تراجعت حدَّة المعارك في البادية الشمالية الشرقية لمحافظة السويداء في جنوب سوريا، وسط تعثر مستمر للمفاوضات غير المباشرة التي يرعاها الطرف الروسي لنقل عناصر تنظيم «داعش» من حوض اليرموك، في وقت دفع النظام السوري بسكان بلدات القنيطرة الواقعة في منطقة فك الاشتباك 1974 إلى المنطقة في هضبة الجولان، حيث وصل إليها المئات من سكانها بعد استعادة النظام السيطرة عليها.
وقالت مصادر مدنية في السويداء لـ«الشرق الأوسط»، إن وتيرة المعارك تراجعت أمس في المنطقة، بعد ثلاثة أيام من معارك عنيفة خاضها النظام وميليشيات محلية بغرض طرد تنظيم «داعش» من المنطقة، وقالت المصادر إن زخم الهجمات «تراجع» رغم «استمرار النظام بعمليات القصف واستهداف مواقع تنظيم (داعش) وضرب آلياته»، فيما حافظت القوات المحلية على جهوزيتها على أطراف البلدات المواجهة لخطوط الاشتباك في بادية السويداء بهدف صد هجمات «داعش».
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن الاشتباكات تواصلت بوتيرة متصاعدة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها والمسلحين القرويين من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، على محاور في ريفي السويداء الشرقي والشمالي الشرقي، ترافقت مع قصف صاروخي متواصل من قبل قوات النظام في محاولات متواصلة منها لتحقيق المزيد من التقدم وقضم مزيد من المواقع والنقاط الخاضعة لسيطرة التنظيم.
وشهدت محاور في باديتي السويداء الشرقية والشمالية الشرقية، أمس، اشتباكات بين عناصر من «داعش» من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها والمسلحين القرويين من طرف آخر، ترافقت مع قصف صاروخي متجدد نفذه النظام على مواقع «داعش»، وذلك استكمالاً للعمليات العسكرية التي انطلقت الأحد الماضي مدعومة بغطاء جوي وصاروخي، لإنهاء وجود تنظيم «داعش» في بادية السويداء. في غضون ذلك، وإثر تزايد السخط في السويداء على إعدام مقاتل من تنظيم «داعش» في المنطقة، بالنظر إلى ارتداداته المحتملة على الرهائن الدروز في قبضة التنظيم، نفى فصيل «نسور الزوبعة» التابع لـ«الحزب القومي السوري الاجتماعي» صِلَته بالحادثة. ونشر الفصيل، الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام، بياناً قال فيه: «ننفي جملةً وتفصيلاً علاقة (نسور الزوبعة) بعملية الإعدام التي حصلت في ساحة مدينة السويداء».
وتصاعدت مخاوف ذوي مختطفي ومختطفات السويداء، أول من أمس، من أي ردة فعل جديدة لتنظيم «داعش»، تجاه إعدام المسلحين الموالين للنظام لعنصر من تنظيم «داعش» بعد أسره حياً وقيامهم بإعدامه شنقاً في إحدى ساحات مدينة السويداء، وتعليق جثته، مع تثبيت راية الحزب السوري القومي الاجتماعي.
وفي القنيطرة، رصد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عودة مئات المواطنين إلى بلدة الحميدية في ريف القنيطرة الخاضعة لسيطرة قوات النظام، عن طريق ممر مدينة البعث - الحميدية. وتقع الحميدية في منطقة فك الاشتباك 1974، وخرجت الفصائل من المنطقة بضمانات روسية إثر اتفاقات بين قوات النظام وفصائل المعارضة.
وتضاف هذه العودة، إلى عودة مواطنين آخرين إلى بلداتهم وقراهم في جباتا الخشب وطرنجة وأوفانيا بريف القنيطرة الشمالي، عبر ممر خان أرنبة - أوفانيا، وذلك عقب سيطرة قوات النظام عليها وانسحاب الفصائل منها ضمن مصالحات بوساطة الضامن الروسي. وتأتي عودة المواطنين إلى قراهم وبلداتهم عقب انتشار القوات الأممية «أندوف» إلى منطقة فك الاشتباك 1974 في الثاني من أغسطس (آب) الحالي، وذلك بعد توقف عملها منذ عدة سنوات في المنطقة، عقب استهدافها من قبل مقاتلين عاملين في المنطقة القريبة منها.
تراجع حدة المعارك في بادية السويداء... وفصيل موالٍ يتبرأ من إعدام «داعشي»
تراجع حدة المعارك في بادية السويداء... وفصيل موالٍ يتبرأ من إعدام «داعشي»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة