«إرهابيو الأعياد»... ظاهرة متكررة تؤرق الأمن المصري

خليتان خططتا مؤخراً لعمليات في مناسبات إسلامية ومسيحية

TT

«إرهابيو الأعياد»... ظاهرة متكررة تؤرق الأمن المصري

بات إعلان أجهزة الأمن في مصر عن ضبط خلايا «إرهابية» أو تنفيذ عمليات عنف بالمواكبة مع حلول الأعياد، ظاهرة متكررة في الآونة الأخيرة، وخلال الأيام القليلة الماضية أعلنت السلطات عن «القضاء» على خلية إرهابية خططت لهجمات خلال عيد الأضحى الذي يحل الأسبوع المقبل، فيما نجا عشرات الأقباط الذين كانوا يحتفلون بعيد ميلاد السيدة مريم العذراء من هجوم انتحاري كان يستهدف كنيسة شمال القاهرة.
ورغم خفوت حدة الهجمات التي تنفذها المجموعات الإرهابية المسلحة خلال الأشهر الستة الأخيرة، سواء في محافظة شمال سيناء التي يرتكز فيها متطرفون يدينون بالولاء لتنظيم داعش أو في مواقع أخرى، فإن الأعياد باتت موسماً لظهور أنباء القبض على عناصر تلك الخلايا، وهو الأمر الذي بات «مؤرقا لأجهزة الأمن» بحسب تقدير مراقبين.
وفي يوم السبت الماضي، كان الهدف الرئيسي من تخطيط الهجوم الانتحاري الفاشل الذي كان يستهدف كنيسة السيدة العذراء بمنطقة مسطرد هو إيقاع عشرات المحتفلين بعيد مولد السيدة العذراء كضحايا، وأظهرت الاعترافات الأولية التي أجرتها أجهزة الأمن، وأعلنتها في بيان رسمي، أن المخططين وضعوا «مواد سامة» على العبوات الناسفة لزيادة أعداد القتلى.
وإذا كانت المنشآت الدينية المسيحية، قد أصبحت هدفاً معتاداً للجماعات المتطرفة خاصة في الأعياد القبطية، فإن الإعلان عن ضبط «6 عناصر إرهابية سقطوا في مداهمة لقوات الأمن بمدينة 6 أكتوبر (تشرين الأول) (جنوب غربي القاهرة)» أظهر أنهم كانوا يخططون لتنفيذ «سلسلة من العمليات العدائية لاستهداف بعض المنشآت المهمة والحيوية ودور العبادة المسيحية ورجال القوات المسلحة والشرطة بالتزامن مع احتفالات عيد الأضحى»، بحسب الداخلية المصرية.
وقال الخبير الأمني اللواء فاروق المقرحي لـ«الشرق الأوسط»، إن «تراجع نفوذ وتأثير الجماعات الإرهابية، خلال العامين الماضيين، أصبح يدفعهم لاختيار المناسبات الأكثر كثافة من حيث أعداد المشاركين، ومحاولة استهدافها عن طريق التفجيرات، بغرض لفت الانتباه إلى قدرات غير حقيقية، وإيهام من يدبرون تمويلهم بإمكانياتهم».
وأضاف المقرحي: «لم يعد خافياً أن المسلحين سواء في سيناء أو الجيوب الأخرى الأقل تأثيراً يلفظون أنفاسهم الأخيرة، وهم يحاولون التمرد على حقائق الأمر على الأرض الواقع، وكذلك فإن أجهزة الأمن في حالة استنفار دائم لذلك الملمح في تحركات المتطرفين».
وفي ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، فكك الأمن المصري خلية خططت لهجمات إرهابية خلال أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة، وجاء الإعلان غداة هجوم إرهابي تبناه آنذاك تنظيم داعش، واستهدف كنيسة مارمينا بضاحية حلوان جنوب القاهرة.
كما كان عيد أحد السعف، في أبريل (نيسان) 2017 هدفاً لهجومين متزامنين طالا كنيستين بمحافظتي الإسكندرية وطنطا، وأسفرا عن مقتل ما يزيد على 40 شخصاً غالبيتهم من الأقباط.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.