ملامح صراع بين رأسي السلطة التنفيذية حول انتخابات تونس

مشروع قانون لتغيير عدد نواب البرلمان

الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في لقاء سابق مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد (أ.ف.ب)
الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في لقاء سابق مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد (أ.ف.ب)
TT

ملامح صراع بين رأسي السلطة التنفيذية حول انتخابات تونس

الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في لقاء سابق مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد (أ.ف.ب)
الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في لقاء سابق مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد (أ.ف.ب)

أثار تعيين الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي للحبيب الصيد رئيس الحكومة السابق، وزيرا مستشارا أول له، في اليوم نفسه الذي عين فيه يوسف الشاهد رئيس الحكومة الحالي، كمال الحاج ساسي، أحد رموز النظام السابق، في منصب مستشار، جدلا قويا حول الصراع السياسي والمنافسة المشتعلة بين رأسي السلطة التنفيذية (رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة)، وتساؤلات المتابعين للشأن السياسي حول ما يعده كل طرف من «أسلحة» استعدادا للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في نوفمبر (تشرين الثاني) من السنة المقبلة.
ولئن هون بعض السياسيين من خطورة هذه المنافسة، وقللوا من فرضية وجود صراع بين الطرفين، فإن شقا آخر عدّ أن المواجهة ما زالت متواصلة، خصوصا بعد دعوة رئيس الجمهورية ليوسف الشاهد خلال حوار تلفزيوني إلى الاستقالة، أو الذهاب إلى البرلمان لتجديد الثقة في حكومته. وزاد خروج بلاغين من رأسي السلطة التنفيذية في اليوم نفسه حول تعيين الحبيب الصيد وكمال الحاج ساسي، في ضبابية العلاقة بين قصر قرطاج وقصر القصبة، وفرضية تطور الصراع القائم بين الطرفين.
وأثار التقييم السلبي لأداء حكومة الحبيب الصيد من قبل رئيس الجمهورية، الذي دعا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية على أنقاض حكومة الصيد، شكوكا حول أهمية تعيين الصيد وزيرا مستشارا أول لدى رئيس الجمهورية. ورجح عدد من المتابعين أن يكون قائد السبسي يسعى من خلال هذا التعيين إلى
ربح القليل من الرصيد السياسي الذي تركه الحبيب الصيد وتعاطف طبقات من التونسيين معه رغم مغادرته السلطة.
في غضون ذلك، أثار تعيين كمال الحاج ساسي، الذي تمتع بقانون المصالحة الذي أقره الرئيس لفائدة كبار الموظفين السابقين، ممن لم تثبت ضدهم ملفات فساد، جدلا كبيرا حول عودته إلى المشهد السياسي، خصوصا أنه أشرف في عهد بن علي على صندوق التضامن الوطني المعروف بـ«صندوق 26 - 26»، وتولى مهام سامية في الدولة، أبرزها وزير دولة بوزارة الشؤون الاجتماعية، ووزير دولة بوزارة الثقافة والشباب، وسفير لتونس لدى جمهورية التشيك، وعضو بالبرلمان في النظام السابق، وهذا ما رجح أن يكون الشاهد يحاول من خلال هذا التعيين استمالة «ماكينة نداء تونس»، والقاعدة الانتخابية المهمة التي يمكن ضمانها من خلال العودة إلى رموز النظام السابق على المستويين المحلي والجهوي.
وفي مقابل هذه التقييمات التي ترجح فرضية وجود صراع بين القائدين السياسيين، فإن عددا من السياسيين المطلعين على سير مؤسستي رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة أكدوا أن تعيين الحبيب الصيد جاء لسد الفراغ الذي تركه رحيل سليم شاكر، وزير الصحة العمومية السابق الذي كان يشغل منصبا استشاريا لدى الباجي قائد السبسي. أما كمال الحاج ساسي فقد عين خلفا لفيصل الحفيان الذي كان بدوره يشغل المنصب نفسه لدى يوسف الشاهد قبل أن يتم تعيينه ممثلا للحكومة التونسية في مجلس إدارة شركة الخدمات لأنبوب الغاز العابر لتونس «سيرغاز»، بقرار من رئيس الحكومة نفسه.
على صعيد آخر، واستعدادا للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، أحالت رئاسة الحكومة على أنظار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات مشروع قانون لتنقيح القانون الانتخابي، بهدف رفع عدد نواب البرلمان من 217 إلى 231 نائبا، وذلك تماشيا مع التحيين الديموغرافي لعدد السكان. كما اقترح مشروع هذا القانون الرفع من العتبة التي تمكن الأحزاب من الحق في الحصول على مصاريف الانتخابات من 3 إلى 5 في المائة.
ومن خلال هذا القانون نفسه تم اقتراح خفض عدد نواب البرلمان إلى 204 نواب فقط، في حال إقرار قانون يمكن من انتخاب نائب برلماني واحد عن كل 65 ألف مواطن.
ووفق ما أكده عادل البرينصي، عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، فإنه من المنتظر أن تنظر الهيئة في هذين المشروعين؛ على أن ما ستقدمه يبقى استشاريا ويكون متبوعا بصياغة مشروع قانون يقع عرضه في فترة لاحقة على البرلمان للتصويت.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.