3 وزارات مصرية تتعاون لإزالة العوائق أمام القطاع الخاص والمستثمرين

TT

3 وزارات مصرية تتعاون لإزالة العوائق أمام القطاع الخاص والمستثمرين

اجتمع ثلاثة وزراء مصريين أمس، هم الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، والدكتور محمد معيط وزير المالية، والمهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة، لبحث التعاون المشترك بين الوزارات الثلاث في التيسير على المستثمرين وإزالة أي معوقات تواجههم كما التقوا عدداً من أعضاء اتحاد المستثمرين.
وتم خلال الاجتماع الاتفاق على أن تقوم الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة بتلقي شكاوى وطلبات المستثمرين في ما يخص الضريبة على القيمة المضافة، وذلك من خلال مراكز خدمات المستثمرين بالقاهرة والمحافظات، على أن تتم متابعة وزارة المالية من خلال ممثليها في هذه المراكز بشكل يومي ومن خلال الموقع الإلكتروني لتلقي شكاوى المستثمرين الخاص بوزارة الاستثمار والتعاون الدولي، وستقوم وزارة المالية بمتابعة هذه الشكاوى بشكل يومي، وسرعة البت فيها، وردّ الضريبة للمستثمرين.
كما اتفق الوزراء على العمل المشترك على تسهيل بيئة الاستثمار والأعمال، وإزالة أي معوقات تواجه المستثمرين، لضمان مشاركة أكبر من القطاع الخاص، مع وضع خطة لزيادة الاستثمارات في قطاع الصناعة، نظراً إلى أهميته كقطاع حيوي يسهم في الإنتاجية وتوفير فرص العمل، وتفعيل قانون الاستثمار والحوافز الضريبية وغير الضريبية، كما تم الاتفاق علي تشكيل فريق عمل مشترك من الوزارات الثلاث للتنسيق بينها خلال الفترة المقبلة.
وقرر وزير المالية وجود ممثلين عن الوزارة داخل المركز الرئيسي لخدمات المستثمرين وفروعه بالمحافظات من أجل التيسير على المستثمرين في ما يخص إجراءات الضريبة العقارية وتجميع الشكاوى المتعلقة بها، وذلك في إطار التعاون المشترك بين وزارتي الاستثمار والتعاون الدولي والمالية، وتنفيذاً للجنة المشتركة بين الوزارتين.
وأكدت وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي أن الاجتماع بحث التعاون بين الوزارات الثلاث خلال المرحلة المقبلة والإسراع في أي إجراءات تخدم مناخ الاستثمار. فيما أوضح الدكتور محمد معيط أنه تم الاتفاق على إزالة أي معوقات تواجه الاستثمارات الجديدة، في ما يخص ضريبة القيمة المضافة والضريبة العقارية.
وأشار المهندس عمرو نصار إلى أن الوزارة حريصة على تعزيز أواصر التعاون المشترك مع وزارتي الاستثمار والتعاون الدولي والمالية بهدف تحقيق التكامل وجذب استثمارات في القطاع الصناعي.
وفي اجتماع آخر، قال نصار إنه سيتم الانتهاء من حصر الطاقات غير المستغلة بالمصانع خلال شهرين من خلال الخريطة الصناعية الاستثمارية، مشيراً إلى أن «نحو 40 في المائة من الطاقات غير مستغلة بمصر».
وأضاف نصار أن «أهم أولويات الوزارة خلال الفترة المقبلة هو التركيز على الصناعات التي لها ميزة بمصر، كالصناعات كثيفة العمالة والصناعات التحويلية والتجهيزية، والصناعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر».
وفي ما يتعلق بالميزان التجاري، قال وزير التجارة الصناعة: «إننا لا نسعى إلى وقف الاستيراد؛ ولكن سنعمل على إعادة صياغة الواردات من خلال استيراد منتجات ومواد تدخل في صناعات ذات قيمة مضافة تساعد في تحقيق أهداف التنمية»... وتابع: «نستهدف إرسال منتجات صناعية مفككة -سيتم تجميعها- إلى الدول الأفريقية، مع وضع برنامج تنمية صناعية يستغرق من 8 إلى 10 سنوات، وذلك بالتعاون والشراكة مع المستثمرين المصريين واتحاد الصناعات؛ بهدف تقديم الدعم الفني لهم لتذليل كل العقبات التي تواجههم، حيث إن أفريقيا متقدمة في استخدام تكنولوجيا الاتصالات».
ونوّه بأن هذه التجارب ستعود بالنفع والتعاون على مجموعة من الشركات المصرية وغيرها من الشركات الأفريقية، حيث تعد الدول الأفريقية دولاً غنية بمواردها التي لم تُستغل بعد. متابعاً: «نسعى إلى زيادة صادراتنا إلى الدول الأفريقية ووسط آسيا وشرق أوروبا، حيث إن الاتحاد الأوروبي يعد الشريك الاستراتيجي الأول لمصر ويقدم لها الدعم سياسياً واقتصادياً».
وحول شكوى بعض المصدّرين بشأن منظومة المعارض الخارجية، أشار نصار إلى أنه «سيتم إعادة النظر في تلك المنظومة بما يخدم المصدرين ويحسن مناخ الاستثمار»، مؤكداً اهتمام الوزارة بملف التدريب والتأهيل المهني للعمالة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم من أجل توفير عامل متدرب على قدر كبير من الكفاءة.



التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.