امتدح الرئيس البرازيلي ميشال تامر استخدام الأزهر لمصطلح «المواطنة»، بديلاً لمصطلحات «الأقلية والأكثرية»، الذي طرحه الأزهر في مؤتمره «الحرية والمواطنة»، وأكد أمس أن «بلاده تنتهج هذا الفكر، ولا توجد تفرقة بين المواطنين»، مشيداً برؤية الأزهر حول قضية المواطنة، وأنها قضية مهمة للتعاون الإنساني والعيش المشترك.
وعقد الأزهر في مارس (آذار) من العام الماضي مؤتمراً دولياً بالقاهرة، بعنوان «الحرية والمواطنة... التنوع والتكامل»، تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة وفود من أكثر من 50 دولة. ودعا شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر حينها، إلى نشر مفهوم «المواطنة»، بديلاً عن مصطلح «الأقلية والأقليات»، مؤكداً أنه يدعو إلى مبدأ دستوري طبقه نبي الإسلام، عليه الصلاة والسلام، على أول مجتمع مسلم في التاريخ، وهو دولة المدينة، حين قرر المساواة بين المسلمين، من مهاجرين وأنصار، واليهود بكل قبائلهم وطوائفهم، في حسبان الجميع مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات، وقد حفظ لنا تراث الإسلام في هذا الموضع وثيقة مفصلة، في شكل دستور لم يعرفه التاريخ لنظام قبل الإسلام.
ويقول مراقبون إن «مفهوم المواطنة يغلق الباب في وجه الذات الأصولية المتطرفة القائمة على التربية الأحادية والرأي الواحد، التي عندها كل رأي آخر مختلف هو بالضرورة كافر مضلل، وإن الحديث عن مفردات جديدة، من نوعية المواطنة والحرية والتعددية وقبول الآخر، يساهم في القضاء على الإرهاب».
والتقى الرئيس البرازيلي وكيل مشيخة الأزهر الدكتور عباس شومان أمس، في إطار زيارته التي يقوم بها لبلاده، بدعوة من اتحاد المؤسسات الإسلامية بالبرازيل، حيث تناول اللقاء سبل دعم التعاون، والتواصل المستقبلي بين الأزهر والمؤسسات البرازيلية. وقال وكيل الأزهر، في تصريحات صحافية عقب زيارته للرئيس البرازيلي، إن «الهدف من اللقاء كان تعزيز التعاون المشترك بين الأزهر والمؤسسات الإسلامية المعتمدة لدى الحكومة البرازيلية، من أجل نشر الفكر السليم حول الإسلام، ومواجهة التطرف والإرهاب»، مشيراً إلى أن اللقاء تناول تقديم رؤية شاملة عن دور الأزهر في دعم التواصل الإنساني بين الشعوب، ودوره في مساندة الدول والمؤسسات التي تعمل على تحقيق قيم التواصل والعيش المشترك بين أبناء الشعب، لافتاً إلى أنه تم طرح التجربة المصرية كنموذج يبرهن على قيمة ومكانة الشعب المصري، الذي يعيش وفق منهج المواطنة والتساوي في الحقوق والواجبات، ويؤكد على القيم الإنسانية التي تدعم العيش المشترك بين أبناء الشعب الواحد... وهو ما أكد عليه الرئيس البرازيلي خلال اللقاء من أن «بلاده تدعم الفكر الذي يعمل على تحقيق قيم التعايش المشترك، وهو نموذج مطبق في البرازيل».
وأضاف وكيل الأزهر أنه تم التأكيد خلال اللقاء على أهمية مساندة الأزهر للمؤسسات الإسلامية التي تساعد على توضيح الحقائق، وتواجه فكر التطرف الذي بدأ ينتشر في كثير من الدول من أفراد ليس لهم علاقة بالإسلام في شيء، مشيراً إلى أنه طالب المسؤولين البرازيليين بضرورة التواصل مع الأزهر، واعتماد المؤسسات التي تعمل على نشر الفكر السليم من أجل دعمها في تحقيق أهدافها بعيداً عن أصحاب الميول والأهواء، أو المنتمين لجماعات ذات أفكار تخالف المنهج الإسلامي السليم.
وبين الدكتور شومان أنه أوضح للرئيس البرازيلي أن الأزهر يؤمن بحرية الاعتقاد، ونبذ كل الديانات للعنف والتطرف والإرهاب، ووجوب التعايش السلمي بين كل أتباع الديانات والثقافات، في ظل التعددية والمواطنة واحترام الآخر، وأن الأزهر يسعى جاهداً لترسيخ تلك القيم من خلال كثير من المؤتمرات، وجهود شيخ الأزهر وجولاته الخارجية من أجل نشر السلام، مشيداً بتجربة الشعب البرازيلي، والتسامح الديني الذي يرتبط بعلاقات وثيقة بمصر، مؤكداً استعداد الأزهر الكامل لدعم محاولات الحكومة البرازيلية للتصدي للأفكار المتطرفة ليعيش الجميع في سلام، موضحاً أن الأزهر يسعى جاهداً لمساندة المؤسسات الإسلامية التي تعمل على تصحيح صورة الإسلام، وتوضح حقيقته كدين يعمل على نشر السلام في العالم، وتطرح الإسلام كنموذج يدعم التعايش السلمي بين أبناء الشعب الواحد، وفق منهج المواطنة الذي يتساوى فيه الجميع في الحقوق والواجبات.
رئيس البرازيل يمتدح استخدام الأزهر مصطلح «المواطنة» بديلاً من «الأقليات»
ميشال تامر أكد أن بلاده تدعم قيم التعايش... ووكيل المشيخة يبرئ الأديان من الإرهاب

الرئيس البرازيلي يتلقى تذكاراً للأزهر من وكيل المشيخة («الشرق الأوسط»)
رئيس البرازيل يمتدح استخدام الأزهر مصطلح «المواطنة» بديلاً من «الأقليات»

الرئيس البرازيلي يتلقى تذكاراً للأزهر من وكيل المشيخة («الشرق الأوسط»)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة