فلسطينيو تشيلي... قصص نجاح على مدى أكثر من 100 عام

أكبر جالياتهم خارج العالم العربي

العائلات الفلسطينية الأولى التي هاجرت إلى تشيلي جاءت من بيت جالا وبيت ساحور وبيت لحم (غيتي)
العائلات الفلسطينية الأولى التي هاجرت إلى تشيلي جاءت من بيت جالا وبيت ساحور وبيت لحم (غيتي)
TT

فلسطينيو تشيلي... قصص نجاح على مدى أكثر من 100 عام

العائلات الفلسطينية الأولى التي هاجرت إلى تشيلي جاءت من بيت جالا وبيت ساحور وبيت لحم (غيتي)
العائلات الفلسطينية الأولى التي هاجرت إلى تشيلي جاءت من بيت جالا وبيت ساحور وبيت لحم (غيتي)

تقدم عالم الملاحة، وابتكرت شركات الطيران أجود وأفضل أنواع الطائرات إلا أن المسافات تبقى بعيدة والسفر يكون متعبا، ولكن الوجهة تبقى الدواء الذي ينسيك العناء والجلوس في مكان مغلق على مدى ساعات طويلة.
هذه المرة الرحلة كانت إلى تشيلي الواقعة على حافة غرب أميركا الجنوبية وتتمتع بمسافة تزيد على 6 آلاف كلم على ساحل المحيط الهادي، الرحلة كانت مباشرة من دبي إلى سانتياغو عاصمة تشيلي على متن طيران الإمارات التي سيرت هذا الخط مؤخرا، رابطة بذلك أميركا اللاتينية بجنوب شرقي آسيا والصين والشرق الأوسط وأوروبا.
سافرت في الماضي إلى بلدان لا تزال السياحة فيها خجولة بعض الشيء بالنسبة للعرب، فكانت ردود أفعال من أدرك بأني متوجهة إلى أماكن مثل «هو شيه منه» وأمثالها من المدن ممزوجة بالاستغراب، إلا أن هذه المرة وبعد سماع أصدقائي العرب خبر سفري إلى تشيلي كانت ردة الفعل موحدة: «رحلة العمر»، وقدمت إلي كثير من المعلومات المجانية حول تشيلي مثل شكلها المستطيل الفريد من نوعه على خريطة العالم وانقسام الآراء حول اسم تشيلي، إلا أن المعلومة الأهم كان مفادها بأن تشيلي تضم أكبر جالية فلسطينية خارج الوطن العربي بحيث يصل عدد الفلسطينيين فيها اليوم إلى ما يقارب الـ900 ألف شخص ولو أن الرقم غير موثق بشكل رسمي بعد.
فذهبت إلى تشيلي بذهنية منفتحة للتعرف عليها وعلى شعبها ومعالمها، في العاصمة وفي جنوبها الذي يعتبر من أجمل الأماكن في العالم على الإطلاق.
وبعد عشرين ساعة من الطيران المتواصل مع توقف قصير في ساو باولو، وصلنا إلى سانتياغو في موسم الشتاء القارس، فشهر يوليو (تموز) هو الشهر الأكثر برودة.
ولكثرة حماسنا للتعرف على بعض من أفراد الجالية الفلسطينية وفر لنا مكتب السياحة في تشيلي لقاء مع أبناء الجالية من الجيلين الثالث والرابع.
والتقينا أنور مخلوف وخايمي عبد ربه (وللتوضيح فقط فإن اسم خايمي هو اسم تشيلي بحت وعائلة عبد ربه معروفة في فلسطين، واللافت هنا أن خايمي بملامحه الغربية هو من أم فلسطينية وأب تشيلي، وبما أن القانون التشيلي يسمح للأطفال الاختيار ما بين كنية والدهم أو والدتهم فغلب في حالة خايمي الدم الفلسطيني واختار كنية والدته «عبد ربه»).
أنور نشط جدا في أوساط الجالية الفلسطينية في تشيلي وهو ينتمي للجيل الرابع، فلسطين تجري في عروقه، زار فلسطين أكثر من مرة ويقوم بكثير من النشاطات التي توطد علاقة الأجيال الفلسطينية التشيلية الجديدة بفلسطين من خلال المدرسة العربية الفلسطينية ونادي كرة القدم وتنظيم رحلات للفلسطينيين التشيليين لزيارة أماكن مهمة في فلسطين مثل بيت لحم والقدس وغيرها لتعريفهم على أصولهم وعلى وضع شعبهم هناك، وبالوقت نفسه تستضيف الجالية الفلسطينية في تشيلي أفرادا من الفلسطينيين للمجيء إلى تشيلي والتقرب من الفلسطينيين المقيمين في تشيلي والمنحدرين من عائلات وصلت إلى تلك البلاد النائية منذ أكثر من 160 عاما.
