تقرير: تزايد إقبال الطلاب الأجانب على المدارس الثانوية الأميركية

لضمان الحصول على مكان بالجامعات وتتصدرها الصين

مقر معهد التعليم العالمي (آي آي إي)
مقر معهد التعليم العالمي (آي آي إي)
TT

تقرير: تزايد إقبال الطلاب الأجانب على المدارس الثانوية الأميركية

مقر معهد التعليم العالمي (آي آي إي)
مقر معهد التعليم العالمي (آي آي إي)

أصدر معهد التعليم العالمي (اي اي اي EEI) في نيويورك تقريرا قبل أيام أوضح بأن مزيدا من الآباء والأمهات الأجانب يرسلون أولادهم وبناتهم إلى مدارس ثانوية في الولايات المتحدة لضمان دخولهم جامعات أميركية.
جاءت الصين على رأس قائمة الخمس وعشرين دولة الأولى. وبعدها كوريا الجنوبية، واليابان، وفيتنام. ثم مجموعة من الدول الأوروبية. وغير تركيا، لا توجد دولة عربية أو إسلامية في القائمة.
من أسباب هذه الظاهرة الجديدة الآتي:
أولا: زيادة المنافسة لدخول الجامعات الأميركية.
ثانيا: رفض كثير من الجامعات الأميركية للشهادات الثانوية الأجنبية.
ثالثا: تعويض قضاء سنتين أو ثلاث سنوات لتعلم اللغة الإنجليزية.
رابعا: التعود مبكرا على الحياة الأميركية، وتقليل مشكلة «الصدمة الحضارية».
وحسب التقرير، فإنه بنهاية العام الماضي كان يوجد في الولايات المتحدة قرابة مائة ألف طالب أجنبي بالمرحلة الثانوية. ويساوي هذا الرقم ضعف ما كان عليه قبل عشر سنوات، كما يوازي الضعف أيضا في عدد الطلاب الأسيويين. بينما قل عدد الطلاب الأوروبيين. وبينما يركز الطلاب الآسيويون على الحصول على شهادة تؤهلهم لدخول الجامعات الأميركية، يركز الطلاب الأوروبيون على الحصول على تجارب وخبرات إضافية، ثم العودة إلى أوروبا لدخول جامعاتها.
وقالت راجيكا فانداري، نائبة رئيس معهد «إي إي آي» للأبحاث، والتي أشرفت على إعداد التقرير: «يستثمر الآسيويون كثيرا في مجال التعليم الثانوي الذي يؤهل لدخول الجامعات. ولهذا يريدون تحقيق درجات ثانوية أكاديمية عالية تضمن لهم دخول الجامعات. ولا بأس إذا كانت هذه جامعات أميركية». وأضافت أنه «في جانب آخر، يريد طلاب من دول أخرى في العالم (خاصة الأوروبية) تحقيق أهداف اجتماعية وثقافية (بسبب زيادة عالمية الثقافة الأميركية)».
وقالت إيمي ستاك، صاحبة ومديرة مركز «أدميشان أكومبليشيد» (ضمان القبول)، الذي يقدم استشارات للطلاب الأجانب الذين يريدون الالتحاق بجامعات أو مدارس ثانوية أميركية: «حقا، يعتمد كل شيء على البلد الذي يأتي منه الطالب. وهل لغته الأولى إنجليزية أو لا. لهذا بالنسبة للطالب الصيني، فإن تعلم، أو زيادة تعلم، اللغة الإنجليزية شيء هام جدا». وأشارت إلى أن هناك عاملا آخرا يدفع إلى أعلى عدد لطلاب المدارس الثانوية الأجانب في الولايات المتحدة، وهو ظاهرة التنوع «دايفيرسيتي Diversity». حيث صارت كثير من الجامعات والمدارس الثانوية الأميركية تريد تنوع خلفيات طلابها؛ كنوع من أنواع التعليم في حد ذاته. أي إن وجود طلاب من دول أجنبية في فصول الدراسة يساعد الطلاب الأميركيين على معرفة ما يجري خارج وطنهم. سواء مواضيع ثقافية، أو دينية، أو حتى سياسية. وهذا في حد ذاته، نوع من التعليم. ويمكن أن يؤثر أكثر بكثير من المقررات المدرسية الجافة عن الدول الأجنبية.
ويعد «اي اي اي» ربما أهم مركز للتعليم الدولي في العالم. ومن رئاسته في نيويورك، يركز على تبادل البعثات الطلابية والمدرسين بين الولايات المتحدة والدول الأخرى. ويركز أيضا على تقديم منح للطلاب الأجانب الذين يقبلون في جامعات أميركية، وكذلك على تقديم استشارات للحكومات (خاصة الحكومة الأميركية) في هذه المجالات.
وشعار المركز هو: «زيادة التعليم في العالم، وزيادة فرص التعليم في العالم». ويستفيد المركز من برامج تعليمية حكومية أميركية، مثل: برنامج فولبرايت، وبرنامج غيلمان التابع لوزارة الخارجية. وتأسس المركز قبل مائة عام تقريبا. وفي الوقت الحاضر له عشرون فرعا في مختلف دول العالم، ويعمل بهذه الفروع قرابة سبعمائة شخص.
وتشترك في عضوية المركز أكثر من ألف ومائتي حكومة ومركز ومؤسسة تعليمية. كما توجد فروع داخل الولايات المتحدة، مثل في: دنفر، وشيكاغو، وواشنطن. وخارج الولايات المتحدة، مثل في: أديس أبابا، وبانكوك، والقاهرة، وهانوي. وتبلغ ميزانيته السنوية قرابة أربعمائة مليون دولار.
بالنسبة لتقرير طلاب المرحلة الثانوية، هذه هي أهم الدول التي ترسل طلابها في المرحلة الثانوية إلى الولايات المتحدة (أرقام تقريبية بنهاية العام الماضي):
الصين: 30.000 طالب
كوريا الجنوبية: 9.000 طالب
ألمانيا: 7,000 طالب
المكسيك: 3,000 طالب
البرازيل: 2,000 طالب
فيتنام: 2,000 طالب
إيطاليا: 1,500 طالب
النرويج: 1.300 طالب
كندا: 1,200 طالب
الدنمارك: 900 طالب
فرنسا: 900 طالب
روسيا: 800 طالب
السويد: 700 طالب
تركيا: 500 طالب



كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات
TT

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

التحدث عن كلية الطب في «الجامعة الأميركية» وما حققته من إنجازات وتطورات منذ تأسيسها عام 1867 لا يمكن تلخيصه بمقال؛ فهذه الكلية التي تحتل اليوم المركز الأول في عالم الطب والأبحاث في العالم العربي والمرتبة 250 بين دول العالم بالاعتماد على QS Ranking، استطاعت أن تسبق زمنها من خلال رؤيا مستقبلية وضعها القيمون عليها، وفي مقدمتهم الدكتور محمد صايغ نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الطب والاستراتيجية الدولية وعميد كلية الطب في الجامعة الأميركية، الذي أطلق في عام 2010 «رؤيا (2020)»، وهي بمثابة خطة طموحة أسهمت في نقل الكلية والمركز الطبي إلى المقدمة ووضعهما في المركز الأول على مستوى المنطقة.

رؤية 2025

اليوم ومع مرور 150 عاماً على تأسيسها (احتفلت به أخيراً) ما زالت كلية الطب في «الجامعة الأميركية» تسابق عصرها من خلال إنجازات قيمة تعمل على تحقيقها بين اليوم والغد خوّلتها منافسة جامعات عالمية كـ«هارفرد» و«هوبكينز» وغيرهما. وقد وضعت الجامعة رؤيا جديدة لها منذ يوليو (تموز) في عام 2017 حملت عنوان «رؤية 2025»، وهي لا تقتصر فقط على تحسين مجالات التعليم والطبابة والتمريض بل تطال أيضاً الناحية الإنسانية.
«هي خطة بدأنا في تحقيقها أخيراً بحيث نستبق العلاج قبل وقوع المريض في براثن المرض، وبذلك نستطيع أن نؤمن صحة مجتمع بأكمله». يقول الدكتور محمد صايغ. ويضيف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا نريد أن ننتظر وصول وفود المرضى إلى مركزنا الطبي كي نهتم بهم، بل إننا نعنى بتوعية المريض قبل إصابته بالمرض وحمايته منه من خلال حملات توعوية تطال جميع شرائح المجتمع. كما أننا نطمح إلى إيصال هذه الخطة إلى خارج لبنان لنغطي أكبر مساحات ممكنة من مجتمعنا العربي».
تأسَّسَت كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1867، وتعمل وفقاً لميثاق صادر من ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، ويقوم على إدارتها مجلس أمناء خاص ومستقل.
وتسعى الكلية لإيجاد الفرص التي تمكن طلبتها من تنمية روح المبادرة، وتطوير قدراتهم الإبداعية واكتساب مهارات القيادة المهنية، وذلك من خلال المشاركة في الندوات العلمية والتطبيقات الكلينيكية العملية مما يُسهِم في تعليم وتدريب وتخريج أطباء اختصاصيين.
وملحَق بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت مركز طبي يضم أقساماً للأمراض الباطنية والجراحة والأطفال وأمراض النساء والتوليد ‏والطب النفسي. كما يقدم المركز الطبي خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في كثير من مجالات الاختصاص، وبرامج للتدريب على التمريض وغيرها ‏من المهن المرتبطة بالطب.

