نتنياهو يهاجم الأوروبيين على وضع خطة تواصل بين الضفة والقدس وغزة

رئيس الحكومة الإسرائيلية ادعى أنه أقنعهم بوقف دعمهم «مجلس الحريات»

TT

نتنياهو يهاجم الأوروبيين على وضع خطة تواصل بين الضفة والقدس وغزة

في وقت أعلن فيه ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن جهوده نجحت في دفع الاتحاد الأوروبي إلى وقف تمويل «مجلس الدفاع عن الحريات»، الذي يهاجم السياسة الإسرائيلية، كشفت مصادر في الخارجية الإسرائيلية، أن الاتحاد الأوروبي، وضع خطة من وراء ظهرها لتمويل مشروع مواصلات يربط بين قطاع غزة والضفة الغربية ومدينة القدس الشرقية المحتلة.
وقال الناطق الإسرائيلي إن حكومته رفضت هذه الخطة، وإن وزير المواصلات والمخابرات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، شدد على أنه «لن يتم ربط غزة بالضفة، وجميع خططهم ستبقى على الورق، مرفوضة بالكامل».
وجاء في تفاصيل خطة الاتحاد الأوروبي، أنها ستشمل المنطقة «ج»، التي تشكل نحو 60 في المائة من مساحة الضفة الغربية، وتقع تحت المسؤولية المدنية والأمنية الإسرائيلية الكاملة. وأوضحت المصادر السياسية في تل أبيب، أن «الخطة تشمل إقامة مطار وميناء ومد سكة حديد لربط قطاع غزة بالضفة الغربية، وربط الأخيرة بالشطر الشرقي من مدينة القدس المحتلة»، وأن تنفيذها سيكتمل نهائيا عام 2045؛ حيث حددت مدة 18 شهرا، من أجل بناء البنية التحتية الضخمة التي تشمل الطرق والمطار والسكك الحديدية والميناء البحري.
وقال الوزير كاتس، إن الخطة كانت مألوفة له لمدة عام، بعد أن قدمها الأوروبيون؛ لكنه عارضها فيما بعد، مضيفا أن اتفاق الهدنة مع «حماس» يهدف إلى الفصل التام عن قطاع غزة.
وقال: «لقد أوضحت أن غزة لن تتصل مع الضفة الغربية، وكل هذه الخطط مجرد حبر على ورق وغير مقبولة تماما، وأنا أؤيد فصل غزة تماما عن إسرائيل، وإعطاءها منفذا على البحر، وعدم ربطها بدولتنا أو بأماكن أخرى».
وما يميز المشروع الأوروبي أنه يعتمد على خط سير ونقل بري يربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة، أطلق عليه اسم «الممر الآمن»، وذلك باتفاق فلسطيني إسرائيلي في أوسلو (سنة 1993)، ولكن ما لبثت إسرائيل أن أوقفته بعد فترة وجيزة من عمله.
وكان نتنياهو قد أصدر بيانا أحاديا ادعى فيه أنه نجح في إقناع الأوروبيين بالتوقف عن دعم وتشجيع وتمويل «مجلس الدفاع عن الحريات». وبحسب مركز «إعلام»، فإن تشكيل المجلس جاء نتيجة نهج الحكومة الإسرائيلية اليمينية الذي أدى إلى خفض سقف العمل السياسي والاجتماعي، وتقليص هوامش الحريات المتاحة، من خلال فرض سياسات وأوامر قمعية، وتشريع عدد من الأنظمة والقوانين التي تمس حقوق الإنسان بشكل عام، وحقوق الأقلية الفلسطينية بشكل خاص، سواءً الفردية أو الجماعية. ويضم المجلس نحو عشرين منظمة مجتمع مدني عربية ويهودية، بينها «بتسيليم»، و«مركز عدالة»، و«جمعية حقوق المواطن»، و«مركز التخطيط البديل»، و«وجمعية الجليل»، و«كيان»، و«نكسر الصمت»، و«غيشاه - مسلك»، وغيرها. وقد هاجمت منظمات يهودية متطرفة المجلس، حيث كتبت منظمة «عاد كان»، الشهر الماضي، على حسابها في أحد مواقع التواصل الاجتماعي، أن «المجلس يعمل ضد الطابع اليهودي والديمقراطي للدولة»، و«يتدخل بشكل معلن في المجال السياسي الداخلي الإسرائيلي». وبحسب مكتب رئيس الحكومة، فإن «مجلس الدفاع عن الحريات يطعن بحق إسرائيل في الوجود، ويعمل على تشويه صورتها في العالم».
وأضاف نتنياهو أن الحديث عن البداية فقط، وأنه سيواصل العمل بحزم ضد المنظمات التي تعمل على نزع شرعية إسرائيل، وتسعى لتشويه سمعتها وسمعة الجيش الإسرائيلي في أنحاء العالم، على حد قوله. ولم يصدر بعد أي تعقيب من الاتحاد الأوروبي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».