«إم بي سي» و«الرياضية».. ملامح صراع من خلف الكواليس على كعكة النقل

الحديثي كشف عن طموحاتهم «العالمية».. والمغيليث: لن نتنازل عن حقنا

جانب من مراسم توقيع وثيقة بيع حقوق المسابقات الكروية لمجموعة «MBC» والتلفزيون السعودي
جانب من مراسم توقيع وثيقة بيع حقوق المسابقات الكروية لمجموعة «MBC» والتلفزيون السعودي
TT

«إم بي سي» و«الرياضية».. ملامح صراع من خلف الكواليس على كعكة النقل

جانب من مراسم توقيع وثيقة بيع حقوق المسابقات الكروية لمجموعة «MBC» والتلفزيون السعودي
جانب من مراسم توقيع وثيقة بيع حقوق المسابقات الكروية لمجموعة «MBC» والتلفزيون السعودي

بعد يومين من الاجتماعات الصاخبة والمثيرة وقّع الاتحاد السعودي لكرة القدم مساء أمس، على وثيقة بيع حقوق مسابقاته الكروية لمجموعة «MBC» والتلفزيون السعودي اللذين تحالفا على نقل كافة مباريات الموسم الكروي المحلي مقابل 410 ملايين ريال للموسم الواحد لمدة زمنية تمتد إلى عشرة أعوام مقبلة في صفقة تاريخية قياسية على مستوى المنطقة وآسيا بأكملها.
وشهدت جدة والعاصمة الرياض اجتماعات مطولة أطرافها رعاية الشباب واتحاد الكرة والرابطة السعودية للمحترفين ومجموعة «MBC» والتلفزيون السعودي، وتسبب مسؤولو الأخير في تأخير توقيع العقد لأكثر من يوم بسبب رفضهم التوقيع دون الحصول على مباريات للدوري السعودي للمحترفين.
وبدا واضحا أن هناك اختلافا على زمن ومكان إقامة المؤتمر الصحافي لتوقيع العقد، فبعد أن كان مرتبا له أن يكون في ملعب الملك فهد، حيث يكون على هامش نهائي كأس السوبر الذي جمع النصر بالشباب أمس تغير مكانه وزمانه ليكون عصرا عند الساعة الـ4:00 في مجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي قبل أن يتأخر حتى الساعة الـ7:15 بسبب خلافات حول بعض البنود بين مسؤولي «MBC» والتلفزيون السعودي انتهى بتأجيل البت بحقوق الأخير ببث مباريات الدوري السعودي من عدمها حتى إشعار آخر.
وأكد علي الحديثي، مدير عام «MBC» خلال المؤتمر الصحافي، أنهم سعداء من أجل هذه النقلة النوعية التي تخول لهم الفوز بحقوق النقل التلفزيوني للمسابقات الكروية السعودية، مشددا على أن القادم سيكون جميلا بالنسبة للمشجع السعودي.
وأوضح الحديثي في معرض رده على سؤال وجهته «الشرق الأوسط» حول طموحات «MBC» المستقبلية ومنافستها لـ«bein sports» على صعيد البطولات الآسيوية والأوروبية والعالمية أنهم جادون في هذا التوجه ولكن ذلك يحكمه منافسة قائمة على أسس تجارية حقيقية لا كما يحدث الآن.
وردا على سؤال «الشرق الأوسط» حول تشفيرها لمباريات الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم في موسمه الجديد، أكد الحديثي أن هذا الموسم لن يشهد أي تشفير للمباريات، لكن هذه الفكرة قد تطبق في الموسم المقبل في حال رأت المجموعة حاجتها لذلك.
وأشار مدير عام مجموعة «mbc» إلى أنهم لم يتفقوا بعد بشأن منح التلفزيون السعودي مباراة واحدة كل جولة، موضحا أن ذلك قيد المفاوضات التي لم تنته بعد.
وبين الحديثي، أن «MBC» ستعمل على بيع حقوق «الهاي لايت» للراغبين من القنوات والشركات التلفزيونية، مشددا على أن ذلك سيجري خلال الأيام القليلة المقبلة. وبدا هذا السؤال مثيرا لنائب رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون صالح المغيليث الذي أكد بعد الانتهاء من المؤتمر الصحافي، أن لهم الحق في نقل مباراة واحدة في كل جولة، وهو ما جرى نفيه من قبل الحديثي الذي شدد على ضرورة الجلوس مع مسؤولي التلفزيوني السعودي في قادم الأيام للنظر في هذا الموضوع الذي لم يحسم بعد بحسب رأيه.
وكشف المغيليث عن أن سبب رفضهم لنقل كأس السوبر تلفزيونيا واعتذارهم لاتحاد الكرة أمس يعود إلى أن المباراة كانت تخصهم فقط لا غيرهم ولكن حتى لا يشكلوا حرجا للمنافسين قرروا عدم نقل المباراة رغم أنها مسؤوليتهم وحدهم فقط.
وأكد المغيليث أنهم سيقومون بنقل مباريات دوري ركاء للمحترفين وكأس الأمير فيصل بن فهد الأولمبي والبطولات السنية، فضلا عن المباريات النهائية لكأسي الملك وولي العهد.
وأضاف: «سننقل ما يقارب 800 مباراة محلية وخبرة الـ50 عاما ستساعدنا على ذلك».
وعبر أحمد عيد، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، عن سعادته الكبيرة لتوقيع عقد النقل التلفزيوني، مشددا على أن ذلك هو امتداد للعمل المؤسسي الذي يسيره عليه اتحاد الكرة.
من جانبها، كشفت الرئاسة العامة لرعاية الشباب عن أن دورها في بيع حقوق النقل التلفزيوني لمباريات كرة القدم السعودية كان مقتصرا على التفاوض مع الجهتين الحاصلتين على عقد النقل وذلك لتحسين قيمة العقد المبدئي وبما يخدم الرياضة السعودية.
وأصدرت الرئاسة العامة لرعاية الشباب مساء أمس (الخميس) بيانا مفصلا عن نتائج جهودها في المفاوضات مع شركة «MBC» الفائزة بحقوق نقل مباريات مسابقات الكرة السعودية لعشر سنوات مقبلة.
وأوضحت الرئاسة العامة لرعاية الشباب أنها نجحت في إضافة مبلغ 600 مليون ريال على قيمة العقد المبرم مع شركة «MBC»، حيث يصبح إجمالي العقد ألف مليون ريال للدعاية والإعلان وألفين وستمائة مليون ريال مبالغ نقدية تدفعها «MBC» طوال مدة العقد.
وستبدأ قيمة النقل الموسمي مع شركة «MBC» من 210 ملايين ريال في الموسم الأول على أن تبدأ الزيادة منذ الموسم المقبل بواقع عشرة ملايين ريال على العقد السابق، حيث تصل إلى مبلغ 250 مليون ريال في الخامس والسادس، على أن تحضر القفزة الكبيرة بواقع 300 مليون ريال للموسم الواحد في المواسم الأربع الأخيرة.
وكشفت الرئاسة العامة لرعاية الشباب عن أنها نجحت في فصل حقوق بث مباريات دوري ركاء للدرجة الأولى وكأس الأمير فيصل بن فهد ودوري الشباب والناشئين من عرض شركة «MBC» الأصلي، وبعدها جرى الحصول على موافقة وزارة المالية على توقيع عقد مدته عشر سنوات بمبلغ 50 مليون ريال في العام الواحد مع القناة السعودية الرياضية التي ستقوم بنقل هذه المباريات، علما بأنه يحق لأي من الطرفين فض الشراكة والعقد بعد مرور خمس سنوات.
وواصلت الرئاسة العامة لرعاية الشباب كشف جهودها في العقد الجديد بحسب وصفها في البيان الصادر عنها، حيث قالت إنها ستحصل على 20 في المائة من حقوق بيع الملخصات لقنوات أخرى، والحصول على ذات القيمة 20 في المائة من دخل تشفير أي مباريات إن جرى ذلك مستقبلا.
كما أوضحت الرئاسة أن حقوق النقل ستعود للاتحاد السعودي لكرة القدم والأندية بعد 24 ساعة من بثها المباشر وبالتالي سيكون بمقدور الأندية إطلاق قنواتها الخاصة ومنحها الفرصة بالحصول على عوائد إضافية.
وأخيرا قالت الرئاسة العامة لرعاية الشباب إنها ضمنت للأندية حقوقها في الحصول على ملخصات مبارياتها مباشرة على تطبيقات الهواتف الجوالة أو الكومبيوتر. ويأتي بيان الرئاسة العامة لرعاية الشباب بعدما أبدت الكثير من القنوات التلفزيونية الأخرى امتعاضها من فوز شركة «MBC» بحقوق النقل لعشر سنوات مقبلة، ووصفت العقد الجديد بأنه مجرد ترسية دون طرحه للمنافسة بحسب ملاك القنوات.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».