دعا عبد الرحيم شيخي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوية لحزب العدالة والتنمية المغربي، متزعم الاتئلاف الحكومي، إلى التعامل بحكمة وتبصر مع الحركات الاحتجاجية التي تعرفها البلاد، وقال إنها تعبر عن رغبة المجتمع في مواصلة الإصلاح. وأوضح شيخي، الذي كان يتحدث في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني العام السادس للحركة، الذي عقد مساء أول من أمس بالرباط، تحت شعار «الإصلاح أصالة وتجديد»، بحضور عدد من قياديي الحركات الإسلامية من داخل وخارج المغرب، أن «مبادرات المجتمع المصرة على استمرار أجندة الإصلاح الشامل والعميق تنامت»، مشيرا إلى «ارتفاع الطلب الاجتماعي على مواصلة الإصلاح وتعميقه وتعميمه، كما عبرت عنه عدد من الاحتجاجات الاجتماعية»، التي «يتطلب التعامل معها الانتصار لمنطق الحكمة والتبصر والرشد، الذي دأب عليه المغاربة، دولة وشعبا في مثل هذه الظروف».
واعتبر شيخي أن الحركة وبصفتها فاعلا مدنيا معنيا بمسارات الإصلاح، ترسخت لديها قناعة بأن كرامة المواطن مدخل أساسي نحو استقرار الوطن. مشددا على أن «ذلك لن يتم إلا بإشاعة قيم الصدق والعدل، والحرية والعدالة المجالية والتنمية».
ودفعا لأي لبس حول استقلالية الحركة عن أي جهة خارجية، أوضح شيخي أن تجربة حركة «التوحيد والإصلاح» «نشأت وترعرعت في التربة المغربية، وتعتز باختيارات المغاربة في التمذهب والتدين، وتتمسك بثقافة مجتمعها في مختلف روافده وتجلياته، دون تعصب ولا انغلاق».
كما تطرق القيادي الإسلامي إلى التحولات التي يعرفها المشهد الديني في المغرب، وقال إنه يتميز «بالعودة الطوعية للمغاربة نحو الدين والتدين، كجزء من تصالح عدة شعوب بالعالم مع سنن الفطرة، والاعتزاز بالهوية الثقافية»، مثمنا هذه «الدينامية عبر نشر ثقافة الوسطية والاعتدال، ومواجهة التطرف الديني واللاديني، وتعزيز النموذج المغربي وإشعاعه»، مشددا على أهمية «ترشيد التدين وتشجيع الاجتهاد».
وقررت الحركة تعديل ميثاقها خلال مؤتمرها العام السادس الذي يختتم اليوم الأحد، وذلك بعد 20 عاما من اعتماده، وتهدف من خلال هذه الخطوة إلى وضع مسافة بين السياسة والدعوة. إلا أن هذا التعديل لن يصل إلى حد القطيعة بينها وبين حزب العدالة والتنمية، كما قال شيخي في تصريحات صحافية قبل انطلاق المؤتمر، بل إن الحركة تسعى لـ«ترسيخ هويتها كحركة دعوية تربوية وإصلاحية بالدرجة الأولى، بينما الشأن السياسي تتولاه الأحزاب. إلا أن هذا لن يمنعها من التعبير عن موقفها من القضايا السياسية».
وردا على سؤال «الشرق الأوسط» حول ما إذا كانت الضغوط التي تواجهها حركات الإسلام السياسي هي التي دفعت الحركة إلى مراجعة التداخل بين السياسي والدعوي في عملها، قال شيخي إن «قضية التمايز بين الدعوي والسياسي ليست وليدة اليوم، بل هي فكرة قديمة بدأت منذ 1996 (تاريخ تأسيس الحركة)، وجذورها نابعة من فلسفة التخصص. وفي كل مرة نحاول ونرسخ أكثر هذه الفكرة، ولا علاقة للأمر بما تتعرض له الحركات الإسلامية هنا وهناك».
وأضاف شيخي موضحا أن الحركة «لا تقبل ما تتعرض له حركات إسلامية وسطية معتدلة، أو مشايخ معروفون بوسطيتهم من تضييق، لأن هؤلاء ساهموا في تأطير عدد من الشباب على التدين السليم وحصنوهم من مهاوي الفتن والتطرف والتشدد»، حسب تعبيره. وحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام للحركة، الذي سينتخب قيادة جديدة، سعد الدين العثماني رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وعبد الإله ابن كيران الأمين العام السابق للحزب ورئيس الحكومة السابق، ومحمد عبادي الأمين العام لجماعة العدل والإحسان الإسلامية شبه المحظورة، والقيادي الاستقلالي السابق مولاي محمد الخليفة. كما حضره سامي أبو زهري القيادي في حركة حماس، الذي وصف «التوحيد والإصلاح» بأنها «حركة وطنية حريصة على استقرار المغرب وأمنه وازدهاره». ووجه تحية إلى الملك محمد السادس على «لمسة الوفاء حين أرسل مستشفى ميدانيا، وقافلة طبية إلى غزة المحاصرة». كما تحدث خلال الجلسة عصام البشير، المفكر السوداني وزير الأوقاف الأسبق، الذي دعا لمحاربة الإرهاب الديني واللاديني، وشدد على أهمية الوسطية والاعتدال وتجديد الفكر الإسلامي.
رئيس «التوحيد والإصلاح» المغربي: كرامة المواطن مدخل للاستقرار
الحركة تقرّر الفصل بين السياسة والدعوة
رئيس «التوحيد والإصلاح» المغربي: كرامة المواطن مدخل للاستقرار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة