طالبان تنفي وقوفها وراء قتل 14 مدنيا وتعليق التدقيق في أصوات الانتخابات الأفغانية

أوباما يتصل بالمرشحين الرئاسيين ويدعوهما لقبول حكومة وحدة أيا كان الفائز

طالبان تنفي وقوفها وراء قتل 14 مدنيا وتعليق التدقيق في أصوات الانتخابات الأفغانية
TT

طالبان تنفي وقوفها وراء قتل 14 مدنيا وتعليق التدقيق في أصوات الانتخابات الأفغانية

طالبان تنفي وقوفها وراء قتل 14 مدنيا وتعليق التدقيق في أصوات الانتخابات الأفغانية

نفت حركة طالبان مسؤوليتها عن قتل 14 شخصا على الأقل كانوا ضمن 32 مسافرا جرى اعتراض حافلتين كانتا تقلانهم في وسط أفغانستان مساء أول من أمس. وقال مسؤولون أفغان إن مسلحين اعترضوا طريق الحافلتين وبعد أن تحققوا من بطاقات هوية الركاب فصلوا 14 من 32 راكبا آخرين وقتلوهم بالرصاص.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في رسالة وجهت إلى وكالة «رويترز» إن الحركة «تدين بشدة واقعة القتل وستحاول أن تعثر على الجناة وتعاقبهم».
ومن بين القتلى ثلاث نساء على الأقل وطفل في الثالثة من عمره. وقال مسؤولون محليون في إقليم غور الجبلي النائي إن معظم الركاب من أقلية الهزارة الشيعية، لكن لم يتسن التحقق من ذلك بشكل مستقل. وكان صديق صديقي، وهو متحدث باسم وزارة الداخلية، اتهم في وقت سابق مقاتلي طالبان بالوقوف وراء الهجوم قائلا إنه يهدف إلى «بث الرعب في نفوس الناس».
وجاء توضيح طالبان تزامنا مع تعليق عملية إعادة التحقق من الأصوات الـ8.1 مليون في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الأفغانية لبضعة أيام بسبب خلافات بين المرشحين حول هذه العملية. ويدور الخلاف بين عبد الله عبد الله وأشرف غني في الأساس حول الإجراء الذي يسمح بإبطال صوت عُدَّ مزورا. وقال رئيس المفوضية الانتخابية المستقلة أحمد يوسف نورستاني في مؤتمر صحافي بكابل أمس إن «المفوضية الانتخابية المستقلة قررت تعليق التدقيق مؤقتا حتى اليوم الرابع من عيد الفطر ونأمل أن يكون هذا الوقت كافيا للمرشحين للتوصل إلى اتفاق».
غير أن بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان التي تحاول التقريب بين وجهات نظر الطرفين، أعلنت في بيان أمس أن عبد الله وغني يؤيدان إقرار المفوضية الانتخابية المستقلة لاقتراح أممي لاعتماد معايير لإلغاء الأصوات. وأعلنت البعثة في بيان أن المرشحين «قدما وجهة نظر مشتركة تفيد بأن المصلحة الوطنية تقتضي تحديد إطار تنظيمي لعملية التدقيق».
في الأثناء وأمام خلاف آخر محتمل بين عبد الله وغني، اتصل الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء أول من أمس هاتفيا بالمرشحين ودعاهما إلى «دعم صريح لإطار العملية السياسية التي اتفقا عليها» وفق بيان للبيت الأبيض، أي تشكيل حكومة وحدة وطنية أيا كان الفائز.



«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم قتل فيه وزير من «طالبان»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
TT

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم قتل فيه وزير من «طالبان»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)

أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن تفجير انتحاري أودى بحياة وزير اللاجئين الأفغاني في مكتبه في كابل، بحسب ما ذكر موقع «سايت»، اليوم (الأربعاء).

وقُتل وزير اللاجئين الأفغاني، خليل الرحمن حقاني، اليوم، من جرّاء تفجير وقع بمقر وزارته في كابل، نُسب إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، وهو الأوّل الذي يستهدف وزيراً منذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم في عام 2021. واستنكر الناطق باسم حكومة الحركة «هجوماً دنيئاً» من تدبير تنظيم «داعش»، مشيداً بتاريخ «مقاتل كبير» قد «ارتقى شهيداً»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». ووقع الانفجار، الذي لم تتبنّ بعد أي جهة مسؤوليته، «في مقرّ وزارة اللاجئين»، وفق ما أفاد به مصدر حكومي «وكالة الصحافة الفرنسية»، مشيراً إلى أنه تفجير انتحاري. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: «للأسف وقع انفجار في وزارة اللاجئين، ويمكننا أن نؤكد أن الوزير خليل الرحمن حقاني قد استشهد إلى جانب عدد من زملائه». وضربت قوى الأمن طوقاً حول الحيّ حيث تقع الوزارة في وسط كابل. فيما أورد حساب الوزارة على منصة «إكس» أن ورشات تدريبية كانت تعقد في الأيام الأخيرة بالموقع. وكلّ يوم، تقصد أعداد كبيرة من النازحين مقرّ الوزارة لطلب المساعدة أو للدفع بملفّ إعادة توطين، في بلد يضمّ أكثر من 3 ملايين نازح من جراء الحرب.

«إرهابي عالمي»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني خلال مؤتمر صحافي في كابل يوم 12 يونيو 2022 (أ.ف.ب)

كان خليل الرحمن يحمل سلاحاً أوتوماتيكياً في كلّ إطلالاته، وهو شقيق جلال الدين الذي أسس «شبكة حقاني» مع بداية سبعينات القرن الماضي وإليها تُنسب أعنف الهجمات التي شهدتها أفغانستان، قبل أن تندمج «الشبكة» مع حركة «طالبان» إبان حكمها الذي بدأ عام 1994 وأنهاه الغزو الأميركي للبلاد في عام 2001، ثم عودة الحركة إلى الحكم بعد انسحاب القوات الأميركية والدولية في 2021. وهو أيضاً عمّ وزير الداخلية الحالي سراج الدين حقاني. ورصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية تصل إلى 5 ملايين دولار في مقابل الإدلاء بمعلومات عن خليل الرحمن، واصفة إياه بأنه «قائد بارز في (شبكة حقاني)» التي صنّفتها واشنطن «منظمة إرهابية». وفي فبراير (شباط) 2011، صنَّفته وزارة الخزانة الأميركية «إرهابياً عالمياً»، وكان خاضعاً لعقوبات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، التي قدّرت أن يكون في الثامنة والخمسين من العمر.

هجمات «داعش»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني (وسط) خلال وصوله لتفقد مخيم للاجئين بالقرب من الحدود الأفغانية - الباكستانية يوم 2 نوفمبر 2023 (أ.ف.ب)

ويبدو أن «شبكة حقاني» منخرطة في نزاع على النفوذ داخل حكومة «طالبان». ويدور النزاع، وفق تقارير صحافية، بين معسكر يطالب بالتطبيق الصارم للشريعة على نهج القائد الأعلى لـ«طالبان» المقيم في قندهار، وآخر أكثر براغماتية في كابل. ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان. إلا أن الفرع المحلي لتنظيم «داعش - ولاية خراسان» لا يزال ينشط في البلاد، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان». وسُمع أكثر من مرّة دويّ انفجارات في كابل أبلغت عنها مصادر محلية، غير أن مسؤولي «طالبان» نادراً ما يؤكدون حوادث من هذا القبيل. وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قُتل طفل وأصيب نحو 10 أشخاص في هجوم استهدف سوقاً وسط المدينة. وفي سبتمبر (أيلول) الذي سبقه، تبنّى تنظيم «داعش» هجوماً انتحارياً أسفر عن مقتل 6 أشخاص، وجُرح 13 بمقرّ النيابة العامة في كابل. وأكّدت المجموعة أن هدفها كان «الثأر للمسلمين القابعين في سجون (طالبان)»، علماً بأن الحركة غالباً ما تعلن عن توقيف أعضاء من التنظيم أو قتلهم، مشددة في الوقت عينه على أنها تصدّت للتنظيم في البلد.