جلسة برلمانية صاخبة ضد {قانون القومية} العنصري

TT

جلسة برلمانية صاخبة ضد {قانون القومية} العنصري

اضطرت أحزاب الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، إلى عقد جلسة للهيئة العامة للكنيست (البرلمان)، ظهر أمس (الأربعاء)، لإجراء بحث جديد حول «قانون القومية» العنصري، وذلك بعدما قدم 25 عضو كنيست طلباً بعقدها خلال العطلة.
وكان الكنيست قد صادق على القانون قبل نحو ثلاثة أسابيع، وفيه يعطي العرق اليهودي أفضلية على بقية المواطنين في إسرائيل. وأثار ذلك موجة رفض عارم في أوساط المواطنين العرب (فلسطيني 48)، خصوصاً أبناء الطائفة العربية الدرزية، كونهم يخدمون في الجيش، وخسروا خلال الحروب 160 شاباً، ويشعرون اليوم بأن الدولة العبرية تخونهم، وقد تم تنظيم مظاهرة ضخمة في تل أبيب يوم السبت الماضي، شارك فيها أكثر من 100 ألف شخص، ومن المقرر أن تقام مظاهرة أخرى، بعد غد (السبت)، في المكان نفسه.
وجاءت جلسة أمس، التي بادرت إليها قوى المعارضة، خطوة أخرى في المعركة من أجل إلغاء القانون أو تعديله. وتم عقدها بناءً على طلب 25 نائباً، لكن غالبية نواب الائتلاف الحاكم تغيبوا عنها، ولم يحضرها منهم سوى 5 نواب. وكان بين الغائبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي لا يعتبر ملزماً بالحضور إلا في حال قدم الطلب لعقد الجلسة 40 عضو كنيست. وحسب مصدر مقرب منه، فإن رئيس الحكومة أراد حضور الجلسة، لكن وزراء وأعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي، نصحوه بعدم المشاركة بادعاء أن أعضاء الكنيست من المعارضة أعدوا له كميناً.
وقد افتتحت رئيسة المعارضة تسيبي لفني، النقاش بإعلان الاعتذار للدروز، أولاً بسبب القانون، وثانياً بسبب «استهتار رئيس الحكومة بمشاعرهم وتغيّبه عن النقاش، ليتهرب من إعطاء أجوبة عن تساؤلاتكم». وهنا أشارت إلى مجموعة من الحضور الذين رفعوا شعارات تحمل مضامين مأخوذة من «وثيقة الاستقلال»، وتتحدث عن المساواة في الحقوق فوجهت التحية لهم. إلا أن رئيس الكنيست، الذي ترأس الجلسة، أمر بإنزال الشعارات وإخراج من رفعوها، وهم مجموعة من حركة «نساء من أجل السلام»، وأوقف الجلسة إلى حين خروجهن.
وتكلم النائب أحمد الطيبي، نائب رئيس الكنيست عن «القائمة المشتركة»، فتطرق إلى التدهور الذي يصيب القيم الديمقراطية وقيم المساواة في زمن حكم نتنياهو. وهاجم كل أحزاب اليمين الشريكة في القانون. وأكد أن العرب سيواصلون الكفاح ضد هذا القانون. ودعا بقية النواب اليهود إلى الانخراط في هذا النضال لأنه يصب في مصلحة القيم الديمقراطية.
وتكلم يائير لبيد، رئيس حزب «يوجد مستقبل» المعارض، فركز على أن القانون يعتبر ضربة للدروز الذين يحاربون مع اليهود دفاعاً عن إسرائيل. وقال: «إننا نضيع فرصة لإظهار أمانتنا للصداقة معهم».
وأشار رئيس كتلة «ميرتس» إيلان غلأون، إلى أن القانون يهضم حقوق كل العرب وكل من هو غير يهودي، لذلك فإنه عنصري.
ورد وزير البيئة زئيف ألكين، على النقاش، فقال إن من يجب أن يعتذر هي تسيبي ليفني، لأن أول من تقدم بمشروع قانون القومية اليهودية هو حزبها «كديما» في سنة 2011. ولوحظ أن مجموعة كبيرة من الدروز الذين حضروا الجلسة، غادروها خلال خطاب ألكين، احتجاجاً. ولم يكن هناك تصويت على شيء في نهاية الجلسة التي شهدت نقاشاً في موضوع آخر، حين قدم النائب عن «القائمة المشتركة» من الحركة العربية للتغيير وائل يونس، كتاب استقالة من عضوية الكنيست، تنفيذاً للتناوب ودخول المرشحة في القائمة عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي نيفين أبو رحمون، لعضوية الكنيست. فقد قدم الاستقالة مكتوبة باللغة العربية، كنوع من الاحتجاج على قانون القومية الذي أنهى مكانة اللغة العربية كلغة رسمية. فأعلن رئيس الكنيست إدلشتاين، رفضه التوقيع على الرسالة، بادعاء أنها مكتوبة بلغة لا يفهمها. وطالب بتقديم رسالة استقالة باللغة العبرية وإلا فإنه في حال عدم توقيع رئيس الكنيست على الرسالة، فإن الاستقالة لا تصبح سارية المفعول. لكنه تراجع عندما قام موظفو سكرتارية الكنيست، بترجمة الرسالة. فقام لاحقاً، بالتوقيع عليها، لتصبح سارية المفعول خلال 48 ساعة.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».