محكمة في طرابلس تأمر بإعدام 45 متهماً من «أنصار القذافي»

البرلمان يلوح مجدداً بنقل مقره من طبرق إلى بنغازي

TT

محكمة في طرابلس تأمر بإعدام 45 متهماً من «أنصار القذافي»

قضت محكمة بالعاصمة الليبية، أمس، بإعدام 45 شخصاً رمياً بالرصاص من بين 128 متهماً في قضية قتل متظاهرين عام 2011، على خلفية اندلاع الثورة الليبية التي أسقطت نظام الرئيس السابق معمر القذافي. وجاء الحكم على مناصري الزعيم الليبي السابق في وقت أقدمت عشرات النساء غرب طرابلس على إغلاق طريق للسيارات بإشعال الإطارات، احتجاجا على عدم وجود سيولة لدى المصارف المحلية، بالإضافة إلى تردي الأوضاع المعيشية، كما وجّهت مؤسسة النفط الليبية اتهامات للميليشيات المسلحة في طرابلس باستعمال القوة لمنع عبور سائقي شاحنات نقل الوقود، وتوجيه تهديدات لرئيس شركة نفط محلية.
ورددت المتظاهرات الغاضبات أمام فرع مصرف محلي هتافات منددة بالصديق الكبير، محافظ المصرف المركزي الليبي، وبحكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج، وبمجلسي النواب و«الأعلى للدولة». وجاءت هذه الاحتجاجات بعد أن شهدت مصارف محلية وقوف عشرات المواطنين، بينهم سيدات، فترات طويلة على أمل الحصول على أموال من المصارف التي تعاني أزمة خانقة في السيولة.
في غضون ذلك، قالت الإدارة العامة للأمن المركزي (فرع شمال طرابلس)، إنها بدأت أمس إعادة فتح كامل طريق الشط في العاصمة طرابلس، وذلك بعد يوم واحد من قيام ميليشيات مسلحة بإقفال الطريق بالسواتر، ومنع مرور السيارات شرق المدينة، احتجاجا على خطف عدد من سكان منطقة سوق الجمعة من قبل عناصر تابعة للكتيبة، التي يقودها بشير خلف الله، المكنى بالبقرة في تاجوراء .
إلى ذلك، قالت مؤسسة النفط الموالية لحكومة السراج في بيان لها، أمس، إن ميليشيات مسلحة تتمركز بمنطقة العزيزية في طرابلس، استعملت أول من أمس القوة لمنع عبور سائقي شاحنات نقل الوقود، التي كانت متوجهة إلى مناطق الجبل الغربي بهدف خلق أزمة في الوقود. وأعلنت المؤسسة أنها قدمت بلاغا بالواقعة إلى النائب العام، وتدرس حاليا حلولا سريعة وفعالة لإيصال الوقود إلى المنطقة لتفادي الأزمة.
وكانت المؤسسة قد أدانت تعرض عماد بن كورة، رئيس لجنة إدارة شركة البريقة لتسويق النفط، لتهديدات من قبل عدة ميليشيات مسلحة في العاصمة طرابلس، لإجباره على إعادة النظر في قرار أصدره يقضي بحل ما يسمى بمكتب مراقبة توزيع الوقود والغاز.
من جهة ثانية، قضت محكمة بالعاصمة الليبية طرابلس، أمس، بإعدام 45 شخصاً رمياً بالرصاص من بين 128 متهماً في قضية قتل متظاهرين عرفت باسم «السريع أبو سليم»، التي وقعت في طرابلس في 21 أغسطس (آب) 2011، على خلفية اندلاع الثورة الليبية التي أسقطت نظام الرئيس السابق معمر القذافي.
وقالت وزارة العدل بحكومة الوفاق الوطني، أمس، إن الدائرة الجنائية بمحكمة استئناف طرابلس أصدرت حكمها في الجلسة العلنية على المتهمين، لتسدل الستار على القضية التي شغلت الرأي العام الليبي طوال السنوات السبع الماضية، مشيرة إلى أنها قضت على 54 متهماً بالسجن 5 سنوات، وبرأت 22 شخصاً من التهم المنسوبة إليهم، وشملت شخصاً واحداً بالعفو العام. كما قضت المحكمة بسبق الدعوى لثلاثة أشخاص، ووفاة مثلهم قبل الفصل في الدعوى.
وتتعلق أحداث القضية بوقائع إطلاق نار وعمليات قتل واسعة، تمت على الطريق السريعة المحاذية لمنطقة أبو سليم في طرابلس من قبل مسلحين محسوبين على نظام القذافي ضد المشاركين في «الثورة».
في سياق، آخر، خطف مسلحون مدير عام مصرف النوران، عبد العزيز محمد منصور البركي، واقتادوه إلى جهة غير معلومة بعد أن اقتحموا منزله بحي دمشق في طرابلس، مساء أول من أمس.
في سياق مختلف، أدانت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، في بيان أول من أمس، عملية طرد نازحي تاورغاء من مخيم في طرابلس الأسبوع الماضي، وقالت إن ميليشيات مسلحة ليبية أجبرت ما يقرب من 2000 شخص من تاورغاء على الفرار من ملجئهم في طريق المطار بالعاصمة، والذي يعد أكبر مخيم للنازحين، باستضافته لنحو 370 عائلة من مدينة تاورغاء، تعيش فيه منذ إنشائه عام 2011.
على صعيد آخر، لوح مجلس النواب الليبي بإمكانية نقل مقره من مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي إلى مدينة بنغازي، بعدما أعلن عن إبرام عقد للانتفاع بمقر جمعية الدعوة الإسلامية في مدينة بنغازي كمقر له، إلى حين إنشاء مقر دائم للسلطة التشريعية. وحضر مراسم التوقيع رئيس المجلس عقيلة صالح، وعدد من أعضاء مجلس النواب، إيذانا بعودة المجلس إلى مقره الرسمي والدائم في مدينة بنغازي، وفقا للإعلان الدستوري، ووفقا لما أعلنه عبد الله بليحق المتحدث الرسمي باسم المجلس.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».