في الوقت الذي طالب فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوضع «حد للمجازر» و«الأعمال البشعة والقذرة» التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، صعد الجيش الإسرائيلي من هجماته ضد القطاع أمس، فقتل 106 على الأقل وجرح المئات، في قصف استهدف منازل ومؤسسات ومساجد، من بينها القضاء العسكري ووزارة المالية ومحطة توليد الكهرباء ومنزل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وفضائية وإذاعة «الأقصى» التابعتين للحركة الإسلامية، في أعنف قصف تشهده غزة منذ بداية العدوان.
وبعد أن دعا الجيش الإسرائيلي سكان غزة من المقيمين في المناطق الحدودية للقطاع إلى مغادرة منازلهم تمهيدا لقصفها، لم تمنح إسرائيل أهالي القطاع في الليلة الثانية من عيد الفطر أي وقت للنوم، بل واصلت غاراتها طوال الليل في معظم مناطق غزة واستمر القصف صباحا، ولم يتوقف المسعفون عن نقل قتلى وجرحى إلى المشافي السبع الموجودة في القطاع.
وقال أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في غزة إن «أكثر من 106 مواطنين استشهدوا الثلاثاء (أمس) جراء القصف الإسرائيلي على الأحياء المدنية في غزة». وأشار إلى «ارتفاع عدد الشهداء منذ بدء العدوان لـ1156 و6700 جريح».
وجاء القصف المستعر وغير المسبوق على غزة، بعد تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتوسيع العملية في أعقاب مقتل نحو عشرة جنود إسرائيليين في عمليتين منفصلتين، وتهديدات أخرى من رئيس الأركان بيني غانتس، الذي توعد أهل غزة قائلا «من الأفضل لسكان قطاع غزة أن يبتعدوا عن الأماكن التي تطلق منها الصواريخ لأننا سنصل إليها وعندئذ سيكون ذلك مؤلما جدا لمن يوجد هناك».
وقتلت إسرائيل عائلات كاملة وشبانا ونساء وأطفالا في قصف استهدف مناطق بيت لاهيا ورفح والبريج وخان يونس وجباليا والشجاعية وبيت حانون والمناطق الوسطى.
وقضى 12 شخصا من عائلة الآغا، وسبعة من عائلة أبو عامر، وهم القيادي في الجبهة الديمقراطية وضاح أبو عامر وزوجته وأبناؤه الخمسة، وخمسة آخرون من عائلة النجار، وخمسة من عائلة ضهير في رفح، بينهم الصحافي عزت ضهير (23 سنة) ويعمل مع محطة محلية في الضفة الغربية، وابنتاه، وجميعهم يسكنون في خان يونس، جنوب القطاع. إضافة إلى ثمانية معظمهم من النساء والأطفال من عائلة أبو زيد في حي الجنينة بمدينة رفح في الجنوب، وخمسة من عائلة أنيس أبو شمالة رئيس بلدية البريج وسط القطاع.
ولم تسلم مساجد غزة من القصف، واستهدفت الطائرات الإسرائيلية مسجدي «الأمين محمد» و«الصالحين» في رفح، و«القرمزي» في الشجاعية.
كما دمرت إسرائيل محطة توليد كهرباء غزة، إذ استهدفت الطائرات مخازن الوقود، وشوهدت النيران تندلع على نطاق واسع، ولم تتمكن طواقم الدفاع المدني من إخماد النيران حتى عصر أمس.
وتوقفت المحطة التي تمد القطاع بثلثي احتياجاته من الطاقة عن العمل بشكل كامل، وهو ما أغرق القطاع في الظلام. وقال محمد الشريف مدير المحطة: «لقد انتهت (المحطة) ». وأكدت سلطة الطاقة أن محطة كهرباء غزة لن تعود إلى العمل قبل عام من الآن. وفي نفس الوقت تعرضت جميع خطوط الكهرباء المرتبطة بإسرائيل إلى أضرار جسيمة.
كما قصف الجيش الإسرائيلي كل مقار شبكة «الأقصى» الإعلامية التابعة لحماس، الفضائية والتلفزيون والإذاعة ومباني وزارات بينها وزارة المالية والقضاء العسكري إلى جانب منزل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وبث الجيش الإسرائيلي فيديو لقصف منزل هنية يظهره أثناء القصف الذي حوله إلى أثر بعد عين. ولم يكن في المنزل أي من سكانه.
وقال هنية في تصريح بثته حماس: «بيتي ليس أغلى من بيوت أبناء شعبنا وتدمير الحجارة لن يكسر الإرادة وسنواصل طريق المقاومة حتى الحرية».
وادعى الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن الجيش ضرب أكثر من 70 هدفا «إرهابيا» في قطاع غزة. وقال في بيان: «ضربت منازل ومكاتب تابعة لعدد من أقطاب حماس وأربعة مساجد استخدمت لتخزين وسائل قتالية. كما ضرب نفق إرهابي ومنصة لإطلاق الصواريخ».
من جانبه، عقب الرئيس عباس على التصعيد الإسرائيلي في غزة قائلا إن «هذه الأعمال البشعة التي يمارسها الاحتلال ضد هذا الشعب الفلسطيني يجب أن يوضع حد لها». وأضاف: «نحن من جهتنا لن نترك أي وسيلة كانت في كل أنحاء العالم لنرفع صوتنا عاليا. نحن نطالب العالم بإحقاق الحق وإنصاف شعبنا المظلوم، ومن الآن فصاعدا سندرس كل الاحتمالات التي يمكن أن نصل إليها من أجل تحقيق هذا الغرض».
بينما دعت حركة حماس العرب إلى «تحمل مسؤولياتهم تجاه محاولات تصفية قطاع غزة وقتل أطفاله وحرمانه من حقه الديني والإنساني في العيد». وقال سامي أبو زهري، الناطق باسم حماس إن «إصرار الاحتلال على قتل الأطفال والمدنيين دليل على دموية الاحتلال وعجزه عن مواجهة المقاومة».
وفي هذه الأثناء تواصلت الاشتباكات العنيفة في مناطق في غزة بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلين فلسطينيين.
وأعلنت حركتا حماس والجهاد الإسلامي قصف تجمعات للجيش الإسرائيلي داخل غزة وفي محيطها، كما واصلتا قصف تجمعات ومدن إسرائيلية بينها زكيم وبئر السبع وعسقلان.
وفي الضفة الغربية، التي هدأت نسبيا، توفي أمس شاب فلسطيني في الخليل متأثرا بجراح أصيب بها في مواجهات سابقة. وقالت مصادر طبية إن الشاب علاء الزغير (22 سنة) وصل إلى المستشفى مصابا بالرصاص الحي في البطن خلال مواجهات شهدتها بلدة إذنا شمال غربي الخليل بين الشبان الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية قبل أن يتوفى أمس.
إسرائيل تقتل أكثر من مائة فلسطيني وتستهدف بيت هنية ومحطة الكهرباء
عباس يطالب بـ«وقف المجازر البشعة».. وحماس والجهاد تقصفان مدنا إسرائيلية
إسرائيل تقتل أكثر من مائة فلسطيني وتستهدف بيت هنية ومحطة الكهرباء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة