من المفترض أن يضمن تعيين الإيطالي ماوريتسيو ساري مدربا جديدا لتشيلسي تقديم كرة ممتعة في ستامفورد بريدج هذا الموسم؛ لكن إحراز الألقاب سيكون المعيار الذي سيتم من خلاله الحكم على أداء المدرب الجديد في مايو (أيار) من العام المقبل.
وحظي ساري صاحب الخبرة الطويلة بكثير من الإشادة من جانب النقاد، بسبب طريقة لعب نابولي الممتعة خلال الأعوام الثلاثة مع الفريق. وفي الموسم الماضي كان نابولي أقرب المنافسين ليوفنتوس في الصراع على لقب دوري الدرجة الأولى الإيطالي؛ لكن المدرب البالغ من العمر 59 عاما والذي بدأ مسيرته في التدريب في 1996، أخفق في تحقيق أي لقب كبير حتى الآن. وهذا الأمر ما يتوجب أن يتغير مع تشيلسي في أول مهمة تدريبية له خارج إيطاليا، رغم أنه اختار الدوري الإنجليزي الصعب ليبدأ فيه تلك المحاولة، ومع فريق معروف بعدم قدرته على الصبر على المدربين.
وحقق الإيطالي أنطونيو كونتي المدرب السابق لتشيلسي لقب الدوري الممتاز في 2016 - 2017 في موسمه الأول مع الفريق. وفي الموسم الماضي فاز بكأس الاتحاد الإنجليزي؛ لكنه أقيل من منصبه الشهر الماضي. ومن المرجح أن يكون نهج ساري مختلفاً بشكل كامل عن سلفه ومواطنه كونتي، الذي كان يستعين بثلاثة لاعبين في مركز قلب الدفاع. وقال الإسباني سيسك فابريغاس، لاعب وسط تشيلسي، عن طريقة «4 - 3 – 3» التي كان يطبقها ساري مع نابولي: «إنها طريقة جديدة ومختلفة، ونحن بحاجة إلى التأقلم عليها».
وترك جورجينيو، المولود في البرازيل، صفوف نابولي، ليلحق بمدربه ساري في تشيلسي، ويؤدي دور صانع اللعب إلى جانب النجم الفرنسي نغولو كانتي، الذي شارك في فوز منتخب بلاده بكأس العالم في روسيا. وتبدو طريقة ساري وكأنها معدة خصيصاً من أجل البلجيكي إيدن هازارد ليتحرك بنوع من الحرية، وهو الأمر الذي لم يكن متاحاً مع كونتي، خاصة الموسم الماضي حين كان ينظر إلى تشيلسي على أنه بات محفوظاً.
وسيكون من المهم بالنسبة لساري أن يتأقلم لاعبو تشيلسي مع رؤيته وأفكاره في الوقت المناسب، من أجل تحقيق بداية قوية. وتظهر المؤشرات الأولية انسجام اللاعبين مع الطريقة التي يحاول بها المدرب الإيطالي إعادة تنظيم الفريق.
وقال البرازيلي ديفيد لويز، قلب دفاع تشيلسي الذي لم يكن من بين اللاعبين المفضلين في قائمة كونتي الموسم الماضي: «أحب طريقة ساري في اللعب. أصبحنا نلعب بطريقة أفضل مع الاستحواذ على الكرة بطريقة فنية، وهي رؤية جديدة تحتاج إلى وقت لإتقانها».
ويبدي ساري، الذي ضم جيانفرانكو زولا مهاجم تشيلسي السابق إلى جهازه المعاون، إعجابه بالطريقة التي تعتمد على التمرير السريع للكرة، التي طبقها جوسيب غوارديولا مع مانشستر سيتي الموسم الماضي. وظهرت نتيجة هذه الطريقة خلال مواجهة تشيلسي أمام إنتر ميلان ودياً الأسبوع الماضي في نيس. وقال ساري عقب التعادل 1 – 1: «تحركنا بسرعة كبيرة وتحركنا بشكل جيد ولكن ليس بالسرعة الكافية. على اللاعبين تمرير الكرة بأسرع ما يمكن... وإلا فإننا نخاطر باللعب لمدة 90 دقيقة مع تحقيق نسبة استحواذ 75 في المائة دون إحراز أهداف».
بداية صعبة لإيمري مع آرسنال
يستعد المدرب الإسباني أوناي إيمري لتسجيل ظهوره الأول في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم مع فريقه آرسنال، حيث يبدو أنه في وضع لا يحسد عليه، لا سيما في ظل خلافته لأحد أساطير المسابقة العريقة. ويستهل المدرب الإسباني مشواره على ملعبه أمام مانشستر سيتي حامل اللقب، قبل أن يذهب لملاقاة جاره اللندني تشيلسي. ويصعب وصف تلك المرحلة بأنها شهر عسل للمدرب الجديد.
ورأي إيمري، الذي رحل عن تدريب فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، أن الأضواء باتت مسلطة عليه عندما تم تعيينه مدرباً للفريق اللندني، ليحل بدلاً من نظيره الفرنسي أرسين فينغر في شهر مايو الماضي.