الفلسطينيون في تشيلي لهم حضور بارز جدا، وأول العائلات التي هاجرت إلى تشيلي جاءت من بيت جالا وبيت ساحور وبيت لحم، وبدأت الهجرة عندما كانت فلسطين تحت الحكم العثماني وهاجر المسيحيون بشكل كبير بسبب تعرضهم لضغوطات كثيرة إبان فترة الانتداب وهذا ما دفعهم للسفر، وهذا ما يبرر أن الغالبية من الجالية الفلسطينية في تشيلي هم مسيحيون، ويقول أنور إن الفلسطينيين كانوا في البداية تابعون للكنيسة الأرثوذكسية ليتحولوا بعدها إلى الكاثوليكية بعد الزيجات المختلطة مع التشيليين، ويشار إلى أن الجيل الجديد تحول إلى الكاثوليكية وأول كنيسة أرثوذكسية بنيت في سانتياغو دي تشيلي عام 1918.
وزادت هجرة الفلسطينيين إلى تشيلي بعد الحرب العالمية الأولى وفترة الانتداب البريطاني وبعد النكبة.
تعتبر عائلة أبو جارور وزمر سقالا (عائلة المؤرخ خوان سقالا) من أول العائلات الوافدة إلى تشيلي ولا تزال مثل هذه العائلات تملك مصالح مهمة، لا سيما في مجال الأقمشة، فبرع الفلسطينيون منذ وصولهم إلى تشيلي في تجارة الأقمشة، ولا تزال مصانعهم موجودة حتى يومنا هذا وتتعاقب على إدارتها الأجيال، والمصانع تحمل أسماء العائلات وشهرتها جعلتها من العناوين المهمة في العاصمة.
والى جانب عمل الفلسطينيين في صناعة الأقمشة فهم يملكون ثلاثة بنوك مهمة من بينها بنك أوف تشيلي وكوربنكا وبنك فلسطين، بالإضافة إلى معامل ومصانع ضخمة.
وبحسب أنور وخايمي، فأبناء الجالية يعتبرون أنفسهم فلسطينيين والرابط مع بلدهم الأم قوي وهذا يبدأ من خلال تعلم اللغة العربية وتكلمها في المنزل ولكن هذا الأمر يختلف بين عائلة وأخرى، خاصة أن الزيجات المختلطة أصبحت طاغية بعد فترة السبعينات، فقبل هذه الفترة كان الفلسطينيون يرتبطون بفلسطينيات فقط أما اليوم فاختلف الأمر وأصبحت الزيجات المختلطة شائعة أكثر.
وهذا ما يدفع الجالية إلى القيام بكثير من النشاطات للحفاظ على التقاليد والهوية الفلسطينية. وعن حياتهم اليومية قال خايمي إن الفلسطينيين يحافظون على تقاليدهم بدءا بالأكل، ففي المنزل يتناولون المأكولات الشرقية والمحاشي ويحاول الأهل تكلم العربية مع أطفالهم على قدر المستطاع، وعلى الرغم من جغرافيا تشيلي وموقعها البعيد عن الشرق الأوسط، فإنهم يتابعون الأحداث التي تحصل في منطقنا العربية الساخنة، ويقومون بعدة نشاطات في تشيلي لحث وسائل الإعلام المحلية على بث الأخبار الخاصة بفلسطين كي لا تنسى القضية الفلسطينية التي وصفها خايمي بقضية كل فلسطيني بغض النظر إلى أي جيل ينتمي في تشيلي. وبين النشاطات التي يقوم بها فلسطينيو تشيلي مؤتمر سنوي يعنى بقضايا الفلسطينيين في أميركا الجنوبية ومهرجان بعنوان «تقاليد» يشارك به رئيس بلدية بيت جالا وبيت لحم اللذان يقدمان خلاله محاضرات، وتقدم في المهرجان أيضا عروض فولكلورية.
