استقالة ثلاثة وزراء أتراك.. وأحدهم يدعو إردوغان للقيام بالمثل

رئيس الحكومة أكد «عدم التهاون» مع الفساد من قبل «العدالة والتنمية»

الوزراء الذين تقدموا باستقالاتهم بجوار اردوغان في فعالية جماهيري وهم وزراء الاقتصاد، الداخلية والبيئة والتخطيط العمراني
الوزراء الذين تقدموا باستقالاتهم بجوار اردوغان في فعالية جماهيري وهم وزراء الاقتصاد، الداخلية والبيئة والتخطيط العمراني
TT

استقالة ثلاثة وزراء أتراك.. وأحدهم يدعو إردوغان للقيام بالمثل

الوزراء الذين تقدموا باستقالاتهم بجوار اردوغان في فعالية جماهيري وهم وزراء الاقتصاد، الداخلية والبيئة والتخطيط العمراني
الوزراء الذين تقدموا باستقالاتهم بجوار اردوغان في فعالية جماهيري وهم وزراء الاقتصاد، الداخلية والبيئة والتخطيط العمراني

انقلبت محاولة التخفيف عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عبر استقالة بعض وزراء حكومته، إلى أزمة جديدة سببها توجيه أحد الوزراء المستقيلين، المعروف بقربه من إردوغان، الدعوة إلى إردوغان نفسه للاستقالة بسبب أزمة الفساد التي أدت إلى توقيف عدد من المقربين منه، بينهم أبناء الوزراء المستقيلين بتهمة تلقي رشى.
وأكد إردوغان، العائد إلى بلاده بعد زيارة رسمية إلى باكستان، أنه «لن يتوانى عن مكافحة الفساد»، بينما قال أحد مستشاريه لـ«الشرق الأوسط» إن الحزب أوصل البلاد إلى هذا الرخاء الاقتصادي بسبب حربه الكبيرة على الفساد، مما يحتم عليه ألا يكون فاسدا، مكررا تأكيده وجود «مؤامرة بتمويل خارجي» لتشويه صورة الحكومة.
وقدم وزير الاقتصاد ظفر تشاليان استقالته، تلاه وزير الداخلية معمر غولر، ثم في وقت لاحق تقدم إردوغان بيرقدار وزير البيئة والتخطيط العمراني باستقالته، داعيا رئيس الوزراء أن يحذو حذوه. وقال بيرقدار لقناة «إن تي في» الإخبارية التلفزيونية: «من أجل صالح هذه الأمة وهذا البلد، أعتقد أن على رئيس الوزراء أن يستقيل». وابن بيرقدار هو الوحيد من أبناء الوزراء الثلاثة الذي أطلق سراحه بعد التحقيق معه، بينما بقي الآخران قيد التوقيف.
وقال تشاليان في بيان أصدره: «لقد استقلت من منصبي كوزير للاقتصاد للمساعدة في كشف الحقيقة ولإحباط هذه المؤامرة القبيحة التي أثرت على ابني وزملائي المقربين في العمل وآخرين». أما غولر، فقد وصف الاعتقالات التي طال بعضها ابنه بأنها: «دسيسة قذرة ضد حكومتنا وحزبنا وبلادنا».
وترأس رئيس الوزراء التركي أمس اجتماعا لحزبه، قال خلاله إن الحزب «لن يتسامح مع الفساد» بعد استقالة ثلاثة وزراء فيما يتصل بتحقيق في فساد. وأضاف: «لا يتغاضى حزب العدالة والتنمية عن الفساد أو يتسامح معه. إذا فعل ذلك فسينتفي سبب وجوده».
وفي رد فعل فوري على الاستقالات، هبط مؤشر البورصة التركية ثلاثة في المائة. وانخفضت العملة التركية إلى 0855.‏2 ليرة للدولار.



تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش»، وفق ما أفاد صحافيون في «وكالة الصحافة الفرنسية».

يقف أفراد أمن «طالبان» في حراسة بينما يحضر الناس جنازة خليل الرحمن حقاني بمقاطعة غردا راوا في أفغانستان 12 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

وقتل حقاني، الأربعاء، في مقر وزارته، حين فجّر انتحاري نفسه في أول عملية من نوعها تستهدف وزيراً منذ عودة حركة «طالبان» إلى السلطة عام 2021.

وشارك آلاف الرجال، يحمل عدد منهم أسلحة، في تشييعه بقرية شرنة، مسقط رأسه في منطقة جبلية بولاية باكتيا إلى جنوب العاصمة الأفغانية.

وجرى نشر قوات أمنية كثيرة في المنطقة، في ظل مشاركة عدد من مسؤولي «طالبان» في التشييع، وبينهم رئيس هيئة أركان القوات المسلحة، فصيح الدين فطرت، والمساعد السياسي في مكتب رئيس الوزراء، مولوي عبد الكبير، وفق فريق من صحافيي «وكالة الصحافة الفرنسية» في الموقع.

وقال هدية الله (22 عاماً) أحد سكان ولاية باكتيا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طالباً عدم كشف اسمه كاملاً: «إنها خسارة كبيرة لنا، للنظام وللأمة».

من جانبه ندّد بستان (53 عاماً) بقوله: «هجوم جبان».

أشخاص يحضرون جنازة خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين والعودة في نظام «طالبان» غير المعترف به دولياً العضو البارز في شبكة «حقاني» (إ.ب.أ)

ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم، إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان، إلا أن الفرع المحلي لتنظيم «داعش - ولاية خراسان» لا يزال ينشط في البلاد، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان»، وكذلك أقلية الهزارة الشيعية.

وخليل الرحمن حقاني، الذي كان خاضعاً لعقوبات أميركية وأممية، هو عمّ وزير الداخلية، واسع النفوذ سراج الدين حقاني. وهو شقيق جلال الدين حقاني، المؤسس الراحل لشبكة «حقاني»، التي تنسب إليها أعنف هجمات شهدتها أفغانستان خلال الفترة الممتدة ما بين سقوط حكم «طالبان»، إبان الغزو الأميركي عام 2001، وعودة الحركة إلى الحكم في 2021.