ويواجه إيمري مهمة ضخمة، بعدما جاء خلفاً لأكبر مدرب في تاريخ آرسنال، وعلامة من العلامات البارزة في بطولة الدوري الإنجليزي. وقال إيمري: «إنه تحد كبير بالنسبة لي؛ لكني أعمل أيضاً في مشروعات أخرى كبيرة بالنسبة لي». وأضاف إيمري: «إنني فخور بالوجود هنا، وأن أعمل بعد أرسين فينغر». ويتحدث سجل فينغر مع آرسنال عن نفسه، رغم أن معظم نجاحاته مع الفريق الملقب بـ«المدفعجية» جاءت خلال النصف الأول من مشواره مع الفريق الذي دام 22 عاما.
وأعلن فينغر في شهر أبريل (نيسان) الماضي، عزمه التقدم باستقالته من تدريب آرسنال، الذي حصل على المركز السادس في ترتيب بطولة الدوري في الموسم الماضي، وهو أدنى ترتيب يحصل عليه الفريق تحت قيادة المدرب المخضرم.
وظهر كثير من المرشحين لخلافة فينغر، قبل أن تسند إدارة النادي للمدرب الإسباني تلك المهمة. ولا يعتبر إيمري (46 عاماً) بعيدا عن النجاح؛ حيث توج ببطولة الدوري الأوروبي ثلاث مرات مع فريق إشبيلية الإسباني، واستحوذ على كثير من الألقاب خلال فترة وجوده مع سان جيرمان في الموسمين الماضيين.
وتتمثل أولى المهام المكلف بها إيمري مع آرسنال في إعادة الفريق ضمن الأندية المنافسة بقوة على لقب الدوري الإنجليزي، والتأهل لبطولة دوري أبطال أوروبا التي غاب عنها الفريق آخر موسمين.
أوضح إيمري: «أعتقد أن الهدف يكمن في أن نعمل بجد معاً؛ لأن مع هذه الموهبة التي يمتلكها اللاعبون فإن بإمكاننا أن نصبح مرشحين للمنافسة في جميع البطولات». وتابع: «إنه أمر مهم للغاية بالنسبة للنادي بعد عامين من الغياب عن دوري الأبطال، يتعين علينا العمل على هذا النحو من أجل أن نكون النادي الأفضل، وأفضل فريق في الدوري الإنجليزي والعالم أيضاً».
وستكون طريقة لعب الفريق مختلفة بالتأكيد تحت قيادة إيمري. وبينما حصل اللاعبون على كثير من الحرية مع فينغر، فإن إيمري يفضل منهجاً أكثر انضباطاً من ذي قبل. وقال هيكتور بيليرين مدافع آرسنال: «أعتقد أن إيمري مدرب عظيم». وأشار إلى أن «لديه خبرة كبيرة في إسبانيا، وهو يلعب دائماً على المستوى الأعلى، حتى مع الفرق التي لم تكن تمتلك أفضل اللاعبين، نجح في أن يجعلهم يتمتعون بروح المنافسة». وأكد بيليرين: «كان الأمر مختلفاً للغاية بالنسبة للجميع، كان السيد فينغر في النادي لمدة 22 عاما، لذلك فمن الواضح أن كثيراً من الأمور تغيرت». ولكن هذا لا يعني أن حقبة فينغر في طريقها للنسيان. وصرح إيمري: «إنني أكنّ احتراماً كبيراً لفينغر. سأقوم بعملي هنا، ولكنني احترم كثيراً من الأمور التي قام بها هنا بشكل جيد».
وتأمل جماهير آرسنال ألا يكرر إيمري تجربة المدرب الاسكوتلندي ديفيد مويز، الذي تولى تدريب مانشستر يونايتد خلفاً لمواطنه الأسطوري أليكس فيرغسون. ولم يمكث مويز، الذي تولى المسؤولية بعدما أنهى فيرغسون مشواره مع الفريق واعتزل العمل بالتدريب، أكثر من عشرة أشهر على رأس القيادة الفنية ليونايتد، بعدما ساءت نتائج الفريق للغاية تحت قيادته.
لكن إيمري شدد على أن الحالتين مختلفتين تماماً. وقال المدرب الإسباني: «إن الوضع مختلف عما حدث في يونايتد. لدي شخصيتي ونمتلك فكرتنا وشخصيتنا وثقتنا». وأضاف: «أريد أن أمنح الجميع في الفريق تلك الثقة حتى نكون أكثر قوة».
وأردف إيمري قائلاً: «لدي ثقة في نفسي وفي جميع الأفراد المحيطين بي، والذين يعملون بالقرب مني، وكذلك اللاعبين والنادي». أنهى مدرب آرسنال حديثه، حيث قال: «نريد القيام بذلك بتلك الطريقة ولا نفكر في النهاية، وما إذا ستكون جيدة أم سيئة. سوف نستمتع بكل لحظة».