الجزائر: اجتماع كبير لـ«الموالاة» لمناشدة بوتفليقة مواصلة الحكم

TT

الجزائر: اجتماع كبير لـ«الموالاة» لمناشدة بوتفليقة مواصلة الحكم

أعلن وزير جزائري سابق، يقود حزبا مواليا للحكومة، عقد لقاء اليوم يجمع 15 حزبا بهدف مناشدة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الترشح لولاية خامسة، وذلك بمناسبة رئاسية 2019 فيما يرى مراقبون أن كثافة التصريحات والدعوات المنادية بالتمديد للرئيس توحي بأن مصدرها رئاسة الجمهورية بغرض قياس مدى تقبل الشارع لفكرة استمرار بوتفليقة في الحكم، رغم مرضه. ودعا بلقاسم ساحلي، وزير الجالية الجزائرية بالمهجر سابقا، الإعلام المحلي والأجنبي إلى حضور الاجتماع الذي سيجري بمقر حزبه «التحالف الوطني الجمهوري» في العاصمة. وقال إنه سيعقد «تحت العنوان الكبير: مناشدة الرئيس إكمال المسيرة التي بدأها عام 1999». ولم يذكر ساحلي أسماء الأحزاب التي ستشارك في اللقاء، لكن مصادر سياسية تتحدث عن حضور قياديين من «جبهة التحرير الوطني» (حزب الرئيس)، و«التجمع الوطني الديمقراطي»، الذي يقوده رئيس الوزراء أحمد أويحيى، و«تجمع أمل الجزائر»، برئاسة الوزير السابق عمر غول.
كما يرتقب حضور أحزاب مصنفة «صغيرة» في ميزان الانتخابات، لكن النظام يعول عليها عشية المواعيد الانتخابية لحشد التأييد لمرشحيه، سواء تعلق الأمر بانتخابات البرلمان أو الرئاسة. ومن هذه الأحزاب حزب «الجبهة الوطنية الجزائرية»، و«حزب الكرامة»، وتشكيلات سياسية أخرى لا يرى المواطن قادتها إلا باقتراب الاستحقاقات. في المقابل، رفض المشاركة في اللقاء عمارة بن يونس، أمين عام «الحركة الشعبية الجزائرية»، رغم ولائه الشديد للرئيس، بحجة أنه لا يريد الضغط عليه في مسألة الترشح، وأنه يفضل أن يصرح صاحب الشأن بنفسه بأنه يرغب في فترة رئاسية جديدة، حسب تعبيره. وجرى أول لقاء من هذا النوع نهاية الشهر الماضي، وجمع أويحيى كزعيم حزبي بأمين عام «جبهة التحرير» جمال ولد عباس. وخلال اللقاء ناشدا سويا الرئيس الترشح من جديد. لكن المعارضة احتجت على هذا الاجتماع، على أساس أن صاحبيه «استغلا هياكل الدولة للتعاطي مع شأن شخصي».
وتشهد الساحة السياسية قبل ستة أشهر من رئاسية 2019 حراكا لافتا من جانب «أولياء الرئيس»، على حد تعبير المعارض الإسلامي الشهير عبد الله جاب الله، ذلك أن غالبية الشخصيات والتنظيمات المقربة من النظام دخلت في حملة مبكرة للترويج لـ«إنجازات الرئيس»، وتمارس التخويف من «مستقبل غير مضمون» في حال اختار الجزائريون التغيير. ويرجح بأن نفس الخطاب سيتم ترديده اليوم في «لقاء الموالاة الكبير». كما يرجح أن يتكرر نفس السيناريو، الذي تم في رئاسية 2014 قبيل أسابيع من تاريخ الانتخابات المقبلة. ويرى متابعون للشأن السياسي في الجزائر أن الرئيس يترقب تأييدا واسعا لقضية استمراره في الحكم حتى يحسم أمره، ويعلن بعدها عبر «رسالة إلى الجزائريين» «نزوله عند رغبتهم». وإذا تحقق ذلك، فإن رئاسية 2019 ستكون «مغلقة» بحسب مراقبين، والمرشحون الذين سيخوضونها سيكونون بمثابة «ديكور» لا غير.
يشار إلى أن بوتفليقة غاب عن حملة الولاية الرابعة بسبب المرض، وقادها بدلا عنه رئيس وزرائه آنذاك عبد المالك سلال. وكان الخاسر الأكبر فيها علي بن فليس، رئيس الوزراء سابقا، الذي ندد بـ«التزوير»، وأصدر «كتابا أبيض» تناول فيه وقائع تثبت، حسبه، «تلاعبا بأصوات الناخبين لصالح مرشح النظام».
وفي مقابل الحشد الكبير الذي تحضر له الموالاة، تسعى المعارضة باحتشام لمنع «الولاية الخامسة» بواسطة مظاهرات في الشارع. وقد جرت محاولة في هذا السياق الأحد الماضي عندما خرجت شخصيات، وقادة أحزاب معارضون للرئيس إلى وسط العاصمة، معبرين عن رفضهم للتمديد غير أن شرطة مكافحة الشغب تصدَت لهم، واعتقلت غالبيتهم، قبل أن تفرج عنهم لاحقا.
واستنكر بن فليس أمس في بيان «لجوء النظام السياسي إلى أساليب قمعية واستبدادية لمنع وقفة سلمية، واعتقال رؤساء أحزاب سياسية، ونشطاء حقوق الإنسان، ومناضلي حركات جمعوية، وهو ما يؤكد ذهنية احتقار السلطات العمومية للمعارضة»، في إشارة إلى منع مظاهرة الأحد.
ودان بن فليس، الذي يرأس حزب «طلائع الحريات»، ما سماه «الانتهاكات المستمرة للحق في التظاهر السلمي، والحق في التعبير السلمي المكرسان دستوريا». وتحدث عن «تصعيد في التضييق على الحريات لإسكات المعارضة، وعرقلة ومنع نشر رسائلها السلمية باللجوء إلى سد وسائل الإعلام العمومية في وجهها، وبالضغوط الممارسة على الصحافة المستقلة، وبتشديد الإجراءات التعسفية للحؤول دون التواصل مع المواطن».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.