كأس السوبر... انطلاقة جديدة للموسم السعودي الكروي

أبطاله عادة لا يتوجون بدوري المحترفين في نفس العام

فريق الأهلي حقق بطولة كأس السوبر السعودي الأخيرة أمام الهلال على ملعب كرافين غوتاج في لندن («الشرق الأوسط»)
فريق الأهلي حقق بطولة كأس السوبر السعودي الأخيرة أمام الهلال على ملعب كرافين غوتاج في لندن («الشرق الأوسط»)
TT

كأس السوبر... انطلاقة جديدة للموسم السعودي الكروي

فريق الأهلي حقق بطولة كأس السوبر السعودي الأخيرة أمام الهلال على ملعب كرافين غوتاج في لندن («الشرق الأوسط»)
فريق الأهلي حقق بطولة كأس السوبر السعودي الأخيرة أمام الهلال على ملعب كرافين غوتاج في لندن («الشرق الأوسط»)

تترقب الجماهير الرياضية السعودية انطلاقة الموسم الرياضي الجديد في 18 أغسطس (آب) الحالي عندما يلتقي الهلال بطل الدوري السعودي للمحترفين، والاتحاد بطل كأس خادم الحرمين الشريفين في بطولة السوبر السعودي على كأس الهيئة العامة للرياضة، بعاصمة الضباب لندن وتحديداً بملعب لوفتس رود المستضيف النهائي السعودي.
وشهدت بطولات السوبر السعودي في نسخها الماضية مشاركة 6 أندية 4 منها حققت اللقب، بداية بالفتح، ونهاية بالهلال، فيما عجز النصر في نسختين متتاليتين عن تحقيق اللقب، كما هو الحال للاتحاد الذي لم يتذوق حلاوة البطولة بخسارته النسخة الأولى، وإلغاء النسخة الخامسة التي كان طرفاً فيها، ولم يحتَج الأهلي سوى مشاركة وحيدة ليتوج باللقب، وكذلك هو الحال لنادي الشباب الذي فاز بلقب البطولة بمشاركة وحيدة.
ولم يستطع أي فريق من حسم لقب البطولة بأشواط المباراة الأصلية سوى الهلال الذي تغلب على النصر بهدف وحيد، فيما ذهبت مواجهة الفتح والاتحاد إلى الأشواط الإضافية التي حسمت البطولة للفتح قبل الوصول لركلات الترجيح، فيما شهدت النسختين الثانية والرابعة وصول الفريقين لركلات الترجيح والتي ابتسمت للشباب أمام النصر وللأهلي أمام الهلال، بعدما انتهت المباراتان بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.
وظلت بطولة السوبر السعودي لغزاً محيراً في نسخها الماضية، حيث لم يوفق بطل السوبر في تحقيق بطولة الدوري في الموسم الذي يليه، حيث فاز الفتح ببطولة السوبر ولم يستطع الحفاظ على لقب بطولة الدوري، حتى أنه كاد أن يهبط لدوري الدرجة الأولى، والشباب فاز ببطولة السوبر وابتعد عن تحقيق البطولات، وحقق الهلال البطولة في نسختها الثالثة وحل في المركز الثاني خلف الأهلي بطل الدوري، والأخير فاز في بطولة السوبر في الموسم 2016، لكنه تراجع في الدوري ولم يستطع الحفاظ على لقب الدوري الذي ذهب للهلال.
وتعد النسخة الحالية لبطولة كأس السوبر السعودي هي الخامسة بشكلها الجديد، حيث كانت البداية في عام 2013 وجمع النهائي آنذاك الاتحاد بطل كأس خادم الحرمين الشريفين بنظيره الفتح بطل الدوري السعودي للمحترفين، على ملعب مدينة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة، وذهب اللقب للفتح كأول نادٍ سعودي يفوز بلقب بطولة السوبر بعدما حسم اللقاء البرازيلي إلتون خوزيه في شوط المباراة الإضافي الأول وأحرز الهدف الثالث، بعد تعادل الفريقين في الأشواط الأصلية للمباراة بهدفين لكل منهما.
واحتضن استاد الملك فهد الدولي في العاصمة الرياض النسخة الثانية من البطولة في عام 2014 والتي جمعت النصر بطل الدوري السعودي للمحترفين بالشباب بطل كأس خادم الحرمين الشريفين، لتنتهي الأشواط الأصلية والإضافية بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، لتبتسم ركلات الترجيح للشباب بعدما أهدر لاعبا النصر عوض خميس وحسن الراهب ركلتي جزاء على التوالي ليسجل اللقب الثاني من هذه البطولة باسم نادي الشباب.
وتعدت النسخة الثالثة الحدود المحلية، بعدما قرر الاتحاد السعودي لكرة القدم إقامتها في العاصمة الإنجليزية لندن وجمعت النصر بطل الدوري السعودي للمحترفين بنظيره الهلال بطل كأس خادم الحرمين الشريفين، وذهب اللقب الثالث من البطولة لخزائن الذهب الهلالية بهدف البرازيلي إدواردو، ليسجل نفسه كأحد الأبطال إلى جانب ناديي الفتح والشباب، فيما خسر النصر ثاني بطولة للسوبر السعودي على التوالي، وتعد هذه المواجهة أولى البطولات المحلية التي تقام خارج الأراضي السعودية، في موسم 2015.
وعادت ركلات الترجيح من جديد لتحدد هوية البطل في النسخة الرابعة، والتي جمعت الأهلي بطل الدوري السعودي للمحترفين وبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، بالهلال المتوج ببطولة كأس ولي العهد على ملعب كرافين غوتاج في لندن، وانتهت المباراة بأشواطها الأصلية والإضافية بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، ليحتكم الفريقان لركلات الترجيح التي شهدت إهدار ركلتي جزاء على التوالي من قدمي لاعبي الهلال أسامة هوساوي وعبد المجيد الرويلي، قبل أن ينجح السوري عمر السومة في تنفيذ الركلة الخامسة والتي شهدت ولادة بطل جديد للسوبر السعودي في موسم 2016.
وفي موسم 2017 تقرر أن يلتقي الهلال والاتحاد على نهائي البطولة، بيد أن الهيئة العامة للرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم قررا إلغاء السوبر السعودي من هذه النسخة بسبب استعدادات الأخضر السعودي لنهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، لتعارض موعد المباراة مع البرنامج الإعدادي للمونديال، وبتوصية من المدير الفني للمنتخب السعودي الأول.
وتعبر النسخة السادسة من البطولة هي المباراة الثالثة لفريقي الهلال والاتحاد، بعد أن حقق الأول اللقب من أمام غريمه التقليدي النصر في الموسم 2015، فيما خسر الاتحاد لقب النسخة الأولى من الفتح، وتم إلغاء النسخة الخامسة والتي كانت مقررة بين الفريقين، فهل يستطيع الهلال كسر حاجز البطولة الوحيدة المسجلة باسم الفتح والشباب والأهلي بتحقيقه اللقب الثاني، أم يدخل الاتحاد في قائمة الأبطال ويفوز بأول كأس سوبر سعودي؟.
ولعبت النسخ الأربع الماضية على أربع ملاعب، بداية بملعب مدينة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة، ومنه إلى استاد الملك فهد الدولي في العاصمة الرياض، قبل أن تتجه البطولة إلى العاصمة الإنجليزية لندن، واحتضن ملعب كرافين كوتاغ النسخة الرابعة، وملعب لوفتس رود النسخة الثالثة، على أن يخوض الهلال والاتحاد النسخة الحالية على نفس الملعب.
ويعتبر دوريس سالموا مهاجم الفتح ومختار فلاته مهاجم الهلال هدافي البطولة منذ نسختها الأولى وحتى الآن برصيد هدفين، فيما يمتلك كل من إلتون خوزيه من الفتح، ونايف هزازي من الشباب ومحمد السهلاوي من النصر، وإدواردو ومحمد البريك من الهلال، وعمر السومة من الأهلي هدفاً لكل منهم، وحضرت البطاقة الحمراء في النسخة الأولى لمحمد قاسم مدافع الاتحاد، وفي النسخة الثانية لإبراهيم غالب لاعب محور الارتكاز في نادي النصر، ويعد محمد البريك مدافع الهلال أكثر اللاعبين تلقياً للبطاقة الصفراء بواقع بطاقتين في النسخة الثالثة والرابعة.
وتعود فكرة إنشاء بطولة سوبر سعودية إلى موسم 1979، حيث أقيمت مباراة على طريقة الذهاب والإياب جمعت الهلال بطل الدوري السعودي، والأهلي بطل كأس الملك في ذلك الموسم، وأقيمت مباراة الذهاب على استاد ملعب الأمير عبد الله الفيصل في مدينة جدة، وانتهت بالتعادل بهدفين لهدفين، وأقيمت مباراة الإياب في العاصمة الرياض على استاد ملعب الأمير فيصل بن فهد وانتهت بفوز الهلال السعودي بأربعة أهداف مقابل هدف، وذهب ريع المباراتين من بيع التذاكر إلى الجمعيات الخيرية السعودية، وهي أول نسخة للسوبر السعودي، لكنها لم تستمر.
وعادت البطولة من جديد في مباراة افتتاحية للموسم الرياضي لكنها في مسمى جديد «بطولة المؤسس» وجمعت مرةً أخرى الهلال بطل الدوري السعودي والأهلي بطل كأس الملك، واحتضن اللقاء استاد الملك فهد الدولي في العاصمة السعودية الرياض، وانتهت هلالية بنتيجة عريضة قوامها خمسة أهداف مقابل هدفين للأهلي، وفي موسم 2012 قرر الاتحاد السعودي لكرة القدم اعتماد بطولة كأس السوبر السعودي بشكل رسمي، على أن تقام في مطلع الموسم الكروي، بين الشباب والأهلي، لكن اتحاد كرة القدم السعودي تراجع في ذلك الحين وقرر إلغاء البطولة بسبب ما وصفه بضيق الوقت.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».