البرلمان الليبي يعلّق حسم قانون الاستفتاء على الدستور

في جلسة شهدت مشادات كلامية حادة وإصابة نائب بطلق ناري

صورة نشرتها مواقع ليبية لميليشيات مسلحة تقيم سواتر ترابية في ضواحي طرابلس أمس
صورة نشرتها مواقع ليبية لميليشيات مسلحة تقيم سواتر ترابية في ضواحي طرابلس أمس
TT

البرلمان الليبي يعلّق حسم قانون الاستفتاء على الدستور

صورة نشرتها مواقع ليبية لميليشيات مسلحة تقيم سواتر ترابية في ضواحي طرابلس أمس
صورة نشرتها مواقع ليبية لميليشيات مسلحة تقيم سواتر ترابية في ضواحي طرابلس أمس

علّق مجلس النواب الليبي أمس حسم النقاش على مسودة، تتعلق بالاستفتاء على الدستور الجديد للبلاد لما بعد عطلة عيد الأضحى، وذلك عقب جلسة عقدها، وتخللها إصابة أحد أعضائه بطلق ناري أمام مقر البرلمان، فيما شهدت العاصمة طرابلس توترات أمنية على خلفية إقامة ميليشيات مسلحة سواتر ترابية في بعض ضواحيها، تزامنا مع إعلان وزارة الداخلية عن رفع حالة التأهب الأمني داخل المدينة.
وقال نواب حضروا جلسة مجلس النواب لـ«الشرق الأوسط» إن إطلاق نار عشوائيا أدى إلى إصابة صالح هاشم، عضو المجلس، إثر مشادة كلامية مع بعض الحراس المكلفين تأمين المجلس، لكنهم نفوا قيام مسلحين باقتحام مقر المجلس، أو تهديد بعض النواب، بينما تحدث مصدر أمني عن إصابة ضابط برتبة رائد من حراس المجلس برصاصة، قال إنها خرجت بطريق الخطأ من سلاح كان بحوزة هاشم داخل قاعة مجلس النواب.
وأكد فتحي المريمي، المستشار الإعلامي لرئيس المجلس، صحة هذه الرواية، وقال إن المشاجرة التي وقعت أمام مقر المجلس انتهت بالمصالحة بعد تدخل العقلاء. لكن هاشم قال في المقابل إنه أصيب أمام مقر المجلس إثر مشادة كلامية مع أحد حراس رئيس البرلمان.
بدوره قلل النائب إبراهيم الزغيد، عضو المجلس، من خطورة هذه الواقعة، معتبرا أن «ما حدث مجرد مشكلات بسيطة تم حلها» على حد قوله، وأوضح أن الجلسة التي حضرها 92 نائبا ناقشت مشروع الاستفتاء، وتقسيم ليبيا إلى ثلاث دوائر انتخابية.
من جهته، قال عبد الله بليحق، الناطق الرسمي باسم المجلس، إن الجلسة خلصت إلى توافق النواب الحاضرين على مشروع قانون الاستفتاء على الدستور الدائم للبلاد، على أن يتم تحصين المادة السادسة من مشروع القانون، عبر إجراء تعديل دستوري في جلسة ما بعد عيد الأضحى.
إلى ذلك، تحدث سكان محليون ونشطاء في العاصمة طرابلس عن قيام ميليشيات مسلحة بإغلاق طريق الشط في المدينة بسواتر ترابية، ومنع مرور السيارات في الاتجاهين شرق وغرب العاصمة، فيما بدا وكأنه احتجاج على تعرض عدد من سكان منطقة سوق الجمعة للخطف من قبل عناصر تابعة لكتيبة بشير خلف الله، المكنى بـ«البقرة» في منطقة تاجوراء.
وأظهرت صور فوتوغرافية قيام مسلحين باستخدام جرافات لنقل أحجار ورمال لصنع سواتر ترابية لإعاقة حركة المرور في ضواحي العاصمة. ولم تستبعد مصادر أمنية وقوع اشتباكات مسلحة في المدينة في أي وقت، نظرا إلى ما سمته حالة التوتر الأمني الشديد التي تسودها، وسط تحشيدات مستمرة لبعض الميليشيات المسلحة، التي تتنازع على مناطق السلطة والنفوذ بداخلها.
واكتفت وزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج، بإعلان رفع درجة الاستعداد الأمني لدى جميع الأجهزة الأمنية لمواجهة أي اختراقات أمنية قد تحصل أثناء عطلة عيد الأضحى.
في غضون ذلك، أكد فائز السراج إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة على قاعدة دستورية سليمة، بحسب ما أعلنه محمد السلاك، الناطق باسم السراج، الذي شدد على أهمية وجود موقف دولي موحد تجاه القضايا السياسية في ليبيا، يدفع باتجاه حل الأزمة الليبية.
وأكد السلاك في مؤتمر صحافي عقده أمس في طرابلس التمسك بالآلية الديمقراطية في الوصول إلى السلطة، والمتمثلة في صناديق الاقتراع التي تمكن الليبيين من اختيار من يمثلهم بكامل إرادتهم. كما نقل السلاك تأكيد السراج ضرورة البدء الفوري في إجراء الانتخابات البلدية، والالتزام قدر الإمكان بالمواعيد المقررة لإجراء الانتخابات، وأهمية انتخابات البلديات لكونها ترسيخا لخيار اللامركزية، وجزءا من المسار الديمقراطي، وتمهد لاستحقاقات أخرى قادمة تتمثل في الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
من جهة أخرى، طمأن العميد عبد السلام عاشور، وزير الداخلية الليبي، المبعوث الشخصي لوزير خارجية كوريا الجنوبية جوهين بايك، والوفد المرافق له بقرب انفراج أزمة خطف المواطن الكوري، وثلاثة من مرافقيه الفلبينيين في ليبيا. وأكد عاشور أن الحادثة محل اهتمام ومتابعة مستمرة من السلطات الليبية، وجميع الأجهزة الأمنية التابعة لها، معتبرا أنه يجب ألا يكون حجر عثرة أمام عودة الشركات الكورية للعمل في ليبيا، وتحريك الملف الاقتصادي بين البلدين الصديقين.
وكان المهندس ناجي عبد الرحمن، رئيس الهيئة العامة للموارد المائية، الذي التقى الوفد الكوري، قد أعلن أيضا عن قرب انفراج أزمة خطف المواطن الكوري الجنوبي، وهو موظف بإحدى الشركات الكورية العاملة في مشروعات جهاز تنفيذ وإدارة مشروع النهر الصناعي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.