أفغانستان: مقتل 3 من جنود {الناتو} بتفجير انتحاري تبنته {طالبان}

كابل قد تعفو عن مسلحي «داعش»

جنود اميركيون خلال نوبة حراسة في قاعدة لوغر جنوب العاصمة كابل بأفغانستان أمس (رويترز)
جنود اميركيون خلال نوبة حراسة في قاعدة لوغر جنوب العاصمة كابل بأفغانستان أمس (رويترز)
TT

أفغانستان: مقتل 3 من جنود {الناتو} بتفجير انتحاري تبنته {طالبان}

جنود اميركيون خلال نوبة حراسة في قاعدة لوغر جنوب العاصمة كابل بأفغانستان أمس (رويترز)
جنود اميركيون خلال نوبة حراسة في قاعدة لوغر جنوب العاصمة كابل بأفغانستان أمس (رويترز)

أعلنت قيادة قوات الحلف الأطلسي (الناتو) في أفغانستان مقتل ثلاثة من جنودها أمس في عملية انتحارية استهدفت دوريتهم في شرق البلاد. كما قُتل جنديان أفغانيان في الهجوم وأصيب جندي أميركي بجروح، بحسب ما أفادت قيادة القوات الأطلسية في بيان من دون أن تحدد جنسية الجنود الثلاثة. وتبنت حركة طالبان على «تويتر» تفجيرا استهدف قوات المحتل الأميركي في شاريكار وقتل وجرح ثمانية أميركيين، ما يمكن أن يشير إلى العملية الانتحارية. وقال الملحق الإعلامي للقوات الأطلسية اللفتنانت كولونيل مارتن أودونيل لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الاعتداء وقع قرب شاريكار في محافظة باروان على مسافة نحو 70 كلم شمال كابل. وأوضح البيان أن انتحاريا قتل ثلاثة من عناصر (قوة) «الدعم الحازم» خلال دورية مشتركة مع القوات الأفغانية في شرق أفغانستان.
من جهته، قال حاكم ولاية باروان إن الاعتداء وقع «قرابة الساعة 6:00 ت غ هذا الصباح (1:30 بتوقيت غرينتش) قرب مدينة شاريكار». وقالت المتحدثة باسم الحكومة المحلية وحيدة شاهكار لوكالة الصحافة الفرنسية إن «انتحاريا راجلا استهدف موكبا للقوات الأميركية في شاريكار لكن ليس لدينا أي معلومات حول الضحايا». وأقر مسؤولو الحلف الأطلسي بأن «عنصر القوة الذي أصيب بجروح أميركي» لكنهم ذكروا بأن القوات «تتبع سياسة تقضي بعدم الإفصاح عن هوية الضحايا قبل أن تعلنها السلطات الوطنية المعنية».
وقتل عنصران من القوات الأميركية في غضون أسبوع في منتصف يوليو (تموز)، مما يرفع إلى أربعة عدد العسكريين الأميركيين الذين قتلوا هذه السنة في أفغانستان في 2017 قتل 11 جنديا أميركيا. وتعد عملية الأطلسي التي خلفت القوة الدولية لمساعدة أفغانستان، حاليا 16 ألف عنصر في البلاد يتولّون بالأساس مهمة مساعدة وتدريب القوات الأفغانية. وينشر الأميركيون وحدهم 13 ألف عنصر بينهم ألفان لمهمات قتالية تحت شعار مكافحة الإرهاب.
وذكر قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال جون نيكولسون في البيان بأن 41 دولة تشارك في هذه القوة. والأجواء متوترة في أفغانستان هذا الصيف مع نشاط عسكري أفغاني وأميركي كبير شرق البلاد في ولاية نانغرهار على الحدود مع باكستان، وشمال غربي ولاية فرياب قرب إيران حيث يتعرض الجيش الأفغاني لمضايقات من «طالبان».
ويكثف تنظيم داعش الهجمات على «أهداف سهلة» خصوصا في كابل وجلال آباد (شرق) في حين يتعرض لنكسات عسكرية كبيرة. وتبنى التنظيم أول من أمس عملية انتحارية مزدوجة خلال الصلاة في مسجد شيعي في غارديز شرقا أوقع ما لا يقل عن 35 قتيلا وأكثر من تسعين جريحا. أعلن مسؤولون أفغان عن احتمال العفو عن مقاتلي تنظيم داعش، الذين استسلموا الأسبوع الحالي في إقليم جوزجان شمال البلاد، على الرغم من اتهامات لهم بارتكاب أعمال وحشية.
واستسلم نحو 150 من مقاتلي «داعش» بينهم قائدان كبيران بعدما طردتهم حركة طالبان من معاقلهم في جوزجان عقب أسابيع من القتال. وفر الآلاف من المدنيين من منطقتي درزاب وقوش تبه، متهمين عناصر التنظيم بارتكاب جرائم وحشية وسردوا تفاصيل بشأن أخذ نساء وفتيات من أسرهن واغتصابهن، وفي بعض الأحيان قتلهن. من جهته، قال محمد رضا غفوري المتحدث باسم حاكم إقليم جوزجان إن «الحاجة لحث المتشددين على الاستسلام قد تعني على الأرجح أنهم لن يواجهوا اتهامات... هناك عفو لجماعة داعش التي استسلمت في منطقة درزاب». وأضاف غفوري: «لن يجري تسليم الجماعة لسلطات أمنية أو قضائية لأنهم مشاركون في عملية السلام». وشدد المسؤول الأفغاني على أن الأشخاص الذين لديهم شكاوى ضد أفراد من التنظيم لهم مطلق الحرية في رفع الأمر للقضاء». وأكد مسؤولون حكوميون على أن هذه أول مرة يستسلم فيها هذا العدد الكبير من مقاتلي داعش دفعة واحدة، كما قامت عدة نساء وأطفال لهم صلة بمقاتلي التنظيم بتسليم أنفسهم أيضا للسلطات الأفغانية. وبينما تتزايد الضغوط من أجل إجراء محادثات سلام بين الحكومة التي يدعمها الغرب في كابل وحركة طالبان، فإن الجماعة المحلية المتحالفة مع «داعش»، والتي اشتهرت بأعمالها الوحشية لم تبد أي مؤشرات على الانضمام لهذه العملية. من جانبه، قال قائد الأمن في إقليم جوزجان الجنرال فقير محمد جوزجاني إن «أي مقاتل من التنظيم ارتكب جرائم ضد الإنسانية سيواجه العدالة»، معبرا عن شكوكه بشأن وجود مصالحة.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».