قوات الاحتلال تقتل اثنين من «كتائب القسام» في ظل مباحثات التهدئة

{حماس} تهدد... والحكومة الفلسطينية تطالبها بإنهاء سيطرتها على القطاع

آلاف الغزيين شاركوا في تشييع أحد الشابين اللذين قتلا أمس خلال غارة إسرائيلية شمال غزة (رويترز)
آلاف الغزيين شاركوا في تشييع أحد الشابين اللذين قتلا أمس خلال غارة إسرائيلية شمال غزة (رويترز)
TT

قوات الاحتلال تقتل اثنين من «كتائب القسام» في ظل مباحثات التهدئة

آلاف الغزيين شاركوا في تشييع أحد الشابين اللذين قتلا أمس خلال غارة إسرائيلية شمال غزة (رويترز)
آلاف الغزيين شاركوا في تشييع أحد الشابين اللذين قتلا أمس خلال غارة إسرائيلية شمال غزة (رويترز)

قتلت إسرائيل عنصرين في «كتائب القسام» التابعة لحماس، في قصف استهدف مجموعة من مقاتلي الحركة، ردا على إطلاق نار على الحدود. ونعت كتائب القسام، أحمد مرجان وعبد الحافظ السيلاوي، اللذين قضيا في قصف مدفعي على موقع «عسقلان» التابع للحركة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف الموقع ردا على «تعرض قوة عسكرية لإطلاق نار من قبل مخربين، نحو جنود إسرائيليين بمحاذاة الحدود مع القطاع». وأضاف أن دبابة قصفت موقع حماس الذي أطلق النار. وحسب تقديرات الجيش، فإن واحدا من مقاتلي القسام كان قناصا.
وجاء الرد الإسرائيلي في خضم مباحثات يجريها قادة حماس في قطاع غزة، الأمر الذي يرجح مراقبون أن يمنع تصعيدا آخر.
ويوجد في غزة، وفد كبير من قادة حماس في الخارج منذ أيام، وعلى رأسهم نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، صالح العاروري، يقودون محادثات من أجل رفع الحصار عن القطاع. وقد حصل الوفد على ضمانات بعدم استهدافه أثناء وجوده هناك.
لكن حماس أكدت في بيان لها: «إن المقاومة لن تسلّم للاحتلال بفرض سياسة قصف المواقع واستهداف المقاومين، من دون أن يدفع الثمن»، مضيفة: «إن المقاومة قادرة على قصف الاحتلال وجعله لا يعرف الهدوء».
وحمّلت حماس في بيانها، الاحتلال الإسرائيلي «كامل المسؤولية عن التصعيد الأخير». ولا يعرف ما إذا كان القصف الإسرائيلي سيؤثر على مباحثات حماس الداخلية.
وتقول مصادر إن ثمة تباينا في الرأي داخل الحركة حول اتفاق هدنة مع إسرائيل، إذ يدفع المستوى السياسي باتجاه الاتفاق، بينما ترفضه كتائب القسام. وقال مسؤولو الحركة لفصائل فلسطينية قبل يومين إن ما هو مطروح، حاليا، هو تثبيت التهدئة، وإن الحركة تريد حلا يرفع الحصار كليا عن غزة.
ومثلما يوجد تباين داخل حماس يوجد في إسرائيل أيضا. وقال مسؤولون أمس، إن أي اتفاق مع حركة حماس بشأن الوضع في غزة، لن يمنع اشتعال أي حرب.
وبحسب المسؤولين الإسرائيليين، فإن المتاح، الآن، هو ما اقترحته إسرائيل، ويتضمن عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل انطلاق المسيرات على الحدود، في نهاية مارس (آذار) الماضي، أي وقف المسيرات مقابل وقف النار، مع إمكانية حصول تقدم في محادثات متقدمة في وقت لاحق، وتشمل مصير الإسرائيليين الأسرى في قطاع غزة.
ويعتقد الإسرائيليون أن حماس مهتمة باتفاق آخر يظهرها كمن حقق إنجازا هاما أمام الغزيين، لكن ذلك سيظل بعيدا من دون موافقة السلطة الفلسطينية.
وتربط أطراف كثيرة بين اتفاق مصالحة، واتفاق طويل الأمد يخص غزة، لأن المجتمع الدولي، لن يُقبل على تمويل أي اتفاق في القطاع وتمويله من دون عودة السلطة. غير أن المصالحة تبدو، حتى الآن، بعيدة المنال مثل اتفاق وقف النار.
وحذّرت الحكومة الفلسطينية، أمس، في بيان من «خطورة التساوق مع ما يحاك من مؤامرات ومخططات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وتقزيم المطالب الفلسطينية، وحصرها في قضايا إنسانية، مع تجاهل تام لحقوقنا الوطنية المشروعة التي يناضل شعبنا من أجلها، وقدم في سبيلها قوافل الشهداء والجرحى والأسرى، وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشريف».
واستهجنت الحكومة في اجتماع برئاسة رامي الحمد الله «استمرار محاولات التضليل والافتراءات المزعومة، عن المسؤولية الحقيقية لمعاناة شعبنا في قطاع غزة، واختزال كافة المشاكل التي يعانيها قطاع غزة في مسألة الرواتب، والترويج بفرض عقوبات على قطاع غزة، والتي تبرئ الاحتلال من المسؤولية عن معاناة شعبنا في القطاع، بالإضافة إلى تجاهل الحديث عن الانقلاب الأسود الذي قامت به حركة حماس، وفرض سيطرتها على قطاع غزة، وما تخللها من إجراءات أثقلت كاهل المواطن، من فرض (إتاوات) تحت تسميات مختلفة من الرسوم والضرائب، لصالح خزينتها».
وطالبت الحكومة حركة حماس «بالعدول عن مواقفها الرافضة للوحدة، وإنهاء سيطرتها على قطاع غزة».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.