وتوجد أيضا في تشيلي لجنة اقتصادية ومالية وثقافية ولجنة للأطفال الفلسطينيين، وهناك محاولات جارية اليوم لربط الجاليات العربية والفلسطينية في جميع بلدان أميركا اللاتينية. وعن تدخل السفارات في تعزيز عمل الجالية الفلسطينية يقول أنور إن السفارات لا تهتم بمثل هذه القضايا وكل الفعاليات التي تتم هي بمجهود شخصي يشارك بها أفراد من الجالية.
ويقوم أنور بزيارة فلسطين باستمرار وينظم رحلات للفلسطينيين في الأرض المحتلة للمجيء إلى تشيلي والتعرف إلى الجالية الفلسطينية وبالوقت نفسه تنظم رحلات لفلسطينيي تشيلي للذهاب إلى الأراضي المحتلة والتقرب من الشعب والتعرف على حياته اليومية التي تختلف تماما عن حياتهم في تشيلي.
وعن انتمائهم الفلسطيني شدد أنور وخايمي على أن الانقسامات السياسية في فلسطين لا تؤثر على انتمائهم إلى الثقافة الفلسطينية، فهم لا يأبهون لاختلاف وجهات النظر بين الفلسطينيين أنفسهم ويشددون على توثيق علاقة الأجيال القادمة بالثقافة العربية والتراث الشرقي. ويحمل كل من لا يزال على قيد الحياة من الجيل القديم وثيقة سفر فلسطينية، إنما اليوم فيحمل الجيل الحالي الجنسية التشيلية فقط.
- نادي باليستينو
عندما تذهب إلى تشيلي وتلتقي بفلسطيني لن يكون هناك أي مهرب من الحديث عن نادي كرة القدم الفلسطيني Club Palestino الذي وصل فريقه إلى بطولة الدوري التشيلي لكرة القدم مرتين، ويتميز بزي أعضائه الذي يتكون من ألوان العلم الفلسطيني الأحمر والأخضر والأبيض والأسود.
فريق كرة القدم معروف جدا، ليس جميع اللاعبين فيه عربا ولكن المشجعين والمدرب عرب، وتم تأسيسه في العشرين من أغسطس (آب) عام 1920 ومن أشهر لاعبيه إدغاردو عبد الله وروبرتو بشارة عدوي وداود عزالة. وفي عام 1955 فاز النادي بأول بطولة وطنية بقيادة المدرب الأرجنتيني غييرمو كول.
ويتسع ملعب كيستيرنا البلدي الذي يلعب فيه الفريق الفلسطيني لنحو 12 ألف متفرج.
- حي بتروناتو
في لندن يعتبر شارع «إدغوار رود» شارع العرب، وفي سانتياغو يعتبر حي «بتروناتو» الشعبي مقر العرب ومقاهيهم التي تحاكي ثقافتهم وتدغدغ حنينهم لحب فلسطين التي لا يعرفونها، ومن أشهر الأماكن التي يرتادها فلسطينيو تشيلي مقهى «بيت جالا» القريبة من الكنسية الأرثوذكسية التي بناها الفلسطينيون الأوائل الذين وصلوا إلى تشيلي. وتزين المقهى جدرانها بصور لبيت جالا المنطقة التي أتى منها أوائل المهاجرين، ويملك المقهى خوان بشارة الذي وصل إلى سانتياغو دي تشيلي على متن باخرة في خمسينات القرن الماضي. وتنشر الجالية الفلسطينية صحيفة بعنوان «المرشد» متخصصة بأخبار فلسطين، وهناك مركز قريب من بتروناتو في شارع فيلومينا يلتقي فيه المهاجرون الأكبر سنا لتبادل الأحاديث وتذكر فلسطين كما تركوها.
- إنجازات الجالية
تعتبر الجالية الفلسطينية في تشيلي من بين أنجح الجاليات العربية في المهجر، فلديها حضور قوي في المؤسسات الدولية ويوجد عدد من النواب من أصول فلسطينية ينتمون إلى أحزاب مختلفة في البرلمان، وهناك تسع بلديات مرؤوسة من قبل فلسطينيين، وتمكنت الجالية من الاندماج الكلي في المجتمع التشيلي مع عدم التفريط بالعادات والتقاليد الفلسطينية التي يعتز بها أبناء الجالية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.