للشعب الفلسطيني وإعادة حقوقه المشروعة.
وأشار الأمير سعود الفيصل إلى أنه قد صدرت مؤخرا توجيهات خادم الحرمين بتخصيص 300 مليون ريال لوزارة الصحة الفلسطينية والهلال الأحمر الفلسطيني، وذلك لمواجهة أعباء الخدمات الإسعافية ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية الناجمة عن العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وهي الآن في مرحلة الإنجاز، حيث تم إيصال ما يمكن إيصاله من أدوية ومستلزمات طبية وجاري العمل على استكمال ما تبقى.
وبين الفيصل حيال برنامج إعادة الأعمار في قطاع غزة، أن الصندوق السعودي للتنمية مستمر في تخصيص التزام السعودية في هذا الإطار، مفصحا أنه سيتم العمل بالتنسيق مع المانحين الآخرين لتمويل إعادة إعمار المنشآت والمساكن المتضررة من جراء العدوان الغاشم بمبلغ 500 مليون دولار.
ولفت الفيصل إلى أن ظروف إعادة الإعمار تمر بصعوبات كثيرة نتيجة للحصار المستمر والمفروض من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية على قطاع غزة، مما يعيق دخول المواد اللازمة للبناء والإعمار، وأن هذا الأمر يتطلب أن تقوم الأمم المتحدة والجهات المانحة الأخرى بالعمل على تسهيل إدخال المواد، كما أنها أيضاً لم تتوان عن تقديم المساعدات الإنسانية والمالية لتخفيف معاناة الفلسطينيين وتعزيز صمودهم داخل الأراضي المحتلة.
وشدد وزير الخارجية السعودي بالقول "لا نريد أن يكون اجتماعنا اليوم تكرارا لاجتماعتنا السابقة ولا نريد أن نحيل اجتماعنا إلى مجلس عزاء ... فلا وقت للعزاء أو استجداء الحلول علينا نحن أن نتغيّر فالله يقول (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فيجب أن نتحرك بكل صدق وأمانة وبكل ما أوتينا من قوة وإمكانيات وهي كثيرة إذا ما استغلت ببصيرة واستخدمت بشكل جماعـي". وأضاف "ان وقوفنا صفاً واحداً خلف حقوق الشعـب الفلسطيني سيجعل العالم يدرك تماماً أنه ليس بوسع إسرائيل أن تستمر في عدوانها على الفلسطينيين دون أن تدفع الثمن.. وأن على إسرائيل أن تدرك أن السلام هو الخيار الأوحد لبقائها، وعلى الدول الأعضاء في منظمتنا التي ترددت في الوقوف والتصويت مع مصلحة القضية الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي مجلس حقوق الإنسان، أن تراجع مواقفها بأن تلتزم التزاما صادقا بمبادئ ومقاصد ميثاق المنظمة التي أنشئت أصلاً من أجل نصرة القدس والقضية الفلسطينية".
وأكد الفيصل أن التواصل مستمر مع الأطراف ذات التأثير على إسرائيل لحثها على وقف عدوانها على قطاع غزة، مؤكدا في الوقت ذاته أنه ليس من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها باعتبارها كيانا محتلا.
وقال الفيصل في مؤتمر صحافي أعقب الاجتماع الطارئ الثاني الذي دعت إليه منظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزارء الخارجية، "ترى إسرائيل أن لديها الحق لقتل مئات الآلاف من الفلسطينيين مقابل جندي اسرائيلي واحد، فيما تصنف حماس منظمة إرهابية، وهذا لا يطبق على إسرائيل"، مشيرا إلى أن هذين الموقفين مختلفان بين قوى محتلة تريد تدمير الطرف الآخر وإخراجه من بلده وطرف آخر يدافع عن نفسه.
وزاد الفيصل "إسرائيل ليس لها الحق، بل ليس هناك حق الدفاع عن النفس للمحتل، وهذا يظهر مواقف سيئة للمنطقة، وإسرائيل لن تحقق السلام في المنطقة من خلال النزاع، حيث لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال السلم والسلام مع الفلسطينيين".
من جانب آخر، لفت وزير خارجية السعودية إلى أن المباحثات بين بلدان مجلس التعاون مستمرة ودائمة، بيد أنه العلاقات مع قطر لا تتسم بالأريحية، إذ أن دول الخليج، بحسب وصفه، تحتاج إلى علاقات تكافل وتعاون واتفاق لاسيما في المواقف الدولية، متطلعا أن تسير الأمور مستقبلا في هذا الاتجاه حيث سيبهج ويفرح بلدان الخليج.
وحيال العلاقات السعودية - المصرية في الشأن الفلسطيني، أفصح الأمير سعود الفيصل أن كلا البلدين يعملان بجهد لإيقاف العدوان على الفلسطينيين عبر التعاون المشترك والتواصل مع كل الجهات الفاعلة القادرة على التأثير في إسرائيل لإيقاف سياساتها الحالية في قطاع غزة.
من جهة أخرى، أكد وزير خارجية السعودية، ثقة بلاده في أن تستفيد لبنان من دعم خادم الحرمين للجيش اللبناني، مشددا على أن الدعم جاء لتقوية الجيش بمساعدة المؤسسات السياسية والأمنية اللبنانية لاستتباب الأمن واستقرار الشعب اللبناني ومواجهة أي اعتداءات على لبنان.
الفيصل يرحب باختيار العبادي رئيسا لحكومة العراق.. ويؤكد: 500 مليون دولار لإعمار غزة
دعا عقب اجتماع أمام «التعاون الإسلامي» قطر لتوحيد مواقفها مع دول الخليج
الفيصل يرحب باختيار العبادي رئيسا لحكومة العراق.. ويؤكد: 500 مليون دولار لإعمار غزة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة