قرار «ظالم» يفجر غضب السعوديين ضد «الانضباط الآسيوية»

مسؤول قاري لـ «الشرق الأوسط» : الربدي ولوتاه لن يشاركا في اجتماع «لجنة الاستئناف»

إبراهيم البلوي عبر عن غضبه من توقيت القرار الآسيوي  -   جماهير الاتحاد قد لا تستطيع الحضور أمام العين الإماراتي في جدة
إبراهيم البلوي عبر عن غضبه من توقيت القرار الآسيوي - جماهير الاتحاد قد لا تستطيع الحضور أمام العين الإماراتي في جدة
TT

قرار «ظالم» يفجر غضب السعوديين ضد «الانضباط الآسيوية»

إبراهيم البلوي عبر عن غضبه من توقيت القرار الآسيوي  -   جماهير الاتحاد قد لا تستطيع الحضور أمام العين الإماراتي في جدة
إبراهيم البلوي عبر عن غضبه من توقيت القرار الآسيوي - جماهير الاتحاد قد لا تستطيع الحضور أمام العين الإماراتي في جدة

توالت أصداء حرمان فريق الاتحاد السعودي من جماهيره عندما يواجه فريق العين الإماراتي في إياب ربع نهائي دوري أبطال آسيا على ملعب مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز الرياضية بجدة في الـ26 من أغسطس (آب) المقبل، على الصعيدين المحلي والقاري.
فمحليا، أبدت إدارة الاتحاد امتعاضها من القرار، وعدم رضاها عنه، وتوعدت ببذل كل ما في وسعها، واتخاذ كافة السبل النظامية لنقض القرار، وتمكين الجماهير من حضور المباراة، مستشهدة بوجود أكثر من نقطة قانونية تدعم موقف ناديها في استئنافه، وصبت جماهير الاتحاد جام غضبها على الاتحاد الآسيوي، واصفين القرار بغير المنصف والمجحف، في ظل التساهل الذي تجده بعض الأندية الآسيوية عند استخدام جماهيرها الألعاب النارية والمفرقعات دون فرض عقوبات عليها، أسوة بما طبق في حق ناديها.
وعلى الصعيد القاري، شهدت الساعات الماضية تحركات على كافة الأصعدة الرياضية في السعودية، ممثلة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب واتحاد الكرة المحلي، وأعضاء اللجان السعوديين في اتحاد الكرة لدعم موقف الإدارة الاتحادية في استئنافها ضد القرار.
من جانبه، قال الدكتور حافظ المدلج، رئيس لجنة التسويق في الاتحاد الآسيوي: «أقسم بالله هناك تحركات على كافة الأصعدة الرياضية الرسمية، وهناك اتصالات مباشرة تجرى مع رئيس الاتحاد الآسيوي؛ بهدف نقض قرار لجنة الانضباط القاضي بحرمان نادي الاتحاد من جماهيره أمام العين الإماراتي في ربع نهائي دوري أبطال آسيا».
وأضاف المدلج: «كنت على تواصل مع الإخوان في اتحاد الكرة، وعلى اتصال بياسر المسحل عضو لجنة الأندية المحترفة في الاتحاد الآسيوي، وهناك جهود حثيثة تبذل للتواصل مع إدارة نادي الاتحاد للوصول إلى صياغة مثالية لمذكرة الاستئناف التي سترفع اليوم، بهدف نقض قرار لجنة الانضباط، ونسأل الله التوفيق».
وأكد مسؤول في لجنة الاستئناف التابعة للاتحاد الآسيوي لكرة القدم أنهم ينتظرون الخطاب الاتحادي ضد قرار لجنة الانضباط مشددا على أن القرار ربما يبت به عن طريق «سكاي بي» أو في اجتماع عاجل في كوالالمبور كون المباراة قريبة وليست ببعيدة.
ويبدو السعودي إبراهيم الربدي عضوا في لجنة الاستئناف وكذلك الحال للإماراتي عبد الرحمن لوتاه ويتوقع أن لا يكون لهما تصويت في القرار الخاص بشأن لجنة الاستئناف بحسب ما قاله مسؤول آسيوي لـ«الشرق الأوسط» على اعتبار أن المستفيدين فريقان سعودي وإماراتي وبالتالي لن يكون لهما الحق قانونيا في الجلوس على طاولة النقاش الخاصة بهذا الموضوع. وفي المقابل، حثت الجماهير الاتحادية بعضها عبر مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» على التواجد لمؤازرة الفريق بكثافة في مواجهته المقبلة أمام الفتح، والتي ستقام على ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة، والذي يحتضن أولى مواجهات فريقها بهدف ملء مدرجات الملعب التي تتسع لقرابة 60 ألف مقعد.
وانعكس قرار الاتحاد الآسيوي بحرمان جماهير الاتحاد من حضور مواجهة الفريق القارية أمام العين الإماراتي بإصرارها على التواجد في مباراة الفتح، ومؤازرة الفريق واللاعبين لتجاوز منافسهم في الدوري، ودعم اللاعبين معنويا ونفسيا قبل مغادرتهم لمواجهة فريق العين الإماراتي في ذهاب الدور ربع النهائي لدوري أبطال آسيا.
من ناحيته، أكد أحمد عيد، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه سيقوم بدعم موقف نادي الاتحاد، بخصوص القرار الآسيوي الخاص بمنع حضور جماهير الاتحاد مباراتهم أمام فريق العين الإماراتي.
في المقابل، أكد إبراهيم البلوي، رئيس نادي الاتحاد، استغرابه من تطبيق العقوبات على ناديه وتجاهل أندية أخرى، الأمر الذي لا يساوي بين فرق القارة، وقال: «سيتخذ النادي كافة الخطوات النظامية لضمان حقوقه كأشخاص مؤتمنين على النادي، وسنصعد الأمر لأعلى جهة كروية، لكشف الظلم الذي لحق بنادينا وبالوثائق كإدارة مؤتمنة على النادي، بالحفاظ على حقوق الكيان مهما كانت، وإثبات أن جدران ناديه ليست قصيرة للقفز من فوقها».
وقد كشف رئيس نادي الاتحاد إبراهيم البلوي عن دهشته وانزعاجه من قرار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بشأن حرمان النادي الغربي من جماهيره بمباراة العين في البطولة القارية، حيث قال: «أستغرب صدور القرار في هذا التوقيت تحديدا»، مضيفا: «عندما تواصلنا مع محامي الفريق قال لا توجد حيثيات للقرار، رغم مضي يومين على صدوره؛ فلدينا أكثر من مائة يوم، ولم تصدر العقوبة إلا قبل المواجهة المهمة أمام العين بأيام قليلة، فعلا قرار أمر غريب جدا».
ومضى البلوي في حديثه لصالح برنامج عالم الصحافة عبر القناة السعودية الرياضية: «قال محامي الفريق في (فيفا) إن هذا القرار غير صحيح، لأن إجراءات الاستئناف لتحتاج وقت والمباراة اقتربت، ونحن لدينا هذا اليوم فقط لتقديم الاستئناف، وبعد ذلك كيف ستجتمع اللجنة ومتى، وما القرار الصادر عنها، ربما يكون القرار غير مقنع لنا، وسنتجه لمحكمة الكأس في الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهذا حتما لن يسمح لنا الوقت بفعله بعد تأخر صدور القرار من قبلهم».
وأوضح البلوي الذي يجلس على كرسي الرئاسة في عامه الأول أنهم لن يصمتوا عن حق الفريق، مضيفا: «الكل شاهد ما حدث لفريق الهلال في إيران، وهاتفني مشكورا رئيس النادي الأمير عبد الرحمن بن مساعد، وقدم لنا تقريرا بكامل تفاصيل المخالفات التي حصلت لهم في طهران، وأستغرب حقيقة غياب عقوبات الاتحاد القاري عن كل ذلك، وتوجيه العقوبات ضد الأندية السعودية، أما الأندية الإيرانية فلا شيء يُذكر».
وواصل البلوي حديثه: «القرار غريب جدا وتوقيته أغرب، سنمضي قدما في حفظ حق الاتحاد بدعم من الاتحاد السعودي لكرة القدم، الذي سيكون بالتأكيد داعما لنا والرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبد الله بن مساعد الذي هاتفني مشكورا ورئيس الاتحاد أحمد عيد وأمينه أحمد الخميس وياسر المسحل عضو لجنة الأندية المحترفة بالاتحاد القاري»، كاشفا: سيكون لنا رد بإذن الله وأتمنى من الجميع دعمنا.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».