اعتمادات دولية

منذ عام 1902، دأب المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على توفير أعلى معايير الرعاية للمرضى في مختلف أنحاء لبنان والمنطقة. وهو أيضاً المركز الطبي التعليمي التابع لكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت التي درّبت أجيالاً من طلاب الطب وخريجيها المنتشرين في المؤسسات الرائدة في كل أنحاء العالم. المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت هو المؤسسة الطبية الوحيدة في الشرق الأوسط التي حازت على خمس شهادات اعتماد دولية وهي JCI)، وMagnet، وCAP، وACGME - I و(JACIE مما يشكّل دليلاً على اعتماد المركز أعلى معايير الرعاية الصحية المتمحورة حول المريض والتمريض وعلم الأمراض والخدمات المخبرية والتعليم الطبي والدراسات العليا. وقد خرَّجَت كلية الطب أكثر من أربعة آلاف طالب وطبيب. وتقدم مدرسة رفيق الحريري للتمريض تعليماً متميزاً للعاملين في مجال التمريض، ويلبي المركز الطبي احتياجات الرعاية الصحية لأكثر من 360 ألف مريض سنوياً.
ويتألف المركز من عدد من مراكز الامتياز كمركز سرطان الأطفال التابع لمستشفى «سانت جود» البحثي في ولايتي ممفيس وتينيسي. كما تتضمن برنامج باسيل لأورام البالغين وفيه وحدة لزرع نخاع العظام، إضافة إلى مراكز طب الأعصاب المختلفة وأمراض القلب والأوعية الدموية ومركز للرعاية الصحية للنساء.
«هناك استثمارات تلامس نحو 400 مليون دولار رصدت من أجل بناء البنية التحتية اللازمة للمركز الطبي مع مشروع افتتاح عدة مبانٍ وأقسام جديدة خاصة بأمراض السرطان وأخرى تتعلق بالأطفال، إضافة إلى نقلة نوعية من خلال زيادة عدد الأسرة لتلبية الحاجات الصحية المختلفة لمرضانا»، كما أوضح د. صايغ في سياق حديثه.

تبرعات للمحتاجين

يعمل المركز الطبي على تأمين العلاج المجاني لأمراض مستعصية من خلال تأسيس صناديق تبرُّع للمحتاجين، هدفها تأمين العلاج لذوي الدخل المحدود. وهي تخصص سنوياً مبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة هذه الشريحة من الناس التي تفتقر إلى الإمكانيات المادية اللازمة للعلاج.
وينظم المركز الطبي مؤتمراً سنوياً ودورات وورش عمل (MEMA) تتناول مواضيع مختلفة كطب الصراعات ومواضيع أخرى كصحة المرأة، والصحة العقلية، وعبء السرطان وغسل الكلى أثناء الصراع وتدريب وتثقيف المهنيين الصحيين للتعامل مع تحديات العناية بأفراد المجتمع.
تُعدّ كلية الطب في الجامعة الأميركية السباقة إلى تأمين برنامج تعليمي أكاديمي مباشر لطلابها، بحيث يطبقون ما يدرسونه مباشرة على الأرض في أروقة المركز الطبي التابع لها.
ويرى الدكتور محمد صايغ أن عودة نحو 180 طبيباً لبنانياً عالمياً من خريجيها إلى أحضانها بعد مسيرة غنية لهم في جامعات ومراكز علاج ومستشفيات عالمية هو إنجاز بحد ذاته. «ليس هناك من مؤسسة في لبنان استطاعت أن تقوم بهذا الإنجاز من قبل بحيث أعدنا هذا العدد من الأطباء إلى حرم الكلية وأنا من بينهم، إذ عملت نحو 25 عاماً في جامعة (هارفرد)، ولم أتردد في العودة إلى وطني للمشاركة في نهضته في عالم الطب». يوضح دكتور محمد صايغ لـ«الشرق الأوسط».

رائدة في المنطقة

أبهرت كلية الطب في الجامعة الأميركية العالم بإنجازاتها على الصعيدين التعليمي والعلاجي، ففي عام 1925. تخرجت فيها أول امرأة في علم الصيدلة (سارة ليفي) في العالم العربي، وبعد سنوات قليلة (1931) كان موعدها مع تخريج أول امرأة في عالم الطب (ادما أبو شديد). وبين عامي 1975 و1991 لعبت دوراً أساسياً في معالجة ضحايا الحرب اللبنانية فعالج قسم الطوارئ لديها في ظرف عام واحد (1976 - 1977) أكثر من 8000 جريح. وفي عام 2014 تلقت إحدى أضخم التبرعات المالية (32 مليون دولار) لدعم المركز الطبي فيها وتوسيعه.
كما لمع اسمها في إنجازات طبية كثيرة، لا سيما في أمراض القلب، فكان أحد أطبائها (دكتور إبراهيم داغر) أول من قام بعملية القلب المفتوح في العالم العربي، في عام 1958. وفي عام 2009، أجرت أولى عمليات زرع قلب اصطناعي في لبنان، وفي عام 2017 أحرز فريقها الطبي أول إنجاز من نوعه عربياً في أمراض القلب للأطفال، عندما نجح في زرع قلب طبيعي لطفل.
كما تصدرت المركز الأول عربياً في عالم الطب لثلاث سنوات متتالية (2014 - 2017) وحازت على جوائز كثيرة بينها «الجائزة الدولية في طب الطوارئ» و«جائزة عبد الحميد شومان» عن الأبحاث العربية، و«جائزة حمدان لأفضل كلية طبية في العالم العربي» لدورها في التعليم الطبي لعامي 2001 – 2002.