الدوري الإنجليزي ينطلق من حيث انتهى الموسم الماضي

الفرق الكبيرة فازت في الجولة الافتتاحية دون وقوع مفاجآت تذكر

سيتي فاز في الجولة الافتتاحية على آرسنال في عقر داره وغوارديولا وصف أداء فريقه بالمثالي (إ.ب.أ)
سيتي فاز في الجولة الافتتاحية على آرسنال في عقر داره وغوارديولا وصف أداء فريقه بالمثالي (إ.ب.أ)
TT

الدوري الإنجليزي ينطلق من حيث انتهى الموسم الماضي

سيتي فاز في الجولة الافتتاحية على آرسنال في عقر داره وغوارديولا وصف أداء فريقه بالمثالي (إ.ب.أ)
سيتي فاز في الجولة الافتتاحية على آرسنال في عقر داره وغوارديولا وصف أداء فريقه بالمثالي (إ.ب.أ)

عادت الحال كما كانت عليه في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، مع فوز الفرق الكبيرة في الجولة الافتتاحية ودون وقوع مفاجآت تذكر. وفازت كل الفرق التي احتلت أول خمسة مراكز الموسم الماضي، ومعظم الانتصارات كانت سهلة، ولم يحقق أي فريق صاعد من الدرجة الثانية الانتصار، ولم يتمكن أي فريق من التفوق على منافس احتل مركزا أفضل منه خلال موسم 2017 - 2018.
لذا فإن مفاجأة فوز ليستر سيتي بلقب الدوري على عكس التوقعات في 2016، تبدو من المستبعد أن تتكرر قريبا. ومنذ ذلك الحين احتلت الفرق الستة نفسها مراكز المقدمة على مدار عامين، ومن المتوقع على نطاق واسع أن يتكرر هذا الأمر. ولو لم يكن آرسنال وجد نفسه في مواجهة مانشستر سيتي حامل اللقب في مباراته الأولى تحت قيادة المدرب الجديد أوناي إيمري، لربما حققت كل هذه الفرق الانتصارات في الجولة الافتتاحية.
وفاز سيتي 2 - صفر على آرسنال في لندن، الأحد، بينما سحق ليفربول منافسه وستهام يونايتد 4 – صفر، في وقت سابق من ذلك اليوم. ويوم السبت نجح تشيلسي، تحت قيادة مدربه الجديد ماوريتسيو ساري، في الفوز بسهولة 3 - صفر على هدرسفيلد تاون، بينما فاز توتنهام هوتسبير 2 - 1 على نيوكاسل يونايتد. وانطلقت المسابقة يوم الجمعة بانتصار مانشستر يونايتد 2 - 1 على ليستر. وتابعت الفرق الصاعدة مدى الصعوبة المنتظرة في دوري الأضواء، وخسر كارديف سيتي 2 - صفر أمام بورنموث الذي لا يزال يعتبر من الأندية الصغيرة، ويملك ملعبا تبلغ سعته 12 ألف متفرج؛ لكنه أنفق رقما قياسيا للنادي بلغ 25 مليون جنيه إسترليني (31.92 مليون دولار) من أجل ضم لاعب واحد هو الكولومبي جيفرسون ليرما. وأصبح فولهام أول فريق صاعد ينفق أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني خلال فترة الانتقالات؛ لكنه خسر على أرضه أمام غريمه اللندني كريستال بالاس. وكان ولفرهامبتون واندرارز الوحيد من الفرق الصاعدة الثلاثة الذي نجح في التسجيل أو الحصول على نقطة، وتعادل 2 - 2 على أرضه مع إيفرتون الذي لعب بعشرة لاعبين لمدة 50 دقيقة.
والعزاء بالنسبة لفرق دوري الدرجة الثانية السابقة هو ضمان الحصول على نحو 100 مليون جنيه إسترليني، مقابل اللعب لموسم واحد في دوري الأضواء. وكان فولهام وولفرهامبتون ضمن أعلى خمسة فرق بالدوري الممتاز في صافي الإنفاق خلال موسم الانتقالات؛ لكن من غير المتوقع، حتى من أكثر المتفائلين، احتلال مركز متقدم هذا الموسم، بينما من المرجح ظهور الفرق الكبيرة نفسها في مراكز المقدمة.
وبعد الهزيمة أمام مانشستر سيتي، قال إيمري إن فريقه بحاجة لمزيد من الوقت للتأقلم مع نهجه الخططي؛ لكنه رأى بعض الإيجابيات خلال الخسارة 2 - صفر من حامل اللقب مانشستر سيتي في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز. وخسر آرسنال في استاد الإمارات في أول مباراة لإيمري بالدوري الإنجليزي، بعد هدفين من رحيم سترلينغ وبرناردو سيلفا، واتضح الفارق الكبير في الإمكانات بين الفريقين.
وأبلغ إيمري، الذي تولى القيادة بعد المخضرم أرسين فينغر في مايو (أيار) الماضي، الصحافيين: «تحسنا بالتدريج خلال 90 دقيقة. لذا أعتقد أننا بحاجة إلى أسبوع جديد ومباراة أخرى». وأضاف: «مواجهة مانشستر سيتي تتطلب تقديم أفضل أداء من جانبنا، والآن يمكننا رؤية أننا بحاجة لمواصلة العمل. وأنا سعيد بقتال اللاعبين. ونحتاج لمواصلة العمل على النواحي الخططية مع إيجاد خيارات دفاعية وتقليص الفجوة الحالية بيننا وبين سيتي».
وبدا آرسنال نشيطا في الضغط، وأجبر سيتي على التراجع في الشوط الثاني؛ لكنه دفع ثمن غياب التركيز في الدفاع. وتابع إيمري: «أنهينا المباراة بالروح التي أريدها. ركض الفريق وحاول وضغط».
من جانبه أعرب التشيكي بيتر تشيك، حارس مرمى فريق آرسنال، عن أسفه على خسارة فريقه أمام ضيفه مانشستر سيتي. وقال تشيك، الذي تصدى لكثير من الفرص المؤكدة لسيتي خلال المباراة كانت كفيلة بخروج الفريق السماوي فائزا بعدد أوفر من الأهداف، عقب اللقاء: «عندما تلعب أمام فريق بهذه النوعية من الكفاءة والثقة كونه حاملا للقب، فإن الأمر دائما يكون صعبا عليك». وأضاف حارس الفريق اللندني: «نشعر بخيبة أمل من الهزيمة؛ ولكن يتعين علينا أن ندرك أنها كانت أول مباراة لنا مع مدرب جديد وطريقة لعب جديدة، وأعتقد أنها سوف تساعدنا على التحسن في المباريات المقبلة».
من جانبه، أثنى البرتغالي بيرناردو سيلفا، لاعب مانشستر سيتي، على فوز فريقه في بداية حملته نحو الاحتفاظ باللقب للموسم الثاني على التوالي. وقال سيلفا بعد المباراة: «أعتقد أننا قدمنا مباراة رائعة». وأوضح: «كنا نريد أن نتسم بالاحترافية وقمنا بذلك بالفعل. أعتقد أننا كنا الطرف الأفضل، وهو أمر يشعرنا بالسعادة البالغة». وحصل سيتي على أول ثلاث نقاط في مشواره الجديد بالبطولة، ليكسب قوة دفع كبيرة قبل لقائه مع ضيفه هدرسفيلد تاون في المرحلة القادمة يوم السبت المقبل. في المقابل، بات يتعين على آرسنال استعادة اتزانه سريعا، قبل مواجهته المرتقبة مع مضيفه تشيلسي في المرحلة ذاتها.
ويشعر المدير الفني لمانشستر سيتي جوسيب غوارديولا بأن أداء فريقه اقترب من المثالية. وقال غوارديولا: «قدمنا أداء جيدا بشكل عام، وبمرور الوقت سيتحسن الأداء أكثر. هذه المباراة كانت معقدة لكن لعبنا بمستوى مرتفع». ويريد غوارديولا من لاعبه رحيم سترلينغ الارتباط بعقد طويل المدى مع النادي، بعدما لعب مهاجم إنجلترا دورا مؤثرا في الفوز على آرسنال. وأحرز اللاعب البالغ عمره 23 عاما، والذي ينتهي عقده الحالي بعد عامين، هدفه الـ50 في الدوري الإنجليزي الأحد، ليبدأ سيتي رحلة الدفاع عن لقب الدوري، بالفوز خارج أرضه على آرسنال في لندن.
وقال غوارديولا للصحافيين: «نحن سعداء به، ونود بقاء رحيم. سنبذل قصارى جهدنا حتى نجعله يشعر بأننا نعتمد عليه. ونحن في الواقع نعتمد عليه». وذكرت تقارير بريطانية أن وكلاء سترلينغ طلبوا حصوله على نحو 300 ألف جنيه إسترليني (382.5 ألف دولار) أسبوعيا. وهو ما يجعله أحد أعلى اللاعبين أجرا في النادي. ورغم أن غوارديولا ليس طرفا في المفاوضات، فإنه قال إن النادي أثبت بالفعل مدى رغبته في استمرار اللاعب. وأضاف المدرب الإسباني: «في النهاية ربما لا يتوصل الوكلاء إلى اتفاق؛ لكنه يعرف ووكيله يعرف أننا نحبه ونريده كثيرا